* مثقفون وفنانون يقودون حملة لإنشاء متحف للفن بالثغر تعد الإسكندرية مدينة رائدة فى الشرق الأوسط فى مجال صناعة السينما فهى تقف على مسافة واحدة بين فرنسا والولايات المتحدة فى بدايات هذه الصناعة الثقافية الإنسانية ، والمدينة تشهد هذه الأيام حملة ثقافية تدعو لإنشاء متحف للسينما يضم ذاكرتها ومقتنياتها من الآلات وأفيشات وكل مايخص تلك الصناعة منذ بدايتها فى القرن التاسع عشر ، ورغم أن مصر كانت سباقة فى هذه الصناعة إلا أن دولاً أخرى سبقتها، وأقامت المتاحف لتأريخ هذا الفن الجميل وهذه المتاحف تعد مزاراً سياحياً مهما لمحبى السينما من كل أنحاء العالم . وقد أبدت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة اهتمامها بفكرة إنشاء متحف للسينما ووعدت بدراستها. ويقول الناقد السينمائى طارق الشناوى إن هذه فكرة جيدة باعتبار أن الإسكندرية كانت القبلة الأولى للأخوين لوميير سنة 1896 بعد 11شهرا فقط من أول عرض بباريس، فهى مدينة متعددة الثقافات ومثيرة للإبداع وسوف نحاول بالتعاون مع المركز الإنسانى الفرنسى سينماتك جلب أول لقطات عُرضت لتكون ضمن المتحف وكذا مقتنيات محمد بيومى ونناشد الدولة ووزارة الثقافة بإقامة المتحف. فى حين، يقترح أحمد عبدالفتاح مدير عام المتاحف والأثرى السابق وصاحب الفكرة أن يُطلق على المتحف اسم متحف سينما مصر والعالم، وأن يقام بميدان المنشية مكان الإتحاد الاشتراكى القديم ليجاور المبانى الكلاسكية القديمة ويكون بالقرب من الميناء، على أن يضم قاعة عرض للأفلام القديمة والنادرة ومكتبة سينمائية عالمية وفرع لمعهد السينما وجناح لتماثيل من الشمع لرواد الفن وقاعدة بيانات لذاكرة السينما، ما يؤدى لإحياء الزمن الجميل مرة أخرى وانكماش الإرهاب. وقد تلقى المخرج المسرحى مصطفى الدمرداش الفكرة باستحسان شديد منادياً بأن يكون هذا العمل الضخم برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى على ألا يتأخر أكثر من ذلك ولابد من دراسته بشكل جاد وأن تتضمن الدراسة الجهات التى تتولى مسئوليته.. وأضاف أنه يفضل أن يقام المتحف بالقاهرة لكونها العاصمة ومكان إقامة الفنانين وهى ملتقى المحافظات، وأن صناعة السينما بدأت بالقاهرة باستوديو مصر، على أن يتم تخصيص أرض بالقاهرة الجديدة، بحيث يتم تجميع أعمال فنانى القرن العشرين ومقتنياتهم من خلال أبنائهم وأحفادهم ليصبح متحفاً للسينما والمسرح. تراث الفن فى مكتبة الإسكندرية فى حين يؤكد الدكتور خالد عزب رئيس قطاع إدارة المشروعات بمكتبة الاسكندرية أن مشروع ذاكرة مصر التابع للمكتبة به قسم للسينما المصرية يضم الكثير من الوثائق، كما يوجد معرض لمقتنيات شادى عبدالسلام وأرشيف استوديو مصر، كما حصلت المكتبة على أراشيف عدد من الفنانين الكبار أبرزهم يوسف وهبى وفاتن حمامة و نور الشريف ، فضلاً على مجموعة من الصور تم التقاطها للفنانين أثناء تصوير الأفلام، وأضاف عزب أن المكتبة تكاد تنتهى من مشروع بناء أرشيف متكامل للسينما المصرية يضم عقود انتاج الأفلام والعقود المبرمة مع الفنانين وسيناريوهات الأفلام ليكون أكبر قاعدة بيانات للإنتاج السينمائى المصرى فى القرن العشرين .. كما نستعد لبناء قاعدة أخرى للإنتاج السينمائى العربى . ويقول عزب إنه كان هناك مشروع أطلقه دكتور عماد أبوغازى عندما كان وزيرا للثقافة لبناء سينماتك على غرار مثيلتها بفرنسا ألا أن المشروع تعثر بعد تركه الوزارة ، والآن من المهم أن يكون بمصر سينما تك ومتحف للسينما والأنسب أن يكون داخل إحدى الفيلات بالقاهرة أو الإسكندرية . بينما يقول الشاعر أشرف عامر رئيس هيئة الثقافة السابق إن فكرة إقامة متحف للسينما بالإسكندرية شىء رائع فهى مدينة الثقافة على أن يتضمن المتحف رموز الحركة السينمائية وأن يضم مقتنيات الفنانين والآلات السينمائية القديمة الخاصة بالتصوير والإنتاج والإخراج، وأن يكون هناك أرشيف لذاكرة السينما يضم كافة الأفلام ومكتبة سينمائية للأعمال القديمة والحديثة وأن نتعاون مع المتاحف العالمية لاكتساب الخبرات، مضيفا أن الوزارة من الممكن أن تتبنى الفكرة كاملة بالتعاون مع محافظة الإسكندرية ويتم تخصيص مكان لائق بدعم من وزارة المالية على أن يوضع فى ميزانية قادمة . الإسكندرية قبلة الفن ويقول المؤرخ السينمائى سامى حلمى أن الإسكندرية فى القرن 18 كانت مقصداً تجاريا وكانت تضم العديد من الجنسيات المختلفة لذا فقد عرض الإخوان لوميير أول عرض سينمائى ببورصة طوسون «قصر ثقافة الحرية» عام 1869 بلغات متعددة وأحدث ذلك رواجا كبيرا لفن السينما ..كما بدأ استخدام التصوير الفوتوغرافى المتحرك للشريكين عزيز بندارى وامير تودوس وبدأ استيراد شرائط لعرضها بدار عرض يمتلكها الشريكان وظل ذلك حتى بعثات لوميير ومنها البعثة الأولى والثانية وتم تصوير مدن القاهرة وصعيد مصر والسودان وكان أول شريط سينمائى على أرض مصر عندما قام السلطان حسين بزيارة مسجد المرسى أبوالعباس وأقيم استوديو بشارع القائد جوهر حتى جاء الأخوان لاما فأقاما استوديو لاما بفكتوريا، واستوديو توجو بباكوس، وقد شهدت الاسكندرية قبل القاهرة انتاج أفلام منها فيلم فرحات ولأن القاهرة هى مدينة الإعلام والأضواء فقد زحف اليها الجميع حتى العاملين بالإسكندرية . ويضيف حلمى للأسف أن عواصم البلاد تستحوذ دائما على كل شىء ولذا جاءت الإسكندرية فى المرتبة الثانية وبعد سنوات من عودة مكتبة الإسكندرية اتفق المخرج شادى عبدالسلام على إنشاء متحف يحمل اسمه يضم اعماله وبعد وفاة المخرج يوسف شاهين أقيم متحف له يحمل اسمه وكان هناك مشروع كبير تحمس له الفنان نورالشريف والمخرج على بدرخان من أجل إعادة البريق السينمائى لمدينة الإسكندرية وتم اختيار موقع بالفعل ونظرا للبيروقراطية لم يتم المشروع. اما الناقد السينمائى فتحى حسين فيقتنى العديد من أندر «الأفيشات» وقد استطاع الحصول عليها من خارج مصر ، ومعظمها من لبنان حيث تعرض الأفيشات داخل إطار ، وبعد انتهاء عرض الفيلم يتم الاحتفاظ بها ، بعكس مصر يتم عرض الأفيشات بلصقها على الحائط ثم يتم تمزيقها ، ومن أندر الأفيشات، أفيش فيلم فاطمة لأم كلثوم ، وأول فيلم ناطق لنيازى مصطفى وسلامة فى خير للريحانى، ودنانير ، وانتصار الشباب لفريد واسمهان والعديد من الأفلام النادرة .. فهل تلقى دعوة السكندريين لإقامة متحف للسينما استجابة من المسئولين ؟