«الشيخ خليفة بن زايد» .. رجل المبادرات الإنسانية المُحب لشعبه | بروفايل

أعلنت وزارة الشئون الرئاسية بالإمارات، صباح اليوم الجمعة وفاة رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان، والذي تولى رئاسة دولة الإمارات خلفا لوالده الراحل، الشيخ زايد بن سلطان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولد الشيخ خليفة بن زايد في7 سبتمبر 1948 بقصر المويجعي في مدينة العين حيث قضى معظم طفولته مع عائلته ووالده الذي كان حاكمًا لمنطقة العين في ذلك الوقت.
ويعتبر الشيخ زايد هو الرئيس الثاني لدولة الإمارات العربية المتحدة والحاكم السادس عشر لإمارة أبو ظبي كبرى الإمارات السبع المكونة للاتحاد، والقائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
شغل الشيخ خليفة أول منصب رسمي له عندما كان ولي عهد إمارة أبو ظبي كممثل الحاكم في المنطقة الشرقية ورئيس المحاكم فيها، وكان لهذا المنصب أهمية كبيرة في حياته، حيث تمكن من الاحتكاك بشكل مباشر مع المواطنين، والاطّلاع على أحوالهم، والتعرف على تطلعاتهم وآمالهم.
في 2 نوفمبر من عام 2004 توفي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أول حاكم لدولة الإمارات بعد قيام الاتحاد عام 1971. وبصفته وليا لعهد إمارة أبوظبي، فقد أصبح الشيخ خليفة حاكم الدولة مباشرة بعد وفاة والده، وفي 3 نوفمبر 2004 انتخبه المجلس الأعلى للاتحاد برئاسة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة.
تزوج الشيخ خليفة من سمو الشيخة شمسة بنت سهيل المزروعي، عام 1964 ولديهما ولدان هما الشيخ سلطان بن خليفة والشيخ محمد بن خليفة، بالإضافة لست بنات، وعدد من الأحفاد.
أطلق الشيخ خليفة بن زايد مبادرة لتطوير نظام اختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، عقب توليه الحكم، وابدى اهتماما كبيرًا بتطوير البلاد ودعم عدد من المشروعات البيئية والرياضية، انطلاقًا من محبته لهوايات صيد السمك والصقور، ومن ضمنها، برامج إكثار وتحرير الصقور وطيور الحبارى في مناطق شبه الجزيرة العربية وآسيا الوسطى.
كما حرص رئيس الامارات الراحل دائمًا على تكريم وتشجيع الفرق الرياضية المحلية التي تحقّق إنجازات أو بطولات محلية أو إقليمية أو دولية.
أولى الرئيس الاماراتي اهتمامًا كبيرًا بعدد من الملفات، على رأسها بناء الإنسان وإطلاق الطاقات البشرية وتوفير افضل الخدمات في قطاعات التعليم والصحة والإسكان والرعاية الاجتماعية.
وفي خطابة في اليوم الوطني ال34 في الأول من ديسمبر 2005، أعلن الشيخ خليفة عن برنامج «التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعلمي والثقافي»، وحدد مرحلة التمكين بفتح المجالات كافة أمام المشاركة الشعبية للمواطنين بإعلان تفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي وتمكينه ليكون سلطة مساندة ومرشدة وداعمة للسلطة التنفيذية.
وتم بالفعل إنجاز هذه المرحلة التاريخية بنجاح بإجراء انتخابات حرة مباشرة لنصف أعضاء المجلس في دورتين متتاليتين في العام 2006 والعام 2011 بمشاركة فاعلة للمرأة –لأول مرة-.
وفيما يخص دعم المرأة، فقد كان للشيخ الراحل مواقف بارزه في هذا الصدد، وعمل على تسخير كل إمكانيات الدولة لمساندتها وتمكينها، ومن ضمن تصريحاته: «إنني أشجع عمل المرأة في المواقع التي تتناسب مع طبيعتها وبما يحفظ لها احترامها وكرامتها كأم وصانعة أجيال.»
وفي عهد الرئيس الراحل، تولت المرأة الحقائب الوزارية وجلست على المقعد البرلماني وأدارت مؤسسات محلية واتحادية ومثلت الدولة في المحافل الدولية وشاركت في الخدمة الوطنية والقوات المسلحة.
وقال الرئيس الراحل في إحدى المناسبات: «تجاوزنا في دولة الإمارات التمييز بين المرأة والرجل، فالمعيار هو الكفاءة والقدرة والتميز»، وقال في مناسبة أخرى: «لقد جعلنا تمكين المرأة أولوية وطنية مُلحة، وبفضل هذا التخطيط السليم أصبح لدولتنا سجل متميز في مجال حقوق المرأة، فهي تتمتع بكامل الحقوق وتمارس الأنشطة جميعها من دون تمييز، والأبواب جميعاً مفتوحة أمامها، لتحقيق المزيد من التقدم والتطور».
تربعت الإمارات في عهد الشيخ خليفة على قائمة أفضل الدول على مستوى الخليج والشرق الأوسط في مؤشر مقياس تمكين المرأة لعام 2009 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ضمن تقرير التنمية البشرية العالمي.
وفي عهد الرئيس الراحل تميزت الإمارات بعلاقات دبلوماسية متميزة، خاصة مع جيرانها في المنطقة العربية.
كما أكد الشيخ خليفة على دعمه للعمل العربي المشترك من خلال جامعة الدول العربية ومؤسساتها ومنظماتها المتخصصة، كما حرص على تعزيز علاقات الدولة مع كل الدولة العربية، ودعم كل مبادرات وجهود السلام وإعادة التعمير في المنطقة.
ونعى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والذي رحل عن عالمنا صباح اليوم.
وكتب الرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أنعى بخالص الحزن والأسى رجلًا من أغلى الرجال، وقائدًا من أعظم القادة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الذي وافته المنية بعد رحلة طويلة من العطاء، قدم فيها الكثير لبلاده وأمته، حتى صارت الإمارات نموذجًا للتطور والحداثة في منطقتنا والعالم.
وتابع الرئيس السيسي " لقد كان الشيخ خليفة محبًا لمصر بحق، وصديقًا مخلصًا في كل الظروف والأحوال، فباسمي واسم شعب مصر أتقدم بالتعازي لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادة ودولة وشعباً في هذا المصاب الجلل، وأدعو الله عز و جل أن يتغمد الفقيد الغالي بواسع رحمته، وللإمارات الشقيقة بدوام التقدم والعزة".
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أعلنت وكالة أنباء الامارات الرسمية، اليوم الجمعة، وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة.
كما أعلنت وزارة شؤون الرئاسة الحداد الرسمي وتنكيس الاعلام على المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مدة 40 يوماً اعتباراً من اليوم وتعطيل العمل في الوزارات والدوائر والمؤسسات الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص 3 أيام اعتبارا من اليوم.
وجاء في البيان الرسمي: «تنعي وزارة شؤون الرئاسة شعب دولة الإمارات والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع قائد الوطن وراعي مسيرته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة الذي انتقل إلى جوار ربه راضياً مرضياً اليوم الجمعة 13 مايو، تغمد الله فقيد الوطن الغالي بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهمنا جميعا الصبر والسلوان».