كل التحية للشعب العربى الفلسطينى الذى يخوض بصدوره العارية معركة الدفاع عن القدس فى وجه قوات الاحتلال الصهيونى التى لم تتوقف عن عدوانها الاجرامى وقتلها للمدنيين وحمايتها لمحاولات اقتحام المسجد الأقصى من عصابات المتطرفين، والتى لم توقفها حُرمة المكان ولا الشهر الفضيل. الخطير فى الأمر الآن أن الوضع مرشح للتصاعد، هناك فى الكيان الصهيونى من يعتقد أن أمامه فرصة لتحقيق المزيد عن طريق تهويد القدس والتهام المزيد من الأراضى الفلسطينية فى ظل انشغال العالم بالحرب فى أوكرانيا، ومع الصمت الدولى على الجرائم الإسرائيلية المستمرة فى حق الشعب الفلسطينى وغياب أى جهد دولى للوصول للحل العادل على أساس القرارات الدولية، وقيام الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس العربية. ويزداد الخطر مع وضع داخلى هش فى الكيان الصهيونى، ومع حكومة تضم أشتاتًا لم يجمعها سوى مواجهة نتنياهو الذى يواجه خطر السجن بسبب فساده، وإن أفلت - حتى الآن- من المحاكمة على جرائمه فى حق شعب فلسطين. الحكومة التى يسيطر عليها اليمين المتطرف وتضم بعض اليسار وحركة منصور عباس الإخوانية، فقدت أغلبيتها فى البرلمان، وهى تعيش على هامش السقوط لو فقدت صوتًا واحدًا، وقد تكون الحرب وسيلتها لتبقى كما كان الأمر فى السياسة الإسرائيلية فى الكثير من الأحيان. هناك جهود لتطويق الأزمة ومع انفجار يعرف الجميع عواقبه. وهناك تساؤلات مشروعة عن الصمت الدولى إزاء جرائم إسرائيل، ما يُجرى فى أوكرانيا تعيشه فلسطين منذ ثلاثة أرباع القرن، تحارب أمريكا ودول الغرب بكل أسلحتها فى أوكرانيا، بينما ترفض أى إدانة لإسرائيل وتكتفي - فى أشد الظروف- بالإعراب عن القلق!! قد ينفجر الموقف، وقد يتم تطويق الأزمة ومنع الانفجار لفترة لكن - فى كل الأحوال- يسقط وهم إمكانية تسويق أى مشروع مشبوه، أو أى حل لا ينطلق من أنه لا سلام حقيقيًا بدون إنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطين على حدود 67 وعاصمتها القدس العربية. وكل ما عدا ذلك باطل وإلى زوال!