أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية بأشد العبارات انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني، محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات تصعيدها المتعمد في القدس وعلى ساحة الصراع خاصة في شهر رمضان المبارك. وقالت الخارجية الفلسطينية، في بيانٍ صادرٍ عنها وصل ل"بوابة أخبار اليوم" نسخةً منه، "تنقل دولة الاحتلال مستوى حربها المفتوحة على القدس ومقدساتها وجميع مناحي الحياة الفلسطينية فيها إلى مربعات خطيرة جدًا، تتمثل في خنق حياة الفلسطيني المقدسي الاعتيادية، خنق اقتصادياته وحركته ومنع ظهوره ووجوده في أي مكان بالقدس، فأي فلسطيني يسير في العاصمة المحتلة، يجلس على درج باب العامود، يتواجد في البلدة القديمة أو يتوجه الى الصلاة والعبادة، يذهب لشراء حاجاته من السوق يتعرض لأبشع أشكال الإهانة أو الاعتداء أو الاعتقال أو الضرب فقط لأنه يمتلك الجرأة للتواجد في القدس". وأضافت الوزارة: "إسرائيل تخشى من كثافة الوجود الفلسطيني بالقدس خلال شهر رمضان وخاصة أن هذا الوجود يكشف زيف روايات الاحتلال وقراره بضم القدس، ويؤكد في ذات الوقت أن القدس فلسطينية عربية محتلة". وتابعت قائلةً: "تعتبر دولة الاحتلال وأجهزتها المختلفة أن جميع مظاهر الاحتفالات أو التجمعات أو مظاهر الحياة الاجتماعية المقدسية شكلًا من أشكال التحدي الذي لا توافق عليه أو تقبل به العقلية المسيطرة على القرار في دولة الاحتلال، وبذلك تؤكد الوزارة أن حرب الاحتلال هي على الوجود والحضور الفلسطيني في القدس". ومضت تقول: "من هنا، ولعلم الاحتلال بأن ظواهر الوجود الفلسطيني في القدس تتكثف وتزداد في شهر رمضان المبارك سارع وبكل بشاعة لحشد أعداد كبيرة من قواته وشرطته وأجهزته المختلفة وأعاد احتلال القدس لمنع كثافة الوجود الفلسطيني المقدسي خلال شهر رمضان، وبدأ بالطرق على رؤوس الفلسطينيين في محاولة لإخفاء حضورهم، في حين يبذل جهوده لإبراز حضور النقيض اليهودي في القدس"، مضيفًا أنه "جاء تصرف الاحتلال القمعي والوحشي ضد المقدسيين وتجمعاتهم بعكس ادعاءات الاحتلال بشأن التهدئة وعبر سلسلة طويلة من التضييقات على المصلين والمواطنين، كان أبرزها ما تم توثيقه بالصوت والصورة من اعتداءات وهمجية المستعربين وشرطة الاحتلال سواء أثناء الاعتقالات الجماعية أو الهجوم الوحشي على المقدسيين في باب العمود كما يحدث منذ بداية شهر رمضان". واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن ذلك في إطار سياسة إسرائيلية رسمية تسابق الزمن لاستكمال عمليات أسرلة وتهويد القدس وفرض السيادة الإسرائيلية على مقدساتها المسيحية والإسلامية وتكريس التقسيم الزماني للمسجد الأقصى ريثما يتم تقسيمه مكانيًا. وأكدت أن إصرار دولة الاحتلال على استمرار الاقتحامات للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وإقدام حاخامات ومستوطنين من المعاهد الدينية الكبرى على اقتحام المسجد الأقصى تحضيرًا لما يسمى عيد الفصح ما هو الا إثبات على تلك النوايا والمخططات الإسرائيلية الخبيثة، ومحاولة لإعطاء الانطباع بأن القدس عاصمة دولة الاحتلال بالكامل ولا وجود لشعب فلسطيني بداخلها.