قديما كان للحياة لون أخر يعرفه الجميع بلمة رمضان وقعدة الأهل والأصحاب. كان الكبير يلعب مع الصغير وكان الحديث والضحك ينتشر فى كل الاركان، فلان مع علان. قديما كانت نهاية كل أسبوع هو إنتظار للأسر من أجل اللقاء والإطمئنان علي أحوال البعض وإذا أرادو تسلية القعدة كانت هناك الدومينو والكوتشينه مع كوباية شاى لكي تحلو الجلسة ويحلو السمر والسهر. ماذا حدث الان؟ ما الذي جد علي عادات وتقاليد المجتمع المصري. .. إنه « الفيس بوك » الذي قام بقطع تلك الروابط والعلاقات الأسرية وأصبحت تلك العلاقات محبوسة بين علامة "اللايك والكومنت" ، أو إرسال تحية علي "البرايفت" . هكذا أصبح حال كل أسرة.. لن ينكر أحد فضل الفيس بوك علي بعض الأسر فالنت أصبح وسيلة إتصال لا غناء عنها مهما يحدث إذا كان هناك شخص مسافر ومتغرب أصبح النت وسيلة لقائه باهله وأحبابه. إنما حديثي هنا عن الذين أصبح "الفيس بوك" هو نهج حياتهم لا يقابلون أصحابهم ولا يبنون علاقاتهم الإ من خلال " الفيس بوك " . أما عن حال وشكل الفيس الأن فقد أصبح حالة إجتماعية ووعاء لكل الطاقة السلبية في المجتمع ، اذا دخلت عليه تري عزاء فلان أو إغتصاب فلانه، أو جريمة قتل هنا ، وحادثة علي الطريق هناك. فما أكثر الاشاعات والفتن التى تمليء هذا الفيس بوك الان. هذا بخلاف ما يقال عن الفيس بتجسسه علي أفكار الشخص ففكر مثلا في انك تريد شراء حذاء أو ساعة أو موبايل أو أي شئ ثم ابدأ في تقليب "الفيس" ستجد كل ما كان يدور في ذهنك يتم عرضه علي "الفيس" عن طريق صفحات إعلانية ممولة تعلن عن المنتجات التى كنت تفكر فيها منذ لحظات. إذا كيف حدث ذلك؟!! متي نعود لتلك اللحظات التى كنا نقضيها جميعا في قعدات جميلة ومضحكة وكل من الأخر يسرد تلك المواقف الساخرة التى مر بها خلال ايامه ويحكي عن ذكرياته ومغامراته فكان الكل يتسابق بالتباهى بالمواقف الضاحكة التى يمر بها. متي نعود لتلك الضحكات الضائعة.