كان اسمه يتردد فى أروقة الجريدة مصحوبا بوصفه صاحب موهبة فريدة وطموح لا يعرف الحدود رغم سنوات العمل المحدودة، فى ذلك الوقت منذ أكثر من ربع قرن، قبل أن يصبح خلال سنوات أحد البارزين والفاعلين فى مهنة الصحافة وفى نقابة الصحفيين. جمعتنى به ظروف العمل للمرة الأولى حين تم تكليفنا من الكاتب الراحل إبراهيم سعده، رئيس تحرير أخبار اليوم، بتنفيذ أحد الملفات المهمة، ووجدته يتصل بى ليسألنى هل أفضل الاجتماع لبدء العمل بمكتبى فى أخبار اليوم أم مكتبه فى الأخبار لارتباطه بالسهر لتنفيذ عدد الغد من الجريدة، واتفقنا على اللقاء بصالة التحرير حتى يمكنه متابعة العملين فى نفس الوقت، وهكذا ظل يقوم بعدة أعمال فى نفس الوقت طوال حياته على حساب صحته وأعصابه، دون أن يفقد بشاشة وجهه وتعامله المهذب حتى مع المختلفين عنه والمخالفين لوجهة نظره، وظل محتفظا بحسه الإنسانى مع كل الزملاء عند الاختلاف وعند الاتفاق، محترما من سبقوه للمهنة حتى وهو يرأسهم بحكم منصبه. حين تولى ياسر رزق مسئولية إدارة أخبار اليوم كانت الظروف العصيبة تحاصر كل المؤسسات الصحفية بلا استثناء، من ديون مستحقة ومشكلات إدارية وفنية، ونقص فى الموارد، ومناخ عام مرتبك ومتوتر، ولكنه حاول بكل جهده وعلاقاته ورصيده عند صناع القرار أن يجد حلولا لها توقف إهدار قيمة الصحافة والصحفيين والعاملين، وحالفه النجاح فى أحيان كثيرة، وأعجزته الظروف السائدة فى أحيان أخرى، ولكنه ظل يكتب ويفعل ما يقتنع به دون مواربة، حتى لو أثار غضبا أو أشعل جدالا حول ما يكتبه، أو اتهمه البعض بتغيير قناعاته وتوجهاته، وامتلك شجاعة الاعتذار عن خطأ نشرته جريدته، وهو ما لم يفعله غيره، كما امتلك شجاعة رفض اقتحام نقابة الصحفيين ذات يوم. رحم الله ياسر رزق الإنسان الذى لم ينس إنسانيته عند الاختلاف وعند الاتفاق.