منذ اكثر من ثلاثين عاما والنظام الدولى يسير على عكس طباع الامور لان الاصل فى الكون وجود التنافس او حتى الصراع بمنطق الغابة صراع الخير والشر الحق والباطل العلاقات المتوازنة لا العلاقات القائمة على الاستغلال والاستنزاف لموارد الدول الضعيفة والنظام الدولى الحالى مصطنع وليس حالة طبيعية لان الطبيعة هى وجود قوى متنافسة على الدوام. لكن مع انهيار الاتحاد السوفيتى وامريكا تصارع من اجل انفرادها بإدارة العالم وكل من يخالف او يعرقل الرؤية والمنهج الامريكى عدو لكن الان العالم يعود الى طبيعته وطباع الامور هى المنافسة حيث ظهرت قوى اخرى تبحث عن مكان لها فى حكم العالم وفى مقدمة هذه القوى الصينوروسيا ومن بعيد تأتى الهند. ومع دخول العالم العام الجديد 2022 تتزايد التوقعات بتغيير جذرى فى شكل وطبيعة العلاقات الدولية والنظام العالمى كاملا لتعود الامور الى طبيعتها من منافسة تصل الى حد الصراع فهناك قضايا متعددة ترشح العالم للتغيير فى 2022 ليس بسبب فيروس كورونا ومتحوراته-وان كان احد الاسباب - ولكن السبب الرئيسى هو نمو الطموح الصينى الروسى والرفض والترقب الامريكى لتوجهات بكين وموسكو وهناك عدد من القضايا الدولية المشتعلة وبنظرة سريعة ندرك ان نشوب حرب امر مستبعد سواء على ساحة اطماع الصين فى تيان او خطة بوتين بشأن اوكرانيا او حتى الملف الايرانى. احتمالية غزو الصينلتايوان ومواجهة امريكا والغرب امر مستبعد فلن يحدث غزو من الصينلتايوان على الأقل هذا العام والمناورات العسكرية التى تجريها بكين ليست سوى عرض قوة ويؤكد الامر تصريح وزير الدفاع الامريكى لويد أوستن الذى قال إن أى حرب صينية ضد تايوان تعنى الدمار الاقتصادى للتنين الصينى اما عن الازمة الاوكرانية واحتمالات قيام الدب الروسى بمهاجمة شرق أوكرانيا لطرد الناتو من غرب روسيا. امر مستبعد ..بوتين لن يشن حرباً عسكرية على اوكرانيا فهو يحصل على ما يريد دون خوض حرب. اما بشأن ايران والتى اختلفت الادارات الامريكية فى التعامل مع قضية ملفها النووى. نجد واشنطن والغرب يفضلون المحادثات لإنقاذ الاتفاق النووى لعام 2015 الذى وقعته إيران مع القوى العالمية وسيكون 2022 عام صراعات لكن دون حروب.