«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سفير الأردن أمجد العضايلة: مصر تشهد مشروعاً نهضوياً وجمهورية جديدة
العلاقات بين البلدين نموذجية برعاية الرئيس السيسى والملك عبدالله

التنسيق المشترك تجاه القضية الفلسطينية الأكثر حراكا فى المنطقة العربية
ندفع ثمن أزمات المنطقة وآخرها استقبال 1,5 مليون لاجئ سورى
تعاون ثنائى غير مسبوق.. وقرارات حكومية لتعزيز الشراكة بين رجال الأعمال
بين «بلاط صاحبة الجلالة» و «البلاط الملكى» و«عالم الدبلوماسية» امتدّت رحلته الإعلامية والسياسية لسنوات، متنقلاً بين مناصب جمعت مِداد القلم وطَلة الشاشة ورفعة التمثيل الدبلوماسي، لتَحُطّ به الرحال اليوم سفيراً ممثلاً للأردن مصر «أرض الكنانة» كما يحب ان يصفها، ومندوباً سامياً للمملكة فى جامعة العرب .
وعلى الرغم من المكانة السياسية والتأثير الذى تصنّف به دول كانت محطات دبلوماسية مثّل بلده فيها، إلا أن السفير الأردنى أمجد العضايلة يشعرك وأنت تلتقيه بمكانةٍ خاصةٍ لمصر ومحبةٍ متفرّدة لشعبها وعشقاً لرحابها يتجاوز علاقة الدبلوماسى ببيئة عمله وإقامته.العضايلة، الذى تصادفه فى كل حدثٍ مصرى وفعاليةٍ عربية أو دولية على أرض مصر، لا يفوّت فرصةً ولا مناسبةً إلا تراه حاضراً وفاعلاً ليس بشخصه فقط، بل على منصات التواصل الاجتماعي، ليكون السفير الأكثر تفاعلاً عبر تغريداتٍ تجد صداها الواسع وانتشارها السريع فى وسائل الإعلام.. السفراء الذين يجمعون السياسة والدبلوماسية والإعلام فى آن، قليلاً ما مروا على القاهرة، لكنك تجدها ثلاثية تجتمع منصهرةً بشخصية السفير العضايلة، الذى شغل منصباً استشارياً رفيعاً فى القصر الهاشمي، حينما عمل مستشاراً للعاهل الأردنى لشؤون الإعلام والاتصال، قبل أن يضع الملك ثقته مجدداً به ليكون سفيراً، فى عاصمتين بوزنٍ أقليميٍ ودولي؛ أنقرة وموسكو على التوالي، قبل أن يتم استدعاؤه فى الثلث الأخير من العام 2019 ليشغل منصباً سياسياً فى الحكومة الأردنية، وزير دولة لشؤون الإعلام وناطقاً رسمياً باسم الحكومة، ليبقى الوجه السياسى الحكومى والإعلامى الأبرز لدى الأردنيين فى تعامل المملكة مع أزمة كورونا.. فى جلسة حوارية هى أقرب الى العصف الذهنى بعيدا عن الحوارات الصحفية المعتادة جمعتنا به، لم يخفى العضايلة فضل الإعلام، كمدرسة تعلُّم وميدان خبرة، فى مراكمة تجاربه وقدرته فى التعامل مع الأحداث وتعميق فهمه السياسى لسياقات مختلف القضايا، فهو يجد فى الإعلام، الذى هو مدرسته الأولى، مؤثراً ومتأثراً مباشرا فى السياسة التى هى المجال الحيوى الذى ينشط به اليوم بفاعلية، وعاملاً محورياً فى عالم الدبلوماسية، التى هى صفته التمثيلية لبلده فى القاهرة. اتفقنا أن يكون الحيز الأكبر للحدث الأهم وهو العلاقات بين البلدين التى تأخذ أبعادا مختلفة تركز على الثنائية بين (قاهرة المعز وعمّان العز) والتعبير والمصطلح له الى أطر آخرى ومنها الثلاثى باضافة فلسطين قضية العرب الأولى والهم المشترك للبلدين مع توافق تام فى الرؤى والمواقف وكذلك باضافة العراق فى التنسيق الثلاثي وهذه هى حصيلة تلك الجلسة الحوارية:
ولم يفوّت السفير الأردنى فرصة الحديث معه ليقدم شهادته عن الأحوال فى مصر وهو الذى تابع شئوننا منذ أن كان مسئولا صغيرا فى وزارة الاعلام حتى جاءها سفيرا لبلاده ويقول للحق والتاريخ فان ما تشهده مصر فى السنوات هو بكل المقاييس مشروع نهضوى ، فى عهد الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي» يثير الفخر والاعجاب لكل عربى ، معرباً عن تفاؤله بتقدّم كبير يحمل العام القادم فى مسيرة مصر، خصوصاً وأن عجلة العمل والإنتاج فى عهد الرئيس السيسى لا تتوقف.
وأشار إلى أن ما يحدث فى مصر ليس أقل من نقلات نوعية وحركة تنموية متسارعة لا تقف عند قطاع بعينه بل تتصف بالشمولية، الأمر الذى يعيد الأنظار لمصر، خصوصاً فى ظل ما تحققه فعاليات سياحية كبرى «احتفالية مواكب نقل المومياوات وطريق الكباش» من تسليط الأضواء على مصر بحضارتها وتاريخها.
ويميل العضايلة دوماً، فى حديثه عن مصر، إلى عبارة «مصر قاطرة العرب» التى تقدّم مصر فى دورها ووزنها وثقلها السياسي، وأن قوة مصر قوة للعرب ومنعة لهم.
يسهب العضايلة فى وصفه لعلاقة وطيدة ووثيقة تجمع أرض الكنانة وأرض النشامى، حيث يصف ما يجرى فى هذه المرحلة من تنسيقٍ وتشاورٍ وتعاونٍ أردنى مصرى ب»غير المسبوق» مضيفاً «تتماهى فيه الآراء الرسمية المصرية الأردنية حيال قضايا وملفات تشهدها المنطقة العربية». ويرجع العضايلة الفضل والدافع لما هى عليه اليوم مصر والأردن من تقاربٍ وتوحّدٍ فى المواقف إلى العلاقة الوثيقة والرؤية الحكيمة التى يلتقى فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى وأخيه العاهل الأردنى عبدالله الثانى والتوجيهات الدائمة التى لا يتوانى الزعيمان بتكليف مسؤولى البلدين فيها عند كل محطةٍ ومفصل، ما مكّن الأردن ومصر للتكيّف مع تحدياتٍ إقليمية جسيمة وتحويلها إلى فرص ولعل المراقب يشهد هذا التطور من خلال عدد اللقاءات على مستوى القمة منذ عام 2014 موعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المهمة أو على مستوى اللجنة العليا المشتركة وكذلك المستوى الوزارى ولعل آخرها زيارة ولى العهد الأردنى الأمير الحسين بن عبدالله الثانى الذى حرص على أن تبعد الزيارة عن الإطار البروتوكول الى زيارة عمل ومتابعة لمستوى العلاقات
مجالات للتعاون
وانتقل بنا الحديث عن نموذجية التعاون المصرى الأردنى ليدلل السفير أمجد العضايلة بأن ميزة هذا النموذج تكمن فى أنه استطاع التغلب على التحديات التى فرضتها أزمة كورونا، وخلق آفاقا جديدة من التعاون رغم هذه الأزمة سواء بشكله الثنائى البينى أو على صعيد التعاون متعدد الأطراف كما فى التكامل الثلاثى مع العراق أو التعاون مع لبنان فى ملف الطاقة أو كما فى منظومة التشاور والتنسيق السياسى الثلاثى مع الأشقاء فى فلسطين.
ويؤكد السفير الأردنى أن الطابع الاستراتيجى والشراكة المتينة التى تُؤطر مسار العلاقات الثنائية جعلت التنسيق المتواصل ميّزة للعلاقات الأردنية المصرية، حتى وصلت إلى مستويات متقدّمة أفرزت نتائجَ مثمرة.
وعدد أوجه هذا التنسيق والتعاون على كافة المجالات ومنها أولا- والكلام للسفير الأردنى لم تنقطع الزيارات المتبادلة والاجتماعات بين مسؤولى مختلف الملفات فى البلدين، وما زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى المملكة مطلع العام والزيارة الأخيرة لجلالة الملك إلى مصر شهر سبتمبر وزيارة العمل التى قام بها سمو ولى العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثانى إلى القاهرة فى أكتوبر وعديد الزيارات من رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة وتبادل الزيارات من مختلف الوزراء والمسؤولين الأردنيين والمصريين، إلا هى المؤشر الفعلى على متانة العلاقات المصرية الأردنية والخطوات الملموسة لمخرجات التوافقات الثنائية
ثانيا : الزيارة التى قام ولى العهد الأردنى للقاهرة، حيث تمثل الحدث الأبرز فى مسار العلاقات الأردنية المصرية فى الربع الأخير من هذا العام، سيما وأنها زيارة كانت حافلة ببرنامج عمل امّتد من التنسيق السياسى إلى التكامل الاقتصادى والتوأمة السياحية وتبادل الخبرات والتدريبات العسكرية، ما جعل القاهرة لتكون وجهة زيارة العمل الرسمية الأولى لولى العهد الأردنى فى المنطقة، والذى «أصر أن يكون لكل لقاء برنامج تنفيذى لمتابعة تنفيذ المخرجات والتوافقات وتحقيق النتائج»- ثالثا - والإضافة للسفير الاردنى لا يغيب التعاون العسكرى والأمنى الوثيق عن مسار العلاقات الأخوية الأردنية المصرية، حيث يؤشّر السفير على تنفيذ القوات المسلحة الأردنية والمصرية تمارين وتدريباتٍ عسكرية مشتركة آخرها استضافته مدينة العقبة الأردنية، كما هو الحضور الفاعل للأردن فى المنتدى العربى الاستخباري، الذى تحتضن القاهرة فعالياته بشكلٍ دورى رابعا : «الحرص المشترك على تعزيز العلاقات نلمس أحد جوانبه باستمرارية عقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة، التى لم يتوقف انعقادها فى كل الظروف، وما استضافة الأردن للدورة ال29 منها فى مارس الماضى إلا ترجمة للتوافق على ضرورة تحقيق قفزات فى مختلف مجالات التعاون».
رابعا-والكلام مازال للسفير أمجد العضايلة.-خامسا-استضافت مصر هذا العام أكثر من اجتماع أردنى مصرى فى قطاعات الصناعة والتجارة والنقل والطاقة حضرها وزراء البلدان، كما عقدت فى عمان عديد الاجتماعات المشتركة على الصعيد الثنائى الأردنى المصرى أو الثلاثى مع نظرائهم العراقيين أو من لبنان.
دعم الاستثمارات الخاصة
ويظل أحد الملاحظات عن التناسب بين البعد الاقتصادى فى العلاقات وعدم موازاته لمستوى مطلوب كما هو فى العلاقات السياسية، ويفسر السفير الأردنى الأمر أنه لا بد من الإدراك أن التعاون السياسى هو تعاون رسمى يستند لعوامل تعززها الرؤى الرسمية المشتركة، وهى فى الحالة الأردنية المصرية رؤية توافقية حريصة على أن يكون مستوى التعاون والتشاور السياسى عميق ورفيع ومتجذّر. أما تعزيز الجوانب التجارية والاقتصادية يرتبط بعوامل إضافية من ضمنها الشراكة مع القطاع الخاص فى البلدين، ففى المستويات الحكومية يتم اتخاذ جميع الإجراءات والتعليمات وعقد الاتفاقات التى تسهّل وتعزز التعاون التجارى والاقتصادى إلا أن هناك شقاً كبيراً من مسؤولية خدمة هذا التعاون تقع على القطاع الخاص فى كلا البلدين، وهو الأمر الذى تسعى المستويات الرسمية دوما لتوفير مظلة للإلتقاء فيه وتعظيم فرصه وتسهيل طرقه وإزالة أى معوقات قد تحول دون تحقيق المستوى المطلوب.
ولا يمكن أن ننسى فى هذا المجال والحديث للسفير أنه فى الفترة الأخيرة اتخذت الحكومتان الأردنية والمصرية عديد الإجراءات والقرارات التى خدمت فرص الشراكة والتعاون بين القطاعات الاقتصادية والتجارية ورجال الأعمال والمستثمرين فى كلا البلدين، وهو ما يتطلب من هذه القطاعات الاستفادة من التسهيلات الممنوحة والإنتقال إلى مرحلة عقد الشراكات المبنية على الفرص المتاحة والبيئة الاستثمارية والمزايا المشجّعة التى تتوفر فى الأردن ومصر، مع الاستفادة من مزايا الربط الجغرافى التى يوفرها الموقع الاستراتتجى للأردن ومصر فى المنطقة. ويبدى العضايلة قدراً مبشراً من التفاؤل نحو العام القادم بأن يحمل مزيداً من التعاون والنتائج وبرامج العمل التنفيذية، التى ستنعكس على مختلف قطاعات التعاون البيني، خصوصاً مع التوقعات بأن يبدأ التنفيذ الفعلى للمشروعات المشتركة بين الأردن ومصر والعراق ضمن منظومة التكامل الثلاثي.
إقرأ أيضاً | السفير الأردني بالقاهرة: حق مصر في مياه النيل مُقدس بالنسبة لنا
دعم مشترك للقضية الفلسطينية
واتخذ الحوار مسارا آخر موازى وهو التنسيق بين مصر والأردن فى دعم القضية الفلسطينية وآخر مظاهرها الاجتماع الثلاثى بين وزراء الخارجية بمشاركة مديرى المخابرات حيث أشار السفير أمجد العضايله أن القضية الفلسطينية لها مكانة مركزية فى السردية السياسية والخطاب الدبلوماسى للأردن، وتشكّل أولوية فى أى حراك إقليمى ودولى يقوم به الأردن وقيادته، التى تحظى بأحقية الوصاية الشرعية والتاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى مدينة القدس الشريف وأكد أن مصالح الشعب الفلسطينى وحقوقه العادلة تحظى بمكانة متقدمة فى أولويات التنسيق الأردنى المصرى الذى يعتبر الأكثر حراكاً فى المنطقة العربية فيما يخص القضية الفلسطينية وجهود تحقيق السلام.
ولفت إلى حجم ومستوى التنسيق بين القيادات السياسية من قبل الملك عبدالله الثانى والرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الفلسطينى محمود عباس، وكان آخرها القمة الثلاثية بين الزعماء الثلاث التى استضافتها القاهرة مطلع أيلول الماضي، ومقرراتها التى تصب فى مصلحة الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة وصون حقوقه المشروعة، وفى مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى الدور الإنسانى الحيوى الذى تقوم به كل من مصر والأردن تجاه الأشقاء الفلسطينيين سواء عبر المنافذ الحدودية مع الأردن أو من خلال معبر رفح بين مصر وقطاع غزة، وبما أسهم فى تخفيف حدة الأزمات والتحديات التى واجهها الأشقاء فى الأراضى الفلسطينية وقطاع غزة لجهة الاحتياجات الإغاثية والمعيشية أو تلك المتعلقة بالرعاية الطبية. جاء الاجتماع الثلاثى الأخير فى سياق تكثيف مستوى التنسيق المشترك والجهود المبذولة إزاء المستجدات والتحديات التى تواجه القضية الفلسطينية والتطورات المتعلقة بعملية السلام.
الأردن وظلم الجغرافيا
حينما سألنا السفير العضايلة عن الأردن الشقيق، الذى عانى (ظلم الجغرافيا) له أحداث سياسية وأمنية محيطةً به وموارد ضيئلة فى بواطن أرضه، كان رده أن هذا البلد لا تقف أمام مسيرته، التى اكتمل فى نيسان الماضى مائة عام من عمرها منذ تأسيس الدولة، حواجز تعيق تقدّمه، ولا تؤثّر أحداثاً عايش مُرها وعصيبها على عناصر وحدته وتماسكه واستقراره وأمنه، التى ميزته وسط إقليمٍ ملتهب..ويذكّر العضايلة أن العروبة والعامل القومى لم تفارق الأردن وشعبه، وهم يستقبلون موجات من اللجوء العربى والإسلامى منذ عهد الإمارة، مؤكداً أن فلسفة الدولة الأردنية ورسالتها مستمدة من رؤية قيادتها الهاشمية، التى يمثّلها الملك عبدالله الثانى بن الحسين، بشرعيته الدينية والتاريخية وإجماع الأردنيين عليه، وهى فلسفة يعتز الأردنيون بها وتشكل عنصراً راسخاً فى عقيدتهم منذ الثورة العربية الكبرى التى أطلقها الشريف الحسين بن علي، وقائمة على إعلاء قيم الوحدة والتضامن العربي.
وتحدث عن بعد واحد من ظلم الجغرافيا للأردن وهو البعد الإنسانى الذى تحمله الأردن نتيجة القضية الفلسطينية والوضع فى العراق ومؤخرا الأزمة السورية قال العضايلة إن الأردن لم يغلق أبوابه وحدوده أمام أشقاء عرب عانت دولهم نزاعاتٍ وحروب وحالات عدم استقرار ولم يبخل الأردنيون فى فتح قلوبهم وبيوتهم لهم، رغم محدودية الموارد والإمكانات وقدرة البنية التحتية، التى عانت جراء ضغوط أعداد كبيرة من اللاجئين تجاوزت الثلاثة ملايين، منهم نحو 3.1 مليون سوري.
وأشار إلى أن الأردن تحمّل قسطاً كبيراً من الأعباء الإنسانية والإغاثية تجاه الأشقاء السوريين نيابة عن المجتمع الدولي، الذى يجب عليه دعم قدرات الأردن ليتمكن من الاستمرار بالوفاء بالالتزامات تجاه هذه الفئة من أبناء العروبة المتواجدين على أراضيه، والحد من الضغوط التى تعانيها المجتمعات المحلية والقطاعات الحيوية (التربية والتعليم، الصحة، الخدمات العامة والبنية التحتية وقطاعات المياه والطاقة) فى المملكة.
وبيّن أن الأردن أطلق قبل عامين خطة الاستجابة للأزمة السورية (2020/2022) بشراكة بين مؤسسات الدولة الأردنية ومنظمات الأمم المتحدة، والدول المانحة، والمنظمات غير الحكومية، وذلك لوضع المجتمع الدولى بصورة احتياجات المملكة لدعم قدراتها فى مواجهة تحدى أزمة اللجوء، والذى تفاقم فى ظل تداعيات أزمة كورونا.
لقاء الملك وبايدن
ووصل الحوار الى اللقاء الذى تم فى صيف الماضى بين الملك عبدالله والرئيس الأمريكى جون بايدن حيث أشار إلى أن هذا الزخم السياسى الذى يحظى به الأردن، فى إقليمه العربى والعالم، انعكس على وزنه الدولي، ومنظومة العلاقات المتينة التى عقدها الملك عبدالله الثانى مع الأشقاء العرب والقوى الإقليمية والدولية.هنا استفسرنا عن نجاح هذا الزخم السياسى للأردن قيادته فى منح الملك عبدالله الثانى ميزة أن يكون الزعيم العربى الأول الذى يلتقى الرئيس الأمريكى جو بايدن بعد تسلّمه مقاليد الحكم، فما كان من السفير العضايلة إلا أن أشار إلى أن الرصيد السياسى الذى يحمله العاهل الأردنى والعلاقات المتينة التى استطاع ترسيخها مع الزعماء الإقليميين والدوليين على مدار ما يزيد على 20 عاما إلى جانب الوضوح والقوة فى المواقف، راكمت جميعها حضوراً للقيادة الهاشمية فى المحافل الدولية ومراكز صنع القرار وأشار أن علاقات بلاده وواشنطن وطيدة ومؤسسية وراسخة، وأن الملك عبدالله الثانى فى زياراته ولقاءاته الدولية يحمل القضايا العربية على جدول أعماله، وما مضامين خطاباته فى محافل ذات تأثير إلا دليل على أنه لا يتوانى فى طرح القضايا العربية والدفاع عنها وتوضيحها. ويلفت إلى أن القضية الفلسطينية وأمن واستقرار المنطقة العربية والدفاع عن صورة الدين الإسلامى الحنيف كانت الثلاثية الثابتة والحاضرة دوماً فى اللقاءات والمباحثات التى تتضمنها جولات العاهل الأردنى على دولٍ ذات تأثير فى المجال والقرار السياسى الدولي.
متفائل بالعمل العربى
وفى ظل تفاؤله الملموس، لا يخفى مندوب الأردن الدائم لدى جامعة الدول العربية استبشاره بأن العمل العربى المشترك بدأ يستعيد زخمه وعافيته وفاعليته بعدما تأثرت قضاياها بظروف ومحددات ربما زادت من حدتها ما فرضته أزمة فيروس كورونا على أنماط العمل الدبلوماسي، متفائلاً أن يشهد الربع الأول من العام المقبل زخماً أكبر للعمل العربى المشترك وعقد القمة العربية وقمم أخرى مقررة فى الأشهر المقبلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.