ذكرنا بالأمس ونُؤكد اليوم أن بناء الدول يستلزم بالضرورة بناء الإنسان، باعتباره هو أداة التغيير وصانع ومنفذ عملية البناء للدولة،...، وتلك حقيقة لا يُمكن تجاهلها أو غض الطرف عنها. والثابت أن بناء الإنسان على أسس سليمة وصحيحة، هو شرطٌ لازمٌ لدخول الدول فى نطاق ومصاف الدول الديمقراطية القوية والحديثة،..، وذلك يتطلب بالضرورة إحداث تطوير شامل وإصلاح كامل لمنظومتى التعليم والصحة. ولتحقيق ذلك لابد من الاهتمام بالتنمية الإنسانية المتكاملة، علميًا وثقافيًا واجتماعيًا، وأيضًا رياضيًا وفنيًا، حتى تتوافر كل السبل المؤدية لبناء الشخصية الإنسانية السوية، والقادرة على تحمل المسئولية بأكبر قدر من الكفاءة والدقة. وللوصول إلى ذلك لابد من الإدراك أننا نحتاج إلى توافر التمويل اللازم لتنفيذ المخطط الشامل للإصلاح والتطوير والتحديث فى المنظومتين التعليمية والصحية، وهو ما يُقدَّر بمبالغ كبيرة تتعدى عدة مليارات من الجنيهات سنويًا،...، وذلك لبناء وإقامة مئات الآلاف من المدارس الجديدة، فى كل المحافظات والمراكز والمدن والقرى بطول وعرض البلاد، لحل مشكلة تكدس التلاميذ فى الفصول،...، وتعيين وتوظيف الآلاف من المدرسين لاستكمال النقص القائم فى هيئات التدريس. أما النهوض بالمنظومة الصحية، كى تكون صالحة للوفاء بمسئولية بناء الإنسان المصرى، فتحتاج بالضرورة إلى قدر كبير من الموارد المالية الكافية لتحديث وتطوير المستشفيات، كى تكون قادرة على القيام بمهامها ومسئولياتها، على أسس سليمة ومتطورة، وبحيث تشمل نظامًا متكاملًا وحديثًا للتأمين الصحى الشامل. وفى هذا الإطار من الضرورى كذلك توافر المناخ المناسب، لإحداث هذا التطوير والتحديث والإصلاح فى جميع المجالات المؤدية للبناء السليم للإنسان. خلاصة القول، إن بناء الإنسان يحتاج إلى تعليم جيد ومتطور وثقافة واسعة ووعى جيد وصحة سليمة، وبيئة آمنة ومستقرة،...، وهذا بالقطع يحتاج إلى تكاليف ليست بالقليلة،...، والله المستعان.