القرين الإلكترونى!

تاج

دائما ما كنت أسأل نفسى إلى أين ستصل التكنولوجيا وإلى أين ستذهب بنا ، ولكن السؤال الحقيقى ما الذى سنأخذه من التكنولوجيا .. قبل أيام أطلق مارك زوكربيرج، مؤسس فيسبوك والمدير التنفيذى للشركة، تكنولوجيا جديدة وهى الميتافيرس ، وهى كلمة تتكون من شقين، الشق الأول «meta» بمعنى ما وراء، والثانى «Verse» كلمة مصاغة من «الكون».. أى معناها «ماوراء الكون» .. وهى عبارة عن واقع افتراضي، حيث يمكنك أن توجد مع أشخاص آخرين فى مساحات رقمية فى نفس المكان وتتفاعل معهم بالرغم من وجودهم فى أماكن أخري، عن طريق شخصيات كرتونية مثل الأفاتار داخل مساحات مجسمة وكأنك بالفعل بداخلها، أتخيل هذا العالم الرهيب حيث لايوجد أبواب مغلقة ولا 4 حيطان ، فيه مباح ومستباح كل شىء ؛ حضارة إفتراضية منعدمة الخصوصية يريدها مارك وكأنه يريد صناعة قرين إلكترونى يلازمنا جميعا فى المستقبل القريب ، ليصيب الناس بحالة من الهلوسة الواقعية فى محاولة منهم لمحاكاة واقع التخريب ، فقط كل ماعليك فعله هو أن تصنع القرين الإفتراضى الخاص بك «الأفاتار» وتنطلق فى عالم الميتافيرس ،حيث يتحول العالم الافتراضى للميتافيرس، لمساحة دائمة لتسجيل ذكرياتك وآرائك وتجاربك الشخصية بحيث تصبح بمثابة العالم الآخر لقرينك الإلكترونى الجديد والذى سيعمر بعد وفاتك قرونا طويلة.
والقرين كما نعرف هو الشيطان الموكَّل بكل إنسان لإغوائه و إضلاله ، وهو موجود خارج الجسد يتابعه فى كل مكان وأوان يعرف عن الإنسان التابع له كل شىء نتيجة مصاحبته له، وله دور كبير فى الإصابة بالأمراض الروحية، وقد جاء ذكر ذلك فى القرآن والسنَّة الصحيحة.
- الخلاصة: «هل ستتحول الإنسانية إلى مجتمع غير فاضل تسوده الرذيلة.. عالم يتجرد فيه الإنسان من إنسانيته نتحول فيه إلى مجموعة من المسوخ تناحر بعضها بعضا فى عالم واحد متداخل يجمع كل شىء، تخدع فيه حواسنا مثل اللمس والشم ونشارك فيه مع بعضنا مشاعرنا وذكرياتنا؛ و السؤال الأهم هل يلازم الإنسان قرينه الإلكترونى فى المستقبل القريب؟