بعد أكثر من سبعين سنة من ميلاد حلم شيخ المعماريين المصريين"حسن فتحي" جاء من يعيد الحياة لهذا الحلم. وزيرة الثقافة "د.إيناس عبد الدايم" تؤمن بأن بناء البشر لابد أن يسير جنبا الي جنب مع بناء الحجر، فطوال الفترة الماضية تجوب البلاد شمالا وجنوبا تفتتح قصورا جديدة للثقافة وتدشن مشروعات ثقافية وفنية في كل أرجاء المحروسة لتبي عقول البشر في القري والنجوع والكفور، ولتحقق العدالة الثقافية لكل ابناء الوطن، ولتحط رحالها قبل أيام في الأقصر لتعلن عن مشروع إحياء وترميم المبانى التراثية بقرية القرنة بالأقصر وهى المسرح، الخان، والمسجد، وذلك بالتعاون مع اليونسكو. فعندما فكر "حسن فتحي" في مشروعه أو حلمه لم تكن قرية" القرنة " بالأقصر بالنسبة له هدفاً في ذاتها، وإنما كانت الخطوة الأولى التجريبية على الطريق إلى تجديد الريف المصري تجديداً كاملاً من خلال إعادة بناء قراه بشكل يعتمد علي الطبيعة في هذه القري ، فالبناء وتقنياته والمواد والتصميمات ومنتجها النهائي ليس الهدف ولكنه كان مع حلم المعماري حسن فتحي الوسيلة لخدمة المجتمع والارتقاء بحياته ،لم تكن "القرنة" مجرد قرية لتوطين السكان المهجرين، بل أصبحت حلم خاص لمعماري ورسالته الحلم الذي تعمل وزيرة ثقافة مصر حاليا علي اكتماله بعد 70 عاما ، فرصة وجد فيها المعماري غايته لتحقيق أفكاره ورؤيته حول إمكانية تنمية القرية المصرية، والارتقاء بحياة الفلاح المصري ومعيشته التي كان يرى فيها البؤس والحرمان مع التخلف والفقر والمرض وكانت تلك حالة كل الفلاحين حتى نهاية النصف الاول من القرن العشرين. هذا الحلم توقف طوال السبعين عاما، ولكن "د. ايناس" قررت إحياء الحلم فلعبت وزارة الثقافة دورا هاما في التعاون مع الجهات الحكومية ممثلة في محافظة الأقصر ووزارة السياحة والآثار وكذلك الجهات الدولية ممثلة في منظمة اليونسكو فى لفت الأنظار إلى أهمية المشروع وتسجيل المباني المتبقية من تصميم القرية الأصلية ضمن سجلات الحفاظ على المباني ذات القيمة المتميزة، ويجرى حاليا جهود لتسجيل المنطقة التراثية بالقرية ضمن المناطق ذات القيمة المتميزة كما تقوم وزارة الثقافة باعداد مشروع تشغيل المباني لتكون منطقة القرنة مركزا النشاط الثقافي بالبر الغربي فيتم حاليا ترميم المركز الثقافي، وهو ما يمثل عودة لممارسة انشطة ثقافية وفنية تخدم قطاع عريض علي مستوي جنوب مصر ومحافظة الأقصر. كما يعد إعادة توظيف الخان واستثماره كاستديوهات للفنانين وإعادة فتح البازرات وكذلك الخدمات التي تحتاجها القرية أحد أهم التجارب في اعادة التوظيف والارتقاء بالمباني واعتبار مركز القرية بما يضم من الجامع والخان والمركز الثقافي أحد نقاط الجذب السياحي والثقافي في أهم المناطق المسجلة علي التراث العالمي ، وبافتتاح المرحلة الاولي من المشروع نهاية العام الجاري والذي يضم منطقة الخان والمسرح والمسجد سيعود مهرجان التحطيب لموطنه الاصلي بالقرية وسيتم تفعيل كافة الانشطة الثقافية من خلال المسرح وملتقيات التصوير ومراسم الفنانين التشكيلين . وزيرة الثقافة لم تكتفي بالمرحلة الأولى بل وجهت بسرعة البدء في تنفيذ المرحلة الثانية لإنهاء المشروع بالكامل بنفس معايير الجودة لتكون واجهة لتنمية السياحة الثقافية والبيئية وتتحول القرية الي مزار ثقافي وسياحي عالمي.