الرأفة للجاني والمؤبد للعشيق

جن جنون الأخ عندما وصل إلى مسامعه بعض الأقاويل عن أخلاق شقيقته الصغرى، ظل يراقبها عدة أيام لم يتوصل لشيء.
واجهها بكت وكذبت كل الشائعات التى قيلت عنها، ظنت أن الموقف قد مر بسلام بعد أن أوهمها أنه صدقها بينما هو عقد نيته على الاستمرار فى مراقبتها، أيام قليلة وبدأت الأخت فى العودة إلى طبيعتها وتخلت عن الحذر الذى كانت تتوخاه، وحدث ما كان يتوقعه الأخ وجد شقيقته تدخل مع شاب من أهالى القرية إلى أحد البيوت هرع إليها وانتزعها من يدها وعاد بها إلى المنزل مسرعاً.
دقات قلبها كانت تسارع خطواتها وتسبقها حتى كاد نبضها أن يتوقف بمجرد أن أغلق شقيقها الباب عليهما، انهال عليها ضرباً حتى خارت قواها واعترفت له أن هذا الشاب وعدها بالزواج وأنها صدقته ووقعت فى حبه ثم بعد ذلك قام بتصوير مقاطع فيديو لها معه وبدأ يبتزها بها فلم تجد إلا أن تنقاد له خوفاً من نشر هذه المقاطع بين شباب القرية، لم يدر الشاب بنفسه بعد أن سمع من شقيقته أن لها مقاطع فيديو مصورة خرج كالمجنون يبحث عمن غرر بشقيقته فلم يجده لكنه وجد بعضا من اصدقائه الذين أبلغوه أن شقيقته على علاقة بهذا الشاب منذ شهور، وبمجرد أن سمع ذلك غلى الدم فى رأسه وصار يبحث عن الشاب ليقتله وتحقق بعد أن وصل إليه من حقيقة مقاطع الفيديو المصورة لشقيقته لكنه لم يتمكن منه لأنه هرب، فعاد إلى بيته محملاً بالخزى والعار ولم يفكر فى أى طريقة لأخذ ثأر شقيقته أو إبلاغ الشرطة لترد حقها أو أن يعاقب هذا المجرم الذى غرر بها وخدعها.
لم يفكر سوى فى أن يتخلص منها وكأنه بذلك يغسل من منظوره العار الذى لحق عائلته بدماء شقيقته، لكن ما حدث كان عكس ذلك تماما فقد ذاع صيت الجريمة التى ارتكبها الأخ الأكبر فى شقيقته واهتزت أرجاء القرية لما حدث وصار الجميع يردد أن الأخ قام بخنق شقيقته بسلك كهربائى حتى تحطمت قصبتها الهوائية ولم يتركها إلا بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة بين يديه، ألقت الشرطة القبض عليه.
وأحيل إلى محكمة الجنايات التى تحققت من المقاطع المصورة واستمعت إلى شهادة الشهود، وجاءت أقوال المتهم لتؤكد الواقعة التى بررها بأنها كانت دفاعاً عن الشرف وأنه كان يشعر بالخزى والخجل من الجميع بسبب فعلة شقيقته وعشيقها قامت المحكمة بمراعاة ظروف المتهم واستخدمت معه الرأفة لأنه كان فى حالة غير طبيعية دفاعا وحزنا على شرف شقيقته وعائلته وقضت بمعاقبته بالسجن 3 سنوات.
لم تتوقف القضية عند هذا المشهد بل فوجئت هيئة المحكمة ذاتها فى نفس الأسبوع بأن والد المجنى عليها تقدم بدعوى ضد عشيق ابنته يتهمه فيها بابتزاز ابنته وتصويرها رغما عنها وهتك عرضها، تم إلقاء القبض على المتهم وتبين من التحقيقات أن المجنى عليها كانت تذهب له بإرادتها فى بادئ الأمر ثم بعد ذلك كان يهتك عرضها بالإكراه بعد أن أبتزها بالمقاطع المصورة لها، بعد ثبوت هذه الاتهامات عاقبت المحكمة المتهم بالسجن المؤبد بتهمة هتك عرض المجنى عليها بالإكراه وابتزازها للحصول على المال ومواقعتها بغير رضاها فيما بعد.
جاء الحكم بنفس الأسبوع الذى وقع فيه الحكم على شقيق المجنى عليها ومن ذات الهيئة.
صدر الحكم برئاسة المستشار عماد النجدى رئيس محكمة جنايات سوهاج وبعضوية المستشارين أحمد عبدالتواب وروميل شحاتة.