احمل أوراق براءتى بيدى اليمنى، وفى اليسرى إثبات أمومتى، ورغم ذلك سيدى القاضى لست فى حاجة إليهما، فالعين كانت شاهدة، والجسد يعلم حقيقة ما حدث،فعلى الطرف الثانى وحده فقط، اثبات أنى كاذبة، وان تلك الطفلة البريئة ليست ابنته. نعم ليس مطلوبا منى أن أبرهن لتلك العائلة ذات النفوذ، ان هذه الفتاة الفقيرة ، التى لا تملك من حطام الدنيا سوى شرفها، مازالت زوجة لابنهما المدلل الصغير، وأمًا لحفيدتهما مهما انكروا نسبها. ليس مطلوبا مني أن اقدم لهم الاثبات، مهما تبرأ ابنهما من الحقيقة، وتحجج انه لم يكن فى وعيه، وانه أخطأ وكان يبحث عن المتعة والجسد فقط. لا يعنينى سيدى القاضي ما يزعمه لأقاربه، انه لم يكن فى حسبانه أن ينتج عن هذه العلاقة طفلة بريئة اتهمها بعد ولادتها انها ليست ابنته، دون أن يكلف نفسه بالنظر فى وجهها الذى يتطابق تماما مع ملامح وجهه. أنا هنا وأكررها،ليس لإثبات زواجى من ابن الذوات الذى يعلم نفوذ أسرته الجميع فى محافظة الإسماعيلية، فوثيقة زواجنا معي، بل حضرت لإنهاء كل ما يربطنى به، بعد أن شكك فى نسب ابنته،واتهمنى فى شرفى، وهددنى بإيذاء اسرتى. قصتى، تتلخص فى اننى فتاة منحنى الله جزءا من جمال الدنيا، ميزنى عن كثير من فتيات ذلك الجيل، انا مثقفة ،وناشطة فى العمل المجتمعى ببور سعيد، انحدر من أسرة ميسورة الحال، والدى كان موظفا بالتربية والتعليم، أحسن تربيتنا أنا وشقيقي،حصلت على مؤهل متوسط،و اجتهدت ،واثقلت ثقافتى . لم يوفقنى الله فى زواجى الأول، أربعة أعوام وانفصلنا ،وترك لى زوجى طفلين، وبعدها تزوج من اخرى، ثم أدمن المخدرات، ولم يعد يعلم شيئًا عن أبنائه، تحملت بمفردى تربيتهما، وذلك برعاية كاملة من والدى الذى تقاسم معنا معاشه. لم تتركنى أسرة طليقى فى حالى، حاولوا التعدى علىّ أكثر من مرة، وانا فى طريقى للمحكمة لإقامة دعاوى نفقة ضده، استنجدت بالشرطة، وعند تحرير المحضر التقيت فى القسم بزوجى الحالى. وعدنى سيدي القاضي بالوقوف بجانبي، اسكت بنفوذه أسرة زوجى الأول، هددهم بالانتقام منهم، وبسجن ابنهما سنوات بسبب ادمانه المخدرات والاتجار فيها ،بعدها شعرت بالطمأنينة معه،أدركت انه جاء لينقذني من ضعفى الذى كاد يقتلني، ويتسبب فى حرمانى من ابنائى. أيام وشعرت انه بدأ يتودد الىّ، كان يزورنى فى عملى، حاول كثيرا ان يلتقي بي فى مكان خارج إطار العمل،وافقت ، ثم فاجأني بطلبه الزواج. لا انكر كنت سعيدة بهذا الطلب ، رغم انه يصغرني ب 4 سنوات ، لم انظر الى ذلك الأمر، فزوجى الأول كان يكبرني ب10 سنوات .وافقت ،وطلبت منه ان يحضر الى منزلنا لمقابلة والدي والاتفاق معه على كل شىء .. بعد يومين حضر الى منزلنا ،والتقى والدي ،كنت أرى فى عينيه اللهفة ، فسرتها وقتها على انها فرحة للارتباط بي ،لكننى أدركت بعدها انها سعادة لشهوة كان يقضيها مع ذلك الجسد ،وبعدها سينكر كل دقيقة كانت تجمعه به . حضر الشاب ،وطلب يدى من والدى ، قدم الهدايا والعطايا ،تحدث عن نفوذ أسرته ،وكيف انهم يتحكمون فعليا فى محافظة الإسماعيلية ، قص لنا روايات عن الأقارب والمعارف ، كشف عن أسماء وزراء ورجال أعمال وفنانين ورياضيين وسياسيين وإعلاميين يجمعهم صهر ونسب وقرابة مع أسرته .. لكن بعد كل هذه المقدمة التي تلاها علينا بكبر وتفاخر ، فاجأنا بطلب غريب ،اخبرنا ان هناك مشاكل بين والده ووالدته ،وانه انعزل عنهما ،حيث قرر السكن فى محافظة بورسعيد بجوار عمله ،بعيدا عن أسرته التي تسكن في محافظة الإسماعيلية. كان يحاول استعطافنا للقبول بالزواج منه ، طلب مهلة لإقناع والديه بحضور الزفاف، وافق والدى على شرطه ،لكننا فى مراسم الزواج فوجئنا بعدم حضور أحد من أفراد اسرته . عشنا سيدى القاضى عامين كاملين ، عشت معه فى شقة بالإسماعيلية بعد أن انتقل عمله الى هناك بناءً على طلب والده ،حاولت كثيرا الضغط عليه لإحضار والديه الى بيتنا ،لكنه كان يملك حججًا كثيرة . اتذكر وقتها انه بعد إخباره بحملى ،لم يغضب ويفرح ،لكنه ندم على عدم الاتفاق على ذلك قبل الزواج ،مرت شهور وكنا نلتقى ساعات معدودة فى شقتنا ،وكان يتحجج بعمله ،حتى اختفى ،لم يعد يرد على هاتفي ،ذهبت الى مقر عمله لم أجده ،حاولت الوصول الى زملائه ، اخبرنى احدهما ان زوجى يستعد لحفل زفافه من ابنة مسؤول كبير لم يذكر لي اسمه .. تملكنى الذهول لدقائق ، ظللت أرن على هاتفه ، حتى استجاب ، وهنا كانت الصاعقة ، طلب منى ان ابعد عنه ،حتى لاتؤذينى عائلته، اخبرني انهم لايعلمون انه متزوج منى ، وأنه فى حالة علمهم بذلك لن يعترفوا بالزواج ،وسيتهموننى بالنصب ويزجون بى إلى السجن .. لم أيأس سيدى القاضي واخضع للتهديد ،وصلت الى عائلته ،شرحت لقريب له علاقتى وزواجى من ابنهم،بعدها فوجئت باتصال من زوجى ،اخبرنى انه تزوجني متعة فقط ،وانه لا يعترف بابنته . هنا جن جنونى ،طلبت منه ان نلتقى لحل الأمور بشكل ودى ، كنت أريد من هذه المقابلة أن أرى ملامح وجهه،فقد ظننت انه تعرض لضغوط من عائلته ، لكن وقتها اكتشفت انه ليس الشاب الذى تزوجته ،اهاننى ،وهددنى، بعدها عرض علىّ أموال مقابل صمتى واستسلامى للأمرالواقع، وعندما رفضت ألقى على يمين الطلاق. اقرأ ايضا| نتيجة الثانوية العامة 2021 على «بوابة أخبار اليوم» نعم سيدى القاضى هذه قصتى ، ورغم ذلك ، اعد نفسى رغم ضعفى وقلة حيلتى الى معركة قادمة مع أسرة تملك من النفوذ مايجعلها تغير تقارير طبية..وهذا ما أخشاه . نهاية .. لست حزينة لتهديده بإقامة دعوى إثبات نسب لطفلته، فأنا مستعدة جيدا لهذه اللحظة ، أريد من خلالها أن أغلق صفحات كثيرة فى حياتى، وان اخرس ألسن نهشت جسدى ليلًا نهارًا، لذلك انا هنا، وسأظل هنا، فى حصن العدالة، قوية، قادرةعلى مواجهة التحديات، مهما بلغ نفوذ أعدائى.