- صامويل وربيرج: مصر شريك إستراتيجي للولايات المتحدة ودورها مهم في تعزيز الأمن الإقليمي - ندرك أهمية مياه النيل لمصر ونسعى لحل النزاع حول السد بشكل مقبول لجميع الأطراف - على إسرائيل ان تمتنع عن اتخاذ خطوات أحادية الجانب تؤدي لتفاقم التوترات - حل الدولتين هو الطريقة الوحيدة لضمان مستقبل أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين - الاستقرار في سوريا لا يمكن تحقيقه إلا بعملية سياسية تمثل إرادة جميع السوريين فى خضم الأحداث الساخنة التي تمر بها المنطقة تباعاً، بداية من الحرب الإسرائيلية على غزة، مروراً بأزمة السد الإثيوبي، وانتهاء بالأزمة التونسية أحاط الكثير من الغموض الموقف الأمريكي فى ظل الإدارة الجديدة للرئيس جو بايدن. فهناك من يرى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تنسلخ تدريجياً من المنطقة، وتصب اهتمامها على قضايا أخرى أكثر تماساً مع مصالحها وأمنها القومى كصراعها مع الصين وقضية الأمن السيبرانى. وهناك من يرى أن أمريكا لا تملك رفاهية التخلى عن أجندتها ومصالحها الخاصة فى المنطقة، وما يحدث الآن مجرد استراحة محارب ،تقوم خلالها بإعادة ترتيب أوراقها.. وللفصل بين هذا وذاك، أجرت بوابة أخبار اليوم، هذا الحوار مع صامويل وريبرج، الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية. كيف ترون العلاقات المصرية الأمريكية حاليا.. وهل تتغير بتغير الإدارات ما بين ديمقراطية وجمهورية؟ كانت مصر دائماً ولا تزال شريكًا استراتيجيًا حيويًا للولايات المتحدة. وهى تلعب دورًا مهمًا في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، من هنا فإن العلاقات والشراكة القوية بين كلا من نصر والولاياتالمتحدة لا تتغير ابداً بتغير الإدارات الأمريكية سواء كانت جمهورية او ديمقراطية. ولقد تمثّل الدعم الامريكى الدائم لمصر من خلال 30 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية قدمتها الولاياتالمتحدة لمصر منذ عام 1978، وقد ساهمتهذه المساعدات فى تحسين التعليم والصحة ودفع عجلة النمو الاقتصادي، الى جانب العديد من الفوائد الأخرى التى استفاد منهاالشعب المصري. كذلك لايمكن ان ننسر الحرب المشتركة التى يخوضها البلدين ضد الإرهاب. الإدارة السابقة كان لها موقف واضح من قضية السد الاثيوبي، ومساعي لحل الأزمة، هلا شرحتم لنا موقف الإدارة الحالية من هذه القضية الشائكة؟ لاشك أن إدارة الرئيس بايدن تواصل دعمها للجهود التعاونية والبناءة من جانب الدول الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان للتوصل إلى حل بشأن قضية سد النهضة، وأحب أن أؤكد هنا ان الولاياتالمتحدة تتفهم أهمية مياه النيل لمصر، وكذلك أهميتها لكلاً من السودان واثيوبيا. ومن هذا المنطلق هى تسعى إلى اتباع نهج تعاوني يهدف لدعم استقرار وازدهار منطقة القرن الأفريقي، بما في ذلك التوصل الى حل للنزاع حول السد بشكل مقبول لجميع الأطراف. هل يمكن لأمريكا القيام بوساطة جديدة لحل هذه الأزمة؟ الولاياتالمتحدة على استعداد لدعم أي عملية مفاوضات أو وساطة يقودها الاتحاد الأفريقي والتي من شأنها تخفيف التوترات وتسهيل مسار المفاوضات المثمرة وتعزيز التعاون الإقليمي، ولقد قام وزير الخارجية الامريكى انتونى بلينكن بالفعل بمناقشة هذه القضية مع الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما زار مصر مؤخراً، كما ناقشوا احتياجات مصر المائية وأهمية إيجاد حل دبلوماسي للقضايا المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي يلبي الاحتياجات المشروعة لمصر والسودان وإثيوبيا. دائماً ما تثبت الأحداث أن مصر لاعب محوري في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، كما حدث في التصعيد الأخير كيف يمكن للإدارة الامريكية الحالية أن تستغل هذا الدور لحل هذه القضية المزمنة والممتدة منذ سنوات؟ سيكون نهج إدارة الرئيس بايدن العمل من أجل مستقبل أكثر سلامًا وأمانًا وازدهارًا لشعوب الشرق الأوسط. وكجزء من هذا، ستسعى إدارة بايدن إلى تعزيز إمكانية تحقيق حل الدولتين المتفاوض عليه، حيث تعيش إسرائيل في سلام وأمن إلى جانب دولة فلسطينية قابلة للحياة. لتحقيق هذا الهدف، ستعمل الولاياتالمتحدة بشكل وثيق مع إسرائيل، وتجدد علاقاتها الدبلوماسية مع الفلسطينيين، وتتشاور مع الشركاء في المنطقة وخارجها الذين لديهم مصلحة مشتركة في دعم الجهود المبذولة لدفع السلام الدائم ومن ضمنهم مصر التي نثمن دورها في تحقيق وقف إطلاق النار مؤخراً حيث لعبت دوراً حاسماًفى هذا الأمر، بالإضافة إلى استعدادها لتقديم الدعم لإعادة إعمار غزة، وبالتأكيد سنستمرفى التعاون مع مصر وكل شركائنا لايجاد حل لهذه الأزمة.فالفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء يستحقون حصص متساوية من الحرية والأمن والازدهار والكرامة، وهو أمر مهم بحد ذاته ويمكن من كوسيلة لتعزيز آفاق حل الدولتين. وما هو موقف إدارة الرئيس بايدن من التوسع الاستيطاني الاسرائيلي؟ نعتقد أنه من الأهمية بمكان أن تمتنع إسرائيل عن اتخاذ خطوات أحادية الجانب تؤدي إلى تفاقم التوترات وتقويض الجهود المبذولة لدفع حل الدولتين المتفاوض عليه، بما في ذلك النشاط الاستيطاني، ولقد كان الرئيس بايدن واضحا جدا في أنه لا يزال ملتزما بحل الدولتين. ففي النهاية، هى الطريقة الوحيدة لضمان مستقبل أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين، ويجب أن نبدأ في وضع الشروط التي من شأنها أن تسمح لكلا الجانبين بالانخراط بطريقة هادفة وإيجابية تجاه حل الدولتين، في المقام الأول، يتعين علينا تثبيت وقف إطلاق النار والتعامل مع الوضع الإنساني، وعملية إعادة الإعمار، وتعميق مشاركتنا الحالية مع الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء ومن ثم يتم الحديث عن مفاوضات. الأسبوع الماضي انسحبت القوات الأمريكية من أكبر قاعدة لها في افغانستان، هل يأتي ذلك في إطار ما تدوالته العديد من التحليلات السياسية حول انسحاب تدريجي لأمريكا من البؤر الملتهبة وعلى رأسها الشرق الأوسط؟ الانسحاب من أفغانستان يتم وفق جدول زمني موضوع من قبل الولاياتالمتحدة ودول أخرى وفقاً لقرار الرئيس بايدن بسحب القوات الأمريكية المتبقية من أفغانستان وإنهاء الحرب الأمريكية هناك بعد 20 عامًا، هذه الخطة لم تتغير ونتوقع أن تكتمل بحلول نهاية شهرأغسطس، رغم ذلك نؤكد أن عملية "الدعم الحازم"لافغانستان ستستمر وستحتفظ القوات الأمريكية والدولية بالقدرة التى تحتاجها على دعم أفغانستان، كما أن هذا الانسحاب يتم بالتنسيق مع حلفائنا وشركائنا الملتزمين أيضاً بتقديم الدعم المدني لأفغانستان بعد انسحاب قواتهم، لذلك الأمر غير مرتبط بانسحاب من المنطقة أو تغيير مواقع أي قوات أمريكية. هل يمكن القول أن إدارة الرئيس بايدن تعيد تريتيب اولوياتها وقائمة حلفاءها في المنطقة؟ إدارة الرئيس بايدن تولي أهمية كبيرة لمنطقة الشرق الأوسط، على سبيل المثال أول خطاب حول السياسة الأمريكية الخارجية للرئيس بايدن بعد توليه السلطة تضمن الكثير من التصريحات حول اليمن وغيرها من قضايا المنطقة، كما أن الرئيس بايدن قام بعدة تعيينات منذ بداية عهده تضمنت مناصب ينصب تركيزها على الشرق الأوسط مثل تعيين المبعوث الخاص لليمن والمبعوث الخاص لليبيا، الولاياتالمتحدة لديها شراكات كثيرة وعميقة مع حلفائنا في المنطقة وهذا الأمر لم ولن يتغير، نحن نعمل مع شركائنا على حل النزاعات وإرساء الاستقرار في المنطقة. هلا شرحتم لنا آخر تطورات الموقف الأمريكي من الوضع في سوريا؟ إدارة بايدن ترى أن الاستقرار في سوريا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عملية سياسية تمثل إرادة جميع السوريين ونحن ملتزمون بالعمل مع الحلفاء والشركاء والأمم المتحدة لضمان تحقيق حل سياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254 وهو الحل الوحيد للصراع في سوريا. وعلى الرغم من اننا لا ندعم النظام السورى الحالى ، الاّ اننا مازلنا ملتزمون بمساندة الشعب السوري وتقديم المساعدات الإنسانية له.و الولاياتالمتحدة هي الدولة الأولى المانحة للمساعدات الإنسانية للشعب السوري وقدمت حوالي 13.5 مليار دولار حتى الآن منذ بدء الصراع ولن نتوقف عن دعم الشعب السوري ابدا.