ربما يكون تقييمى للدور الذى تلعبه الأممالمتحدة فى العالم عاطفيا ، وليس علميا. لكنه الواقع الذى نعيشه ، خاصة مع القضايا العربية والإسلامية التى نشهدها فى كل بقاع الدنيا. أعود للكلمات الرنانة التى جاءت فى ميثاق المنظمة الدولية. تقول «اعتزمنا أن نأخذ أنفسنا بالتسامح ، وأن نعيش معاً فى سلام وحسن جوار، وأن نضم قوانا كى نحتفظ بالسلم والأمن الدولى. وأن نكفل بقبولنا مبادئ معيّنة ورسم الخطط اللازمة لها ألاّ تستخدم القوة المسلحة فى غير المصلحة المشتركة. وأن نستخدم الأداة الدولية فى ترقية الشئون الاقتصادية والاجتماعية للشعوب جميعها. قد قرّرنا أن نوحّد جهودنا لتحقيق هذه الأغراض. ولهذا فإن حكوماتنا المختلفة على يد مندوبيها المجتمعين فى مدينة سان فرانسيسكو الذين قدّموا وثائق التفويض المستوفية للشرائط ، قد ارتضت ميثاق الأممالمتحدة هذا. وأنشأت بمقتضاه هيئة دولية تُسمّى «الأممالمتحدة». بالطبع هناك نصوص رنانة وبراقة ومتفائلة ، لكن الواقع يضحض ذلك. وأمامى أمثلة عديدة طرد الشعب الفلسطينى من أرضه.وتحويل أرض فلسطين إلى ارض يهودية صهيونية. وقتل ملايين الفلسطينيين منذ عام 1948 وحتى الآن. كل هذا دون تحرك فاعل من الأممالمتحدة. احتلال القوات التركية والمرتزقة والجماعات الارهابية لأرض ليبيا ، من دون تحرك اممى فاعل. الحروب التى تقع فى اليمن وسوريا والسودان ولبنان والعراق ، والتهديدات الايرانية لدول الخليج والعراق ، ماذا فعلت الأممالمتحدة لردع ايران ؟.لا شىء. التهديد الصارخ الذى تمارسه السلطات الاثيوبية بإنشاء سد النهضة لقطع شريان الحياة على مصر والسودان ، ماذا فعلت الاممالمتحدة لوقفه ؟. جولة واحدة فى أفغانستان وباكستان والهند ترى التوتر الشديد فى هذه الدول. لقد خالفت الأممالمتحدة نصوص ميثاقها ، فمن يحاسبها على ذلك ؟!. أتمنى أن تكون هناك وقفة مع النفس فى الاحتفال ببلوغ الأممالمتحدة سن ال 76 ، للتقييم والمحاسبة. والأمين العام الذى تم التجديد له لفترة جديدة أرجو ان يحاسب نفسه. فلم يصدر منه سوى بيانات القلق التى يحصل عليها مرتبه الدولى الضخم !. دعاء: ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء فى الأرض ولا فى السماء.