«برلين» تبحث الاستقرار الدائم فى ليبيا

واشنطن تتفاوض لسحب المرتزقة.. والمنفى يدعو روما لعدم التدخل

تلتقى الدول الرئيسية المعنية بالنزاع الليبى اليوم مجددا فى برلين فى إطار مؤتمر جديد الهدف منه ضمان إجراء انتخابات فى ليبيا نهاية السنة الحالية وانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من هذا البلد. وللمرة الأولى تشارك الحكومة الانتقالية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة فى المؤتمر الذى يعقد على مستوى وزراء الخارجية. وفى 19 يناير 2020 جمع مؤتمر أول فى العاصمة الألمانية برعاية الأمم المتحدة قادة الدول المعنية بالنزاع التى توصلت إلى اتفاق هش لوقف الحرب. وتحاول ليبيا تجاوز عقد من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافى العام 2011.
ويبحث المجتمعون فى برلين العملية الانتقالية الليبية منذ المؤتمر الأخير و«المراحل المقبلة لفرض استقرار دائم» للوضع على ما أوضحت وزارة الخارجية الألمانية المضيفة للمؤتمر. ومن المقرر أن يدلى السكرتير العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش بمداخلة عبر الفيديو. وستمثل الولايات المتحدة بوزير الخارجية انتونى بلينكن الذى يقوم بجولة أوروبية.
وتشكل مسألة سحب القوات الأجنبية نقطة مركزية إذ تغذى قوى خارجية بشكل واسع النزاع فى ليبيا.
فى غضون ذلك، تجرى الولايات المتحدة الأمريكية محادثات مع بعض الأطراف المهمة فى ليبيا بشأن انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد قبل إجراء الانتخابات المقررة نهاية شهر ديسمبر المقبل. وذكر ريتشارد نورلاند المبعوث الأمريكى الخاص لليبيا أن الولايات المتحدة لن تنتظر حتى العام المقبل لتحقيق «بعض التقدم» فى هذا الملف. وأضاف نورلاند قبل توجه وزير الخارجية الأمريكى إلى برلين «سيكون ذلك تطورا مهما للغاية ومؤثرا جدا لكننا لا نقترح الانتظار حتى العام المقبل فى محاولة لتحقيق بعض التقدم». وأضاف «هناك مفاوضات جارية مع بعض الأطراف المهمة تهدف إلى محاولة دفع بعض المرتزقة والمقاتلين الأجانب للرحيل».
وفى سياق متصل، طالب رئيس المجلس الرئاسى فى ليبيا محمد المنفي، الحكومة، بإلغاء ملتقى للمصالحة بين وفد من الجنوب الليبى من المقرر عقده فى إيطاليا، بسبب عدم التنسيق المسبق مع المجلس الرئاسي. وقال المنفي، فى كتاب عاجل لوزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش والدبيبة إنه علم من خلال متابعة ملف المصالحة الوطنية بقيام وزارة الخارجية الليبية بالاستعداد لابتعاث وفد من أطياف الجنوب الليبى لزيارة إيطاليا وفقا للدعوة المقدمة من قبل وزارة الخارجية الإيطالية لعقد ملتقى مصالحة فوق الأراضى الإيطالية دون التنسيق المسبق مع المجلس الرئاسي، معربا عن شجبه واستنكاره لهذا التصرف من قبل وزارة الخارجية الإيطالية.