رمضان كريم.. بلاش عزومات

شد وجذب

كل عام ومصر وشعبها بخير.. ساعات قليلة ويهل علينا شهر رمضان المبارك.. ورغم أن الشهر الكريم هو شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار إلا أن المصريين فى هذا الشهر وطبقا للعادات القديمة يهتمون بالغذاء وتتضاعف نسبة استهلاك السلع الغذائية.. أعتقد أنه فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها الدولة المصرية مع ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا علينا أن نعيد الحسابات ونتعامل مع حجم الاستهلاك طبقا للظروف الحالية.. ليس عيبا أن نستهلك الاحتياجات الأساسية فقط..
دعونا نتعامل مع هذا الشهر بكثير من التدبير والواقعية.. لن يضار أحد لو منعنا العزومات هذا العام.. لنحمى أنفسنا ومن نحب.. الدولة المصرية حاولت جاهدة توفير كافة السلع بأسعار رخيصة من خلال معارض أهلا رمضان ومنافذ وزارة الزراعة والقوات المسلحة لتخفيف الأعباء عن الأسرة المصرية ولكن ليس معنى ذلك أن نزيد من حجم الاستهلاك.. علينا أن نشترى الاحتياجات الأساسية فقط.. وعلى التجار التعامل برحمة مع المستهلكين.. حالة تقلبات الأسعار التى تشهدها البلاد سببها الأساسى جشع التجار وثقافة الاستهلاك.. ومع الأسف اعتدنا فى السوق المصرى أن نشهد حالة ارتفاع أسعار غير مبررة تتزامن مع المواسم والأعياد وهو الأمر الذى يتطلب أن يشارك المستهلك الدولة فى ضبط السوق من خلال ترشيد الاستهلاك ومقاطعة السلع المبالغ فى أسعارها والإقبال على الشراء طبقا للاحتياجات الحقيقية فقط..
أتمنى أن يكون الشهر الكريم بداية حقيقية لعودة الضمير الغائب لبعض التجار وأن نشاهد السلع فى الأسواق بأسعارها العادلة لأن الأسرة المصرية على كافة المستويات أصبحت تعانى من ارتفاع الأسعار لأن الدخل ثابت وأسعار السلع تتحرك بطريقة عشوائية وغير مبررة.. قد تكون معارض أهلا رمضان آلية لخفض الأسعار بصورة مؤقتة ولكن السوق المصرى فى حاجة إلى ضوابط وآليات وقوانين تحكم حركة البيع والشراء طوال العام.. وكل عام ومصر وأهلها فى خير وأمان واستقرار.. وأتمنى أن يكون شهر رمضان هو البداية الحقيقية للقضاء على جائحة كورونا بشرط أن يلتزم المصريون بالإجراءات الاحترازية والتباعد وعدم الإقبال على العزومات القاتلة والتى قد تتسبب فى إصابة أسر بأكملها..
ليس عيبا أن نصلى فى المنازل ولكن العيب أن يكون شخص مصاب ويصر على الذهاب للمسجد ويضر من حوله.. شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.. اللهم اجعلنا من الذين تعفو عنهم فى هذا الشهر الكريم.. وتحيا مصر.