البطوطي :السياحة المصرية لها القدرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة|خاص

أكد الدكتور سعيد البطوطي المستشار الإقتصادي لمنظمة السياحة العالمية أن رؤية مصر 2030 والتي تتضمن استراتيجية الدولة المحددة الأهداف لكل القطاعات بما فيها السياحة تماشيا مع الأهداف الإنمائية السبعة عشر التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة والتزمت الحكومة المصرية بتطبيقها للوصول إلى النمو المتوازن جغرافيا وقطاعيا وبيئيا.
و أوضح سعيد البطوطي ل«بوابة أخبار اليوم» أن السياحة في مصر يمكن أن يكون لها القدرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بأبعادها الاستراتيجية من خلال دفع النمو الاقتصادي وأيضا التأثيرات الاجتماعية والمحافظة على الموارد من خلال الإنتاج والاستهلاك المستدامين، بالإضافة إلى التأثير الكبير في تثقيف المواطنين وزيادة انتمائهم. السياحة صناعة حيوية ترتبط ارتباطا وثيقا باقتصاد الدولة كقطاع مركب من عدة نشاطات تتفاعل بالضرورة مع غيرها من النشاطات الاقتصادية الأخرى، كما أنها صناعة كثيفة العمالة ومن الممكن أن توفر فرص عمل كريمة لقطاعات عديدة من السكان بمختلف شرائحهم العمرية والاجتماعية والتعليمية وبخاصة شريحة الشباب والتي تمثل ما يقرب من ثلث المجتمع تقريبا.
و أشار «الطوطى» إلى أن مصر أحوج ما تكون في حاضرها ومستقبلها إلى العمل العلمي المنظم وتكاتف كافة الجهود من أجل النهوض بالمُنتَج السياحي المصري والاستغلال الأمثل للمقومات السياحية الهائلة والفريدة التي على أرضِها، والتي لو أُحسِن استغلالها بصورة علمية مُنظَّمَة وخطط تجارية مرنة وحديثة فسوف تساهم بشكل كبير جداً في دعم الاقتصاد القومي المصري.
و أوضح سعيد أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ومعها أهداف التنمية المستدامة والتي عبارة عن إطار يتألف من 17 هدفاً و169 غاية، يمكن من خلالها أن تقوم الدول والمجتمع المدني والقطاع الخاص من توجيه مساهماتهم وقياسها، كما أن السياحة تساهم بشكل مباشروغير مباشر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، داعمة الأهداف 1 و 5 و 8 و 10 و 12 و 13 و 14 و 15 من خلال مساهمتها في القضاء على الفقر، وضمان المساواة بين الجنسين، والعمل اللائق ونمو الاقتصاد، والحد من أوجه عدم المساواة، والإنتاج والاستهلاك المستدامين، والحفاظ على البيئة والحد من التغيرات المناخية، والحفاظ على الموارد البحرية والحياة تحت الماء، والحفاظ على الحياة البرية.
وتابع المستشار الإقتصادي أن السياحة المستدامة هي السياحة التي تأخذ في الإعتبار الكامل التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الحالية والمستقبلية، وتلبية احتياجات الزوار والصناعة والبيئة والمجتمعات المضيفة، موضحا أن السياحة تصبح مستدامة فقط عندما يتم مراعاة الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة من خلال الأنشطة السياحية المختلفة، والتي تشمل البعد الاقتصادي (شاملا النمو الاقتصادي وإجمالي القيمة المضافة)، والبعد الاجتماعي (شاملاً مراعاة المجتمعات المحلية وخصائصها ودعم مشاريع الحفاظ على المجتمع، وتوظيف المواطنين من المجتمع المحلي ودفع أجور عادلة وتوفير التدريب لهم، وتشجيع المنتجات المحلية لدعم المجتمع المحلي ورفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين)، والبعد البيئي (شاملا مراعاة الجوانب البيئية واستهلاك الطاقة والمياه، وكيفية التعامل مع النفايات والصرف ومعالجتها وإعادة تدويرها، والحفاظ على الطبيعة والتنوع البيولوجي).
وأضاف «البطوطى» أن مبادئ الاستدامة تشير إلى الجوانب البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لتنمية السياحة، ويجب إقامة توازن مناسب بين هذه الأبعاد الثلاثة لضمان استدامتها على المدى الطويل، لذا فالسياحة المستدامة ينبغي أن تتضمن الأسس الثلاثة التالية:( الاستخدام الأمثل للموارد البيئية التي تشكل عنصرا رئيسيا في تنمية السياحة، والحفاظ على العمليات البيئية الأساسية والمساعدة في الحفاظ على التراث الطبيعي والتنوع البيولوجي÷ واحترام الأصالة الاجتماعية والثقافية للمجتمعات المضيفة، والحفاظ على تراثها الثقافي والقيم التقليدية، والمساهمة في التفاهم بين الثقافات والتسامح، وضمان عمليات اقتصادية مجدية وطويلة الأجل، وتوفير المنافع الاجتماعية والاقتصادية لجميع أصحاب المصلحة التي يتم توزيعها بشكل عادل، بما في ذلك فرص العمل المستقرة وكسب الدخل المناسب والخدمات الاجتماعية للمجتمعات المضيفة، والمساهمة في التخفيف من حدة الفقر، والتنمية السياحية المستدامة تتطلب مشاركة مستنيرة من جميع أصحاب المصلحة المعنيين، فضلا عن قيادة سياسية قوية لضمان مشاركة واسعة وبناء توافق في الآراء).
وأختتم «البطوطى» يجب أن تحافظ السياحة المستدامة أيضا على مستوى عالٍ من رضا السائحين والتي تتضمن تجربة مفيدة لهم وزيادة وعيهم بقضايا الاستدامة وتعزيز ممارسات السياحة المستدامة بينهم.
اقرأ أيضا:استعراض موقف مشروعات الطرق والمحاور المرورية بالإسكندرية في اجتماع «الوزراء»