أبناء المنوفية يحافظون على تراث الفراعنة

منتجات الفخار هدية «جريس» للعالم

صناعة الفخار حرفة توارثتها أجيال المصريين منذ العصر الفرعونى وتعتمد علي الطينة السوداء التي تتوافر علي ضفاف النيل.. ورغم انخفاض عدد العاملين في المهنة التي كانت تمتد علي ضفاف النيل بجميع المحافظات إلا أن هناك بعض القري مثل قرية "جريس" التابعة لمركز أشمون بالمنوفية مازالت تحتفظ بكونها إحدي قلاع صناعة الفخار في الدلتا ولها مكانة تاريخية منذ القدم ويتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد.
ويقول محمد غنيم صاحب ورشة تقع قريتنا على فرع رشيد وكانت فى قديم الازل وتحديدا فى زمن اجدادنا الفراعنة عبارة" ميناء لنقل البضائع بين مدن الوجه البحرى ومن هنا زاع صيتها بين قرى الدلتا.
شيخ حرفة الفخار
وقال "فوزي غنيم شيخ الصناع بقرية جريس: أعمل فى هذه الحرفة منذ عقود ماضية فقد ورثناها أبا عن جد وأجد متعة حقيقية فى تلك الحرفة التى مازالت تستهوينى بشدة كما انها توفر لنا المال بتوريد منتجات الورش الى المطاعم والفنادق داخل وخارج البلاد".
وأضاف طه السيد عامل: إن حرفة الفخار تعتمد على مواد خام طبيعية ومتوافرة اهمها الطينة السوداء الكثيفة التي تعد المصدر الأول لصناعة الفخار إلى جانب توافر مصدر دائم للماء وهو نهر النيل فضلا عن مهارة الأيدي التى تعمل بصناعة منتجات الفخار ورغم قيامنا بتعليم الابناء ونحرص على حصولهم على الشهادات العلمية الا ان ذلك لايمنع مطلقا من العمل لاوقات بورش الفخار ليكتسبوا المهارات اللازمة ويجيدوا تعلم فنون الحرفة.
ويواصل الحاج فوزى غنيم أن التوجه الحديث حاليا نحو تطوير المنتجات يتمثل فى دمج الخزف مع الفخار وإكساب القطع المنتجة لألوان متعددة لإضفاء المزيد من اللمسات الجمالية ما يساهم فى تسويق المنتجات ورواجها بالأسواق كما قمنا مؤخرا بالتوسع فى إعداد الورش وتزويدها بآلات حديثة لزيادة الإقبال على الطلب نظرا لجودة منتجاتنا."هذا وتمر الصناعة بمراحل متعددة بعد تحديد نوع المنتج والبدء فى التنفيذ يتم عقب ذلك نقله إلى الفرن ليتم تشكيله بالصورة النهائية وتأتى عقب ذلك مرحلة التخزين وغالبا ما يكون ذلك بأسطح المنازل حتى يتم البيع النهائى للمنتج وما يتم إنتاجه يوميا يصل إلى 120 قطعة من القلل والابرمة، أما الانتيكات فيتم إنتاج 50 قطعة منها تقريبا كما تتنوع منتجات الفخار بقرية جريس لتناسب الذوق العام وطلبات الزبائن فهناك منتجات مثل القلل وطواجن الطعام والمباخر"والفواحات وأطباق للحمام بالاضافة لإنتاج" أواديس لأبراج الحمام" وكل ما يتناسب مع متطلبات الريف من منتجات الفخار الشائعة.