حكايات| سعيكم مشكور.. شركة مصرية لإتمام الجنازة والدفن وخدمات ما بعد الموت

وفاة شخص عزيز عليك ليس بأمر هين، لكن وسط محاولات التماسك والصبر حتى يواري المتوفى الثرى، تظل هناك رحلات مكوكية ترتبط بإنهاء كل الإجراءات من الكفن إلى الأوراق الرسمية.
من هنا تسارع أسرة المتوفى إلى الاتفاق مع أحد المتعهدين ب«تغسيل» الجثمان، وفي ظل حالة الحزن التي تسيطر الأسرة، أعطى أحمد جاب الله ظهره للكسوف وقرر خوض تجربة تحمل وجهين إنساني وآخر بيزنس.
بين المقابر أخرج جاب الله فكرته إلى النور ليؤسس شركته «سكنة» التي تتكفل بكل ما يرتبط بمرحلة ما قبل الدفن، حيث يقول: «تخرجت في كلية علوم الحاسوب والتكنولوجيا وإدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وجاءتني الفكرة بالتحديد في 2005 ولكني أخذتها مأخذ الجد في 2013».
ويسترجع الشاب أحمد السبب الرئيسي وراء الفكرة بقوله: «عندما حضرت الترتيبات لحالة وفاة لوالد أحد أصدقائي في 2005، انتباني صدمة من مدى صعوبة وعشوائية الموقف وعدم الترتيب، لذلك قررت في 2013 التعامل مع الموضوع بشكل متكامل وبدأت بحثه بجدية».
اقرأ للمحررة أيضًا| تفاصيل صغيرة في «عيادة الغلابة».. كيف كان يقضي محمد مشالي يومه؟
ويروي جاب الله تجربته: «قمت أنا والفريق الخاص بي بحضور العديد من الجنازات ومراسم الدفن في مصر للتعرف على سير العملية بأكملها، كانت مغامرة كبيرة لي لأنني شخصًا بطبعه سعيد، الموضوع لم يكن سهلا ولكن هدف الشركة أسمى من ذلك وأنا مؤمن بها جدا، فضلًا عن أنني تركت عملي في مجال التكنولوجيا بالولايات المتحدة لتأسيس تلك الشركة لأنني أردت أن أصبح بها شخصًا مؤثرًا داعمًا لمن حوله».
لم يكتف صاحب شركة دفن الموتى بما يدور في مصر بل وسع خبراته عالميًا؛ إذ يتحدث عن ذلك قائلا: «حضرت جنازات ومراسم دفن في مختلف أنحاء العالم لمعرفة أفضل السبل والتقنيات في التعامل مع هذه المواقف».
ويواصل جاب الله حديثه: «الشركة مبنية على خبرات ومواقف حقيقية مررت بها بالفعل خلال ال15 عامًا الماضية ولذلك نشعر بألم وحزن الناس الذين يتواصلون معنا ونهتم بتخفيف العبء من عليهم من خلال استخدام كل ما تعلمناه من خبرات شخصية وخبرات اكتسبناها عبر أكثر من 340 جنازة ومراسم دفن».
وعن الهدف الرئيسي من الشركة يقول جاب الله: «بالطبع كهدف أسمى هو تخفيف الحمل والعبء عن الأسر وتكريم الموتى بطريقة ملائمة، من خلال توفير الخبرات المحترفة التي تتكفل بكافة اللوجستيات خلال هذه الفترة العصيبة، وتهدف شركتنا المصرية إلى تغيير مفهوم خدمات الجنازات في مصر، حيث تتعامل بشكل محترف مع كافة مراسم الجنازات بشكل متكامل من خلال تقديم الخدمات من أولها لآخرها وتسعى إلى تقديم خدمة متكاملة تغطي جميع مراحل تكريم المتوفى».
اقرأ للمحررة أيضًا| أعضاؤهم تباع بالدولار وتجلب الحظ!.. من هم أعداء الشمس؟
تتضمن بعض الخدمات إنهاء إجراءات تصريح الدفن والإجراءات الرسمية، والغُسل وتجهيز الجثمان، وتحضير المقابر والمدافن، والنقل، وحجز قاعات العزاء والتأبين، ونشر النعي في الجرائد والوسائل الرقمية، وتوزيع هِبات الصدقة على روح المتوفي، والعديد من خدمات الدعم ما بعد الوفاة.
قائمة الخدمات تشمل كذلك الرد على الاستشارات التليفونية المجانية لأي سؤال حول ترتيبات الوفاة أو الاستعلام عن خدمات الشركة خلال 24 ساعة يوميا من خلال فريق مختص خضع للعديد من التدريبات داخل مصر وخارجها لرصد كافة الخطوات في هذه المراسم للتمتع بقدر عال من المهنية ومساعدة أهل المتوفى.
بات جاب الله والعاملين تحت يده يحتفظون بسجل مميز من عدد الجنازات والتي وصلت حتى الآن 340 جنازة، وهنا يقول: «لو كل جنازة متوسط العائلات فيها 3 عائلات، فمن الممكن أن نقول إن ألف أسرة استفادت من خدماتنا».
ويضيف: «اندهشنا من ردود الأفعال للأفراد التي استخدمت (SOKNA) لأننا كنا متخوفين في البداية من رد فعلهم، فوجئنا بردود فعل إيجابية للغاية وحصلنا على رسائل شكر كثيرة على قيمة الخدمة التي قدمناها لهم، وتحول الذين لمسوا خدماتنا على أرض الواقع إلى أكبر داعم لنا، بل وعدد كبير منهم قام بالإشادة بنا على شبكات التواصل الاجتماعي».
اقرأ للمحررة أيضًا| «البدينات لن يدخلن الجنة».. مصير مفجع لآخر ساخر من النساء
أما الصعوبات التي واجهت هذا المشروع، كانت التوغل في سير عملية الجنازات والدفن في مصر بكل ما يأتي معها من ترتيبات ومعوقات، لتحسينها وإنهائها دون أن إلقاء الحمل على أحباء المتوفي.. «لذلك قضيت أنا والفريق وقتنا في دراسة سير العملية بتفاصيلها الكاملة لمدة عدة أشهر والبحث عن الخبرات المطلوبة لتقديم خدمة مهنية غير مسبوقة».
وعن الخبرات، يتحدث: «هدف الشركة الرئيسي مساعدة الناس في وقت صعب وتكريم الموتى مكننا من جذب تلك المهارات للانضمام، توظف الشركة مغسلين ومتعهدي دفن بخبرة لا تقل عن 15 عاماً كي ينقلوا خبراتهم ومعرفتهم وإمكانياتهم المهنية للآخرين».