بدء الحركة التراجعية للمريخ

يراقب الجميع كوكب المريخ منذ عدة أشهر وهو يتحرك شرقا أمام نجوم الحوت، ولكن بتاريخ 9 سبتمبر 2020 ، عكس المريخ مساره ظاهريا، والكوكب الآن يتحرك غربًا، وهي ظاهرة تسمى "الحركة التراجعية"، وهي علامة على أن الأرض والمريخ على وشك الالتقاء قريباً.
ووفقاً لجمعية الفلكية بجدة، الحركة التراجعية مجرد وهم بصري فقط، فالكوكب لا يتحرك تراجعيا نحو الغرب فالمريخ مثل كل الكواكب الخارجية في نظامنا الشمسي يتحرك دائماً نحو الشرق في مداره حول الشمس، ولكن وكما يشاهد من الارض فان كل تلك الكواكب تقضي جزء من الوقت كل سنه تتحرك نحو الغرب بالنسبة للنجوم .
تفسير ذلك ان الكرة الأرضية اثناء حركتها في مدارها الصغير حول الشمس تعبر بجانب أحد تلك الكواكب الخارجية عندها يظهر لنا من الارض " فقط " بأن الكوكب بدأ يتحرك الى الخلف في مدارة بالنسبة للنجوم لعدة اشهر .
للتوضيح هذا يشبه سيارة تتحرك سريعاً تعبر بجانب سيارة اخرى تتحرك بشكل ابطأ ، عندها الأشخاص في داخل السيارة السريعة سوف يشاهدون السيارة البطيئة بعد تجاوزها تظهر وكأنها تتحرك نحو الخلف ، وطبعا السيارة البطيئة لا تتحرك للخلف ولم تعكس حركتها، وهذا ينطبق على المريخ خلال وقت حركته التراجعية.
في السادس من أكتوبر القادم، سيكون المريخ في أقرب مسافة من الأرض حيث سيصل بينهما 62 مليون كيلومتر فقط، وخذه مسافة صغيرة وفقًا لمعايير الكواكب، بل سيكون أحد أفضل الاقترابات منذ سنوات، حيث سيبقى المريخ مرئياً طوال الليل ، يتفوق لمعانه على كل نجم في السماء بلونه البرتقالي الضارب للحمرة.
المريخ منظره الآن في غاية الجمال، ولمعانه ضعف لمعان نجم الشعرى، ألمع نجم في السماء، وزاد حجم قرصه الظاهري بشكل كبير لدرجة أن التلسكوبات المتوسطة تكشف تفاصيل سطحه كما يظهر في هذه الصورة باستخدام تلسكوب 14 بوصة، حيث من الممكن بسهولة رؤية القبة القطبية الجنوبية، إضافة لبعض الغيوم في القطب الشمالي للكوكب.
في حال عدم توفر تلسكوب فليس هناك أى مشكلة، فمن السهل رؤية التوهج الأحمر للمريخ بالعين المجردة، فما عليك سوى الخروج بين منتصف الليل والفجر، حيث سيكون عاليا في قبة السماء مائل نحو الجنوب، المنظر لا يمكن تفويته، وتذكر بأن الأفضل لم يأت بعد.