span style="font-family:" Arial","sans-serif""أوضح دكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي، مفهوم الابتزاز العاطفي الذي يتعرض إليه البعض، وذلك في السطور التالية: span style="font-family:" Arial","sans-serif""تعرف أنك وقعت فريسة للابتزاز العاطفي حين يستخدم شخص قريب منك الخوف والإلزام والشعور بالذنب لديك للتلاعب بك أو السيطرة عليك أو تحقيق احتياجاته المادية أو المعنوية من خلالك، فلا يبتزك عاطفيا إلا شخص قريب منك جدا، شخص يعرف الكثير عن تفاصيل حياتك، ويدرك نقاط ضعفك الذاتية ونقاط ضعفك تجاهه، يعرف أنك لا تحتمل إيذاءه، وأنك تشعر بالذنب تجاهه، وبالتالي يجعلك في وضع المضطر والمجبر رغم أنفك أن تحقق له ما يريد، وهو شخص كثير الشكوى والتذمر، يظهر ضعفه ليستدر عطفك، ويضعك تحت ضغط الشعور بالذنب والتقصير تجاهه، فإذا ضعفت أو استسلمت قام هو باستغلال ذلك لتحقيق مراداته. span style="font-family:" Arial","sans-serif""قد يبدي خضوعا أو وداعة أو استسلاما أو ضعفا في بعض مراحل العلاقة حتى تقع تحت قبضته فيمارس التسول العاطفي ولكن بطريقة ملتوية. span style="font-family:" Arial","sans-serif""إذن فالابتزاز العاطفي "هو أحد أشكال التلاعب النفسي - ويحدث خلاله استخدام منظومة من التهديدات وأنواع مختلفة من العقاب يوقعها شخص ما على آخر قريب منه في محاولة للسيطرة على سلوكه". span style="font-family:" Arial","sans-serif""وأشار المهدي، إلى أن الابتزاز العاطفي يتضمن عادة شخصين تجمع بينهما علاقة شخصية قوية، أو علاقة حميمية (الأم والابنة، والزوج والزوجة، والشقيقتين، الأصدقاء المقربين، العاشقين ). span style="font-family:" Arial","sans-serif""وعند التعرض للابتزاز العاطفي "يصبح الشخص رهينة عاطفية للآخر"، فالأمر يحدث هكذا: "إذا لم تفعل لي كذا، فأنت المسؤول عن ما يحدث لي"، وهو موجود في النساء والرجال والأطفال، ولكن يغلب وجوده في النساء والأطفال والمراهقين، حيث أنه يمثل نوع من الضغط الناعم. span style="font-family:" Arial","sans-serif""ولهذا وضعت عالمة النفس دكتورة سوزان فوروارد، كتابا رائعا يصور الابتزاز العاطفي وكيف يتعافى منه المبتز ويحذر منه الضحية ولا يقع فريسة له. span style="font-family:" Arial","sans-serif""حين تتعامل مع شخص يشعرك دائما بالذنب والتقصير في حقه ويجعلك تشعر أنك مذنب أو متهم وتحتاج دائما للدفاع عن نفسك أو تبرير سلوكك تجاهه فأنت تتعرض لنوع من الابتزاز العاطفي. span style="font-family:" Arial","sans-serif""والشخص الذي يمارس الابتزاز العاطفي يشعر بعدم الأمان ويخشى الهجر أو الحرمان العاطفي ممن حوله ولذلك يضعهم أو يضع أحدهم تحت ضغط الإحساس بالذنب والتقصير تجاهه لكي يتأكد من استمرار تقبلهم له أو رعايتهم إياه أو اهتمامهم به. span style="font-family:" Arial","sans-serif""وهناك الكثير من نماذج الابتزاز، وأشهرها التمارض بكل أنواعه، وكثير من إعلانات الجمعيات الخيرية والمستشفيات المجانية تمارس هذا النوع من اللعب على مشاعر الناس حيث يعرضون صورا لأطفال مرضى أو كبار سن عاجزين أو مرضى مزمنين لاستدرار عطف الناس ودفعهم للتبرعات السخية. span style="font-family:" Arial","sans-serif""والمتسولون في الشوارع يبتزون الناس عاطفيا حين يقفون لهم أمام المطاعم الفخمة والمحلات الراقية يسألونهم مالا أو يشيرون بأيديهم إلى أفواههم إشارة إلى حاجتهم للطعام، فيضغطون على مشاعر الناس الذين أنفقوا لتوهم أموالا في المطعم أو المحل.