الحقيقة القائمة على أرض الواقع تؤكد أننا نخوض الآن وطوال السنوات الست الماضية، عدة معارك ضارية فى ذات الوقت،..، كل منها على قدر كبير من الأهمية والضرورة، بحيث لا يمكن تأجيل إحداها أو إرجاؤها ولو لبعض الوقت. أولى هذه المعارك هى الحرب الشرسة التى نواجه فيها جماعة الإفك والضلال وقوى الشر المتحالفة معها وعصابات الإرهاب التابعة لها،..، الساعين بكل الخسة لنشر الدماء والفوضى وإشاعة اليأس والإحباط فى البلاد ونفوس العباد، وصولا لتحقيق أغراضهم الدنيئة فى هدم الدولة وإسقاطها. وفى ذات الوقت الذى نخوض فيه هذه الحرب، دفاعاً عن سلامة الدولة واستقرارها، فإننا نخوض أيضا حرباً لا هوادة فيها من أجل البناء والتنمية الشاملة، والسعى بكل الجهد لوضع الدولة المصرية فى المكان اللائق بها. وفى ذلك أحسب أننا نتابع جميعاً أن ما نقوم به الآن وطوال السنوات والشهور والأسابيع الماضية، ليس مجرد تجديد للبنية الأساسية للدولة، سواء فى الطرق والمواصلات والكهرباء والإسكان والتعمير والصناعة والصحة والتعليم وغيرها وغيرها،..، ولكنه فى حقيقته هو إنشاء وإقامة بنية أساسية جديدة حديثة ومتطورة ومتكاملة، فى إطار خطة قومية شاملة لإقامة وبناء الدولة المصرية الحديثة. وقد أضيف إلى معركة الإرهاب ومعركة البناء والتنمية معركة ثالثة جديدة ومعركة رابعة طارئة ومستجدة، وهو ما اضطرنا أن نخوض هاتين المعركتين مع السابقتين لهما فى نفس الوقت. المعركة الثالثة هى مواجهة التربص وحالة التوتر والقلق وعدم الاستقرار، والتهديدات القائمة على حدودنا الغربية، نتيجة البلطجة والممارسات الاستفزازية والعدوانية التى يمارسها البلطجى التركى فى ليبيا الشقيقة، وما تفرضه علينا من التنبه والحذر، والاستعداد أيضا لردع أى تصرف أحمق وطائش من البلطجى التركى. أما المعركة الرابعة فهى تلك التى استجدت وفرضها علينا الفيروس الشرس «كورونا المستجد» الذى انتشر واستشرى فى العالم كله، وهو ما جعلنا نخوض حربا ضارية معه، لحماية البلاد والعباد من خطره. وهكذا أصبحنا نخوض أربع معارك فى ذات الوقت،...، نسأل الله السلامة لمصر وشعبها الطيب الذى هو فى رباط حتى يوم القيامة.