واصل الدكتور أسامة فخري الجندي الداعية بوزارة الأوقاف خواطره الرمضانية، في اليوم الثامن من شهر رمضان تحت عنوان «مِنحَةُ الدعاء الذي لا يُرد»، حيث روى عن عَبْدِ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ ». [أخرجه ابن ماجه] . وتابع الجندي: لا شك أن الدعاء هو من أكرم العبادات على الله عز وجل ، والدعاء من العبد لربه من جملة الطاعات، بل هو من أعظم القربات؛ لأنه سبحانه وتعالى يقول : { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [ غافر :60] ويكون على الدعاء من الله الإثابة والعطاء ، قال تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة :186] ، أي: لكي يهتدوا إلى مصالح دينهم ودنياهم . وبين: «لتأكيد فضل الدعاء بإطلاق ، فقد بيّن صلى الله عليه وسلم، أنه لن يهلك أحد مع الدعاء، فعن أنسٍ رضي اللَّه عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَعْجِزُوا عَنِ الدُّعَاءِ ؛ فَإِنَّهُ لَنْ يَهْلِكَ مَعَ الدُّعَاءِ أَحَدٌ ) [ أخرجه الحاكم في المُسْتَدْرَكِ على الصحيحين ]». وأشار إلى أن الله تبارك وتعالى قد منح الصائمين منحًا وفضائل كثيرة ، ومنها منحة الدعاء الذي لا يُرد ، فعن عَبْدِ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ» . [أخرجه ابن ماجه] . وشدد الداعية بالأوقاف ينبغي أن يكون من مِنهاج المسلم في رمضان أن يُقبِلَ على الله عز وجل بالدعاء، ومَنْ تأمّل الآيات القرآنية المشرفة بعمقٍ، سيجد أن الله عز وجل بعد أن تكلم عن فرض الصيام في شهر رمضان في قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 184]. ولفت إلى أنه معلوم أن الصيام يكون في نهار رمضان، تكلّم بعد ذلك عن ليل رمضان بقوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ.. الآية} [البقرة:187]، وقد جاء بين فرض الصيام في نهار رمضان، والكلام عن ليل رمضان قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة :186]؛ مما يفيد في لقطة دقيقة وإشارة لطيفة أن موقع هذا الدعاء بين النهار والليل، أي:عند الإفطار، وهو ما بيّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن عَبْدِ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، قال:قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ ». [أخرجه ابن ماجه]، فلا يُضَيّع المسلمُ الدعاءَ في رمضان وخاصة في وقت الإفطار لتأكيد القرآن والسنة لذلك.