عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ثلاثة لاترد دعوتهم, الصائم حتي يفطر, والإمام العادل, ودعوة المظلوم, يرفعها الله فوق الغمام, وتفتح لها أبواب السماء, ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين وفي رواية: ثلاث دعوات مستجابات: لاشك في إجابتهن: دعوة المظلوم, ودعوة المسافر, ودعوة الوالد علي الولد أخرجه الترمذي, وأخرج أبو داود الثانية, وقال: دعوة الوالد, ودعوة المسافر, ودعوة المظلوم قبل أن نقف عند القسم في هذا الحديث نود أن نعرف قيمة هذه الأمور التي ورد أن أصحابها لاترد دعوتهم, ويبدو أن ذلك لمنزلتها من دين الله, وقد ذكر الحديث منها خمسة أولها: الصائم حتي يفطر, فلماذا لاترد دعوة الصائم, ولماذا قال رسول الله صلي الله عليه وسلم( حتي يفطر)؟ ويوضح هذا الحديث ما للصيام من منزلة عالية عند الله لانه عمل لايطلع عليه أحد من الناس حتي يتسرب إليه الرياء, ولذلك أعظم الله للصائم الأجر, وكلنا يسمع الأحاديث الكثيرة في فضل الصيام وعظم ثوابه وبخاصة إذا ما بدأ شهر الصيام من كل عام, روي الإمام مسلم: كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف, قال الله: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به, يدع شهوته وطعامه من أجلي, للصائم فرحتان: فرحة عند فطره, وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. والصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة, يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه, ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه, قال: فيشفعان وهذا الصائم بإخلاصة وإقباله علي ربه وامتناعه عما يفسد صيامه طاعة لمولاه حري أن يكون ريح فمه أطيب عند الله من ريح المسك, وأن يكون مستجاب الدعوة من لحظة دخوله في وقت الصيام حين يؤذن المؤذن بدخول وقت الفجر إلي آخر يومه حين يؤذن بدخول وقت المغرب, والمؤمن الحريص علي أن يحوذ الخيركله ينتهز ساعات النهار بل لحظاته ليهرع إلي ربه يسأله من فضله, فإذا ما أفطر وتناول طعامه وشرابه لايقال بأنه صائم, وبالتالي فإن حالة في قبول الدعاء ليس كحالة أثناء الصيام, ولهذا قال: الصائم حتي يفطر, وكأن هذا ترغيب في انتهاز فرصة الصيام للإكثار من الدعاء فإن الدعاء مخ العبادة, ولعله من الترغيب العظيم في الدعاء أثناء الصيام ماتراه في آيات الصيام في سورة البقرة, إذ بعد ثلاث آيات قال تعالي: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. وفي رواية: ثلاثة لاترد دعوتهم: الصائم حين يفطر... الحديث, ولذلك كان رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه ينتهزون فرصة لحظات إفطارهم ليتجهوا لربهم بخالص الدعاء: أخرج الطبراني والدار قطني عن ابن عمر رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: إن للصائم عند فطرة لدعوة ماترد, وكان الرسول صلي الله عليه وسلم إذا أفطر قال:اللهم لك صمنا وعلي رزقك أفطرنا فتقبل منا إنك أنت السميع العليم. وعن عبدالله بن أبي مليكة عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن للصائم عند فطره لدعوة ماترد, قال: وسمعت عبد الله يقول عند فطره: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ذنوبي فإذا كنا نتدارس أول من لاترد دعوتهم فكان أولهم الصائم حتي يفطر أو حين يفطر, فهذه دعوة كريمة من رب كريم لنكثر من صيام النوافل حتي تكون لنا أيام طوال العمر وطوال العام بالإضافة إلي شهر رمضان نهرع فيها إلي باب ربنا ونتضرع إليه بكل قلوبنا في أيام صومنا وحين نتناول طعام إفطارنا لننال هذا الوعد المبارك باستجابة الدعاء وتحقيق الرجاء, فاللهم استجب دعاءنا وحقق رجاءنا برحمتك يا أرحم الراحمين.. ولنا مع الصنف الثاني ومابعده ممن لاترد دعوتهم لقاء بإذن الله.