أكد دكتور هشام عبد القادر حسن أستاذ أمراض الكبد بجامعة أريزونا الأمريكية أن فيروس كورونا أو كوفيد 19 الذى أصاب حتى هذه اللحظة أكثر من 1.6 مليون شخص وحصد حياة ما يزيد على 100 ألف مريض, لا يؤثر على الجهاز التنفسي فقط ، بل يمتد تأثيره للجهاز الهضمى ، ليسبب اضطرابا فى وظائف الكبد وارتفاعا فى أنزيماته ، كما أنه يشكل خطورة كبيرة على مرضى الكبد لينضموا إلى قائمة الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات الفيروس الخطيرة. - في البداية ما هو الوضع فى كاليفورنيا؟ - في كاليفورنيا وأريزونا تم إغلاق معظم متاجر البيع بالتجزئة ومكاتب الشركات في الولاية ومع ذلك تظل الأعمال "الأساسية" مثل محلات البقالة والصيدليات والبنوك ومغسلة الملابس مفتوحة . التزام بالبيت - وهل هناك التزام من المواطنين بالعزل؟ - هناك التزام كبير جدا كما أن اغباق معظم الأماكن جعل الناس لا تجد ما تفعله خارج المنزل ، وأنا شخصيا لا أخرج إلا كل عدة أيام إلى السوبر ماركت ، وأتابع مرضاى بالتليفون أو من خلال برامج الإنترنت . الجهاز الهضمي - حذرت كافة التقارير من خطورة كورونا على مرضى القلب والسكر ، وأن الفيروس لايكتفى بالرئة بل يهاجم القلب أيضا، فماذا عن تأثير الفيروس على الجهاز الهضمى ؟ وهل يهاجم الفيروس الكبد أيضا ؟ - رغم ان معظم مرضى كوفيد 19 يعانون من اعراض متعلقة بالجهاز التنفسي الا انه ثبت أن كثيرا من المرضى يشكون فى البداية من اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان والقيء وآلام في المعدة والاسهال ويحدث ذلك قبل ظهور الاعراض التنفسية التقليدية كارتفاع او انخفاض درجة الحرارة والكحة وحكة الزور ثم ضيق التنفس وآلام الصدر. وقد أظهرت بعض الأبحاث وجود الفيروس ولعدة أيام في براز بعض مرضى كوفيد 19, بل و في بعض المرضى تم العثور على الفيروس في البراز رغم سلبية الاختبارات في العينات المأخوذة من الجهاز التنفسي, كما اثبتت بعض الدراسات وجود تورم والتهابات في انسجة المعدة والأمعاء في مرضى كوفيد 19. وسائل العدوى - وماذا يعنى ذلك؟ - كل هذه الدلائل تشير إلى أن الفيروس يؤثر أيضا على الجهاز الهضمى ، وترجح احتمال انتقال الفيروس بوسائل أخرى غير استنشاق الفيروس من رذاذ شخص مريض او لمس الاسطح الملوثة ثم وضع اليد على الفم او الانف والعين ، فقد يكون الفيروس قادرا على الانتقال عن طريق البراز ، وهذا ما سوف يتضح خلال الأيام القادمة. ويجب أن ننبه الأطباء أن يشمل تشخيص المرضى بأعراض الجهاز الهضمي احتمال وجود إصابة بكوفيد 19 حتى إذا لم تتضمن شكاواهم وجود أعراض متعلقة بالجهاز التنفسي. اضطرابات وظائف الكبد - وما هى المضاعفات التى يمكن أن تهدد كبد المريض بفيروس كورونا ؟ - يتسبب فيروس كورونا أو كوفيد 19 فى حدوث اضطرابات في وظائف الكبد حيث أظهرت بعض الدراسات وجود ارتفاع في انزيم الكبد جي جي تي في 20% من مرضى كوفيد 19 . وفي دراسات سابقة لمرضى سارس كوفيد وهو فيروس يشارك كورونا في 82% من التركيب الجيني, اتضح ارتفاع انزيمات الكبد في 60% من المرضى, كذلك أظهرت عينات الكبد وجود الفيروس, وكذلك وجود التهابات في خلايا الكبد الا انه من المحتمل ان تكون بعض هذه التغييرات قد نتجت من استعمال ادوية لعلاج المرضى مثل المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات وتسببت في تلف كبدي, وهذا ما تسعى الأبحاث الحالية للكشف عنه وتأكيده. مرضى الكبد - وماذا عن تأثير الفيروس على المرضى المصابين من الأساس بالكبد , كمرض مزمن ؟ - تزداد الخطورة عند إصابة مرضى الكبد بفيروس كورونا ، لأن معاناة المريض من مرض مزمن يجعله عرضة لمضاعفات شديدة، وتختلف المضاعفات طبقا لنوع مريض الكبد . فهناك مرضى الكبد الذين يتلقون علاجا مثبطا للمناعة مثل مرضى زراعة الكبد وكذلك مرضى التهاب الكبد المناعي الذاتي ومرضى التهاب الاقنية الصفراوية المصلب،وهؤلاء بالطبع يتعرضون لمضاعفات خطيرة وسرعة تدهور الحالة بسبب نقص مناعتهم . و هناك ايضا خطورة شديدة على مرضى الكبد الدهني - وهو وباء صامت يصيب العالم - حيث يعانى الكثير منهم من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكرى مما يجعلهم عرضة لمشاكل صحية عند اصابتهم بالفيروس. وبالنسبة لفيروس سي فهو يوثر علي القلب لدى مرضاه ، مما يشكل خطوره عليهم في حالة اصابتهم بفيروس كوفيد 19. أما فيروس "بى" ، فقد لوحظ أن هناك حالات من المصابين بفيروس "بى" قد عانوا من مضاعفات شديدة عند اصابتهم بفيروس كورونا ، وقد يكون "كورونا" قد تسبب في بعث النشاط من جديد لفيروس "بى" بعد أن كان في حالة خمول . و بعيدا عن الكبد والجهاز الهضمي ، فقد ثبت أيضا أن فيروس كورونا قد يصيب مرضاه بأعراض عصبية مثل السكتة الدماغية وضعف العضلات واضطراب الوعي. نقل البلازما - ومتى فى رأيك يستطيع العالم الاعلان عن علاج أو لقاح حاسم للمرض؟ - هنالك الكثير من العقارات في مرحلة التجربة منها عقار الكلوروكين وهو علاج لمرض الملاريا استخدم لعشرات السنين و رغم ان الأطباء في دول عديدة لاحظوا استجابة الكثير من المرضى للعلاج بالعقار فلا يوجد حتى الان دليل علمي على فاعلية هذا العلاج إلى جانب الاعراض الجانبية الشديدة المحتملة للدواء مثل اضطرابات القلب، فمن الصعب التكهن بعواقب استخدام الكلوروكين في مرضى كوفيد 19 حتى تتأكد فاعليته في التجارب الاكلينيكية . وإلى جانب تجارب العقارات هناك بعض الوسائل العلاجية التي قد تفيد المريض مثل نقل البلازما من مرضى كوفيد 19 خلال مرحلة النقاهة من الفيروس، وكذلك استعمال الجلوبولين المناعي حيث ظهرت نتائج أولية تفيد تعافي بعض مرضى كوفيد 19 بعد هذا العلاج. أما بالنسبة للقاح فهناك نتائج مبشرة عن لقاح ضد كوفيد 19 ولكن المشكلة تكمن في ان هناك حاجة لوقت طويل من 12 الي 15 شهر للتأكد من فاعلية وامان اللقاح. الوقاية ممكنة أهم أساليب الوقاية هي البقاء بالمنزل كوسيلة فعالة لمنع انتشار فيروس كورونا. ولقد دلت جائحة كورونا ان الكثير من الاعمال يمكن ان تمارس من المنزل وهذا قد يغير آليات سوق العمل بعد انحسار الوباء، كذلك منع الزيارات الا في حالات الضرورة الشديدة. وغسيل اليدين أيضا هو أفضل وسيلة للتخلص من الفيروس عن طريق اذابة الدهون التى تحيط بالفيروس وتحميه ، ولابد ان يتم الغسيل لمدة 20 ثانية مع الاهتمام بتقصير الاظافر. وتساعد حرارة الماء فوق 25 درجة مئوية في اذابة دهون الفيروس وكذلك تساعد المطهرات المحتوية على نسبة كحول أكثر من 65% في اذابة هذه الدهون . من المهم أيضا الاهتمام بتنظيف الأسطح المحيطة بنا ، فقد ثبت أن فيروس كورونا يظل فعالا على الاسطح المسامية لمدة 3 ساعات و 4 ساعات على الخشب والنحاس، وعلى سطح الكرتون قد يظل الفيروس فعالا لمدة 24 ساعة بينما يستمر ل 3 او 4 أيام على الاسطح المعدنية والبلاستيك. ولهذا فمن المهم تنظيف الاسطح التي نستعملها وتجنب لمس الفم والانف والعين دون غسل الايدي لمدة كافية. أيضا يجب تجنب التسوق في الأماكن المزدحمة وخاصة للمرضى الأكثر عرضة لمضاعفات كوفيد 19 ويمكن الاستعانة بخدمات االتوصيل للمنازل ، وفي حالة الاضطرار إلى الذهاب للأسواق فمن الأفضل الذهاب مبكرا قبل الزحام حيث تكون الأسواق مطهرة حديثا ولم يتلوث الجو برذاذ التجمعات ومن المعلوم أن الرذاذ يبقى في الجو لعده ساعات كذلك من المفيد ارتداء قناع واقي لمنع انتقال العدوي . داخل المنزل ينصح بالتباعد فى النوم ، وبالنسبة لكبار السن او المصابون بنقص المناعة و الأمراض المزمنة فينصح بان يستعمل هؤلاء المرضى الحمام أولا مع مراعاة تنظيف الحمام مع كل استعمال وتخصيص مناشف خاصة لكل شخص، أو تخصي حمام لهم إذا كان متاحا . يستحسن الامتناع عن السفر الا في حالات الضرورة القصوى مع اخذ كل الاحتياطات اللازمة والاحتفاظ بمطهرات طول الوقت.فالسفر بشكل عام يزيد مخاطر الانتشار لتعرض المسافرين لأجواء وتجمعات وأماكن إقامة قد تكون ناقلة للفيروس لذلك قلت حديثا حركة الطيران في العالم بنسبة 96% لما يحمله الطيران من مخاطر التعرض للإصابة وذلك لدوران الهواء داخل الطائرة. العلاج عن بعد - وماذا عن مرضى الامراض المزمنة الذين فى حاجة لمتابعة طبية مستمرة ؟ - من المهم المحافظة على مواعيد زيارة الطبيب مع العلم ان الكثير من الأطباء يتابعون مرضاهم عن طريق التليفون او برامج الانترنت التي تتيح التواصل بالصوت والصورة وهو ما يعرف بالتيلي ميدسين او التطبيب عن بعد.