لا نقلق ولا يساورنا شك فى أن الجيش هو المنقذ، إذا لا قدر الله حدث مكروه، وتزايدت معدلات الإصابة بكورونا، تعودنا على ذلك، وأن تنشق الأرض عن الأبطال، الجاهزين دائماً لدفع الضرر عن بلدهم. رجال عاهدوا الله أن يكونوا فداء بلدهم، ولم يخذلوا مواطنيهم لحظة واحدة، وكانوا دائماً على قدر المسئولية، ويقدمون النموذج والقدوة والمثل. أعلم جيداً أنهم جاهزون وعلى أهبة الاستعداد ورهن إشارة رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ليتدخلوا ويقوموا بأكبر عملية تطهير تشهدها البلاد، وقد بدأوا بالفعل فى بعض المرافق الحيوية، وتفاءلنا خيراً عندما شاهدنا التجارب الأولية لتطهير بعض الأماكن. إذا حدث مكروه لا قدر الله، فسوف نرى أبطالنا فى الشوارع والميادين، يشرفون على تنفيذ الإجراءات الاحترازية، ويضبطون إيقاع المنظومة الشاملة للتعامل مع كورونا، هم نفس الأبطال الذين انشقت عنهم الأرض بعد أحداث يناير لينقذوا الوطن من أكبر مؤامرة فى تاريخه. المصريون يثقون فى جيشهم، وظهوره فى المشهد يسلحهم بالثقة والطمأنينة ويزودهم بالأمل والقدرة على التحمل واتباع التعليمات والأوامر، وتنفيذها عن ظهر قلب، فلم يعهدوا فى جيشهم إلا البطولة والرجولة. لا يعنى ذلك الإقلال من قدر جهات الدولة الأخرى التى تصدت للمسئولية، وخصصت خطوات كبيرة فى التعامل مع الفيروس الغامض الذى يهدد العالم كله، لكنه جيشنا العظيم، الدرع والسيف والحماية، والسند الذى نلجأ إليه فى المحن والأزمات. الدولة منظومة واحدة تعمل فى انسجام وتكامل وتعاون تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي. من أين جاءت كورونا ؟ الرئيس الأمريكى ترامب أشار بأصابع الاتهام إلى الصين، مستخدماً تعبير «كورونا الصينية»، ومؤكداً أنه قال ذلك لأنها جاءت من هناك، متهماً بكين بأنها ضللت العالم وقدمت معلومات مغلوطة مفادها أن الجيش الأمريكى هو الذى نقلها إلى الصين. والصين احتجت بشدة على الاتهامات الأمريكية واعتبرتها عاراً، واتهمت واشنطن بالعنصرية وبث الكراهية، دون أن تقدم سنداً أو دليلاً على اتهاماتها الخطيرة، وضاعت الحقائق فى ترسانة الشائعات المثارة من الطرفين. واشتعلت لعبة استدعاء السفراء بين البلدين على خلفية الاتهامات التبادلية، وكان المحور الأساسى هو: من أين جاء الفيروس؟.. وكل طرف يقول أن تصريحات الطرف الآخر تضر العلاقات الثنائية وتعود بها إلى الوراء. مسئول صينى أشار إلى احتمالية أن يكون الجيش الأمريكى هو من جاء بفيروس كورونا إلى منطقة ووهان فى الصين، التى بدأ وانتشر منها الفيروس، وأن بلاده لديها أدلة على أن الفيروس لم ينشأ فى الصين، ووصلت الاتهامات إلى ارتكاب جرائم ضد البشرية. فى زمن الكوارث تضيع الحقائق وسط ترسانة الأكاذيب، ونتمنى من الله ألا تكون أخبار الأمصال الجديدة، هى حرب أخرى باردة بين واشنطنوبكين.
