بيان قوى من الخارجية المصرية وانا اعتبره تاريخيا حول سد النهضة أصدرته الخارجية المصرية أول أمس وفى رأيى أن هذا البيان تاريخى لأنه يضع النقاط فوق الحروف ويصارح المجتمع الدولى بما يحدث وأن هناك تجاوزات شديدة فى حق مصر وأن إثيوبيا تتعنت.. هذا البيان يضع العالم أمام مسئوليه لمواجهة المتعنت الإثيوبى فقد استنكر البيان المغالطات الإثيوبية، وأكد أن المفاوضات التى تمت خلال الاجتماعات الوزارية الأربعة بين مصر وإثيوبيا والسودان وصلت لطريق مسدود والسبب هو التعنت الشديد من الجانب الاثيوبى ومحاولته فرض سياسة الأمر الواقع بعد أن لمست مصر مدى المماطلة والعرقلة والعودة إلى نقطة البداية كلما اقتربنا من الوصول إلى حل ،فإثيوبيا تريد السيطرة على النيل الأزرق لتعطيش مصر دولة المصب، بما يخالف كل الأعراف الدولية وكل المعاهدات والاتفاقيات وأولها اتفاق إعلان المبادئ 23 مارس عام 2015، واتفاقية سنة 1902 التى وقعتها إثيوبيا وهى دولة مستقلة، واتفاقية سنة 1993 التى تعهدت فيها بعدم إحداث ضرر لمصالح مصر المائية، تحدث أيضا مواقف أديس ابابا الفنية، ومقترحاتها التى قدمتها خلال الاجتماعات الوزارية، والتى تعكس نية إثيوبيا ملء خزان سد النهضة دون قيد أو شرط ودون تطبيق أية قواعد توفر ضمانات حقيقية لدول المصب وتحميها من الأضرار المحتملة لعملية الملء فمصر لم تُحدد عددا من السنوات بل إن الدول الثلاث اتفقت منذ أكثر من عام على ملء السد على مراحل تعتمد على سرعة تنفيذها على الإيراد السنوى للنيل الأزرق، مصر طلبت ملء السد فى 6 أو 7 سنوات. هذا البيان يضع العالم أمام مسئولياته ،فالحق فى المياه هو حق أبدى وحق مشروع وكما قال الرئيس السيسى أنه لن يفرط أبدا فى حقوق المصريين فى مياه النيل فليس من حق أى دولة تعطيش الشعب المصرى ومنع مياه النيل عنه.. الرئيس بذل كل الجهد لحل الأزمة حتى انه طرحها فى الاممالمتحدة واستطاع توضيح كل جوانبها واكتسبت مصر دعما كبيرا من جميع الدول. فليس من المقبول أن تتحكم إثيوبيا فى مقدار المياه التى تصل إلينا، فحق إثيوبيا ان تحقق تنمية ولكن ليس على حساب حق الشعب المصرى فى مياه النيل وهو ما أكده الرئيس.. مصر أعطت كل الأمان والصبر للوصول لحل واحد ولكن يبدو أن هناك تعنتا.. يبدو أن هناك قوى أخرى لا تريد لمصر خيرا.. وتعمل بكل جهودها لعرقلة اى حل. ولكن الاتفاقيات الدولية تحمى حق مصر فى مياه نهر النيل، وهناك دعم إفريقى وأوروبى لموقف مصر فى أزمة سد النهضة. الرئيس عبد الفتاح السيسي، قال إن مصر ليست ضد التنمية فى إثيوبيا لكن ليس من حق أحد تعطيش المصريين وأنه لن يتم تشغيل سد النهضة بفرض الأمر الواقع، لأننا ليس لدينا مصدر آخر للمياه سوى نهر النيل، وأن 95% من مساحة مصر صحراء، وأن مصر فى مستوى الفقر المائي، وسيتزايد نتيجة ارتفاع عدد السكان فى مصر، وثبات حصتنا من مياه النيل وأى إضرار بالمياه سيكون له تأثير مدمر على المصريين.. الأسبوع القادم ستبدأ جولة جديدة من الاجتماعات فى واشنطن بين وزير الخزانة الأمريكى ووزراء الخارجية والمياه لمصر والسودان وإثيوبيا تحديدا يومى 13 و14 يناير 2020، أتمنى أن تكون نتيجتها ايجابية وألا يستمر الموقف المتعنت للجانب الاثيوبى الذى يريد خرق كل المعاهدات الدولية ليجور على حق شعب مصر فى مياه النيل لكن مصر الصبور التى تتعامل بكل الحكمة لن تترك حق شعبها. والشعب المصرى كله خلف قيادته وعلى استعداد لتقديم حياته فداء لبلده.