بعد غرق الشوارع.. لأول مرة الحكومة والبرلمان وجها لوجه

تعرضت محافظة القاهرة في 22 أكتوبر الماضي إلى غرق عدد كبير من الشوارع بسبب سقوط الأمطار، مثل منطقتي مصر الجديدة، ومدينة نصر، ثم تبعتها عدد من المحافظات خاصة في منطقتي حلايب وشلاتين، وشمال سيناء.
وحاولت وزارة التنمية المحلية والمحافظين، مواجهة الأزمة من خلال الدفع بسيارات شفط المياه من الشوارع ولكن النواب واجهوا العديد من التساؤلات حول عدم استعداد المحافظات لأزمة الأمطار، على رغم من تحذير هيئة الأرصاد بتعرض بعض المحافظات للسيول والأمطار الغزيرة.
وعقد مجلس النواب اليوم 18 نوفمبر، اجتماعا برئاسة النائب سليمان وهدان وكيل مجلس النواب؛ لبحث موضوع غرق بعض الشوارع نتيجة سقوط الأمطار خلال الفترة الماضية، وذلك بمقر مجلس النواب، بحضور وزيري التنمية المحلية والإسكان، وتعد هذه المرة الأولى الذي يوجه فيه البرلمان الحكومة في تلك الأزمة.
في البداية، انتقد النائب محمد فؤاد، غياب وزيري الري والزراعة عن عدم حضور الاجتماع، مؤكدا أن هناك خطة تنفيذية شاملة تضم التنسيق بين الوزارات ذات الصلة، مضيفاً: «الموضوع مش هيتحل بصور المسئولين في الطرق العامة».
مطالب النواب
فيما طالب عدد من النواب المشاركين في الاجتماع بخطة شاملة للوزارات لمواجهة أزمة الأمطار، حيث طالب النائب أحمد السجيني رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، بخطة كاملة تشهد تنسيقاً بين وزارات الإسكان والتنمية المحلية والبيئة، لمواجهة التغيرات المناخية التي شملت المحافظات، خلال الفترة الأخيرة، حتى لا تتكرر أزمة غرق شوارع القاهرة والجيزة مؤخراً.
فيما طالبت النائبة غادة حنفي، في كلمتها خلال اجتماع اللجنة البرلمانية المشتركة من لجنة الإسكان والإدارة المحلية ومكتب لجنة الخطة، المنعقد الآن برئاسة النائب سليمان وهدان وكيل مجلس النواب، لدراسة أزمة غرق الشوارع والميادين فى المحافظات المصرية بسبب هطول الأمطار والسيول، بحلول غير عادية لهذه الأزمة تتناسب مع المرحلة التي تمر بها البلاد في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
كما طالبت النائبة شادية ثابت، بالهيئة القومية لإدارة الأزمات مثل الأمطار والسيول، وكذلك استغلال الأمطار في الزراعة خاصة في الساحل الشمالي.
انتقادات النواب
في ذات السياق، انتقد عدد من النواب موقف الحكومة من أزمة الأمطار والسيول، حيث أكد النائب محمد سعد تمراز، أن ما حدث جراء السيول والأمطار في القاهرة يعد مهزلة كبيرة، مشيرا إلى أن المواطنين عانوا كثيرا.
من ناحيته، قال النائب عبد الحميد كمال، إن جميع الجهات المعنية بالمحافظات والوزارات أعلنت الاستعداد لمواجهة إشكاليات الأمطار وصدرت التحذيرات إلا أن الواقع كشف غير ذلك.
وتابع: "رأينا الإهمال والتراخي وهو ما يعني الفساد في القيام بالمهمة من جانب المسئولين خاصة في ظل وفاة العديد من الأشخاص ومنهم أطفال صعق بالكهرباء"، قائلا: "هذا الإهمال والتراخي يتطلب المحاسبة خاصة أن التصرفات من المسئولين كانت ظاهرة فقط".
رد الحكومة
من جانبه أكد اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية أن الوزارة تقدم جميع الإجراءات لمجابهة أزمة السيول وسقوط الأمطار خلال الفترة الماضية.
وأكد وزير التنمية المحلية، إصدار كتاب دوري للمحافظات بتاريخ 17 سبتمبر بشأن الإجراءات المطلوب اتخاذها لمواجهة الأمطار الغزيرة والسيول، لافتاً إلى أنه تم في 22 سبتمبر إصدار كتاب دوري آخر للمحافظين بشأن تأكيد الإجراءات المطلوب اتخاذها لمواجهة الأمطار الغزيرة والسيول، بالإضافة إلى فتح غرف العمليات وإدارة الأزمات بالوزارة والمحافظات والمراكز والمدن والأحياء وكافة الأجهزة التنفيذية على مدار الساعة لمتابعة تداعيات الموقف والتنسيق ورفع استعداد أطقم مواجهة السيول.
وأضاف وزير التنمية المحلية، أنه وجه كافة المحافظات بتشكيل لجان للمرور على أعمدة الإنارة بالشوارع وفحصها والتأكد من سلامتها وموافاة الوزارة بتقرير أسبوعي حتى لا تتكرر ظاهرة الصعق الكهربائي أثناء هطول الأمطار، مشيرا إلى التنسيق الذي تم بين مركز التنبؤات بمعهد بحوث الموارد المائية ومتابعة تقارير هيئة الأرصاد الجوية.
وشدد على تشكيل لجان مرور من الوزارة من قطاعات إدارة الأزمات والتخطيط لمتابعة إجراءات المحافظات لمواجهة السيول والأمطار، حيث تم المرور على محافظات: «الإسكندرية وقنا والبحيرة ومطروح وبورسعيد والإسماعيلية وسوهاج والغربية والمنيا والدقهلية»، وجارٍ استكمال المرور على باقي المحافظات.
من جانبه قال المهندس عاصم الجزار، وزير الإسكان، أن الحكومة على مستوى الجهات المعنية عندما أعلنت الاستعداد الكامل لموسم الأمطار.
وأكمل: "الحكومة مقلتش أنها استعدت لموسم الأمطار ومفيش مشكلة هتحصل وأن مفيش عواقب هتحصل.. قالت إنها جاهزة بس مقالتش إنه مش هيحصل مشكلة».
وأضاف الجزار، أن عدم حدوث مشكلة جراء الأمطار على مستوى الجمهورية أمر مكلف جدا ويفوق القدرات الحالية للدولة.
وأكد وزير الإسكان ضرورة أن نعي أن محافظات مثل: القاهرة والإسكندرية وغيرها التي تم تشييدها منذ زمن بعيد، غير مؤهلة لعمل شبكة صرف للأمطار، لأنه من ناحية ستكون مكلفة اقتصاديا وفنيا أمر ليس في الإمكان.
واستطرد: "من غير الطبيعي أن نقوم بعمل شبكة صرف للأمطار داخل الطرق والشوارع بمختلف المحافظات وفق تعقيدات الشبكات من كهرباء وصرف وغاز وغيرها من ما تضمه الشوارع من شبكات، ومن ثم من الناحية الفنية أمر غير مؤهل".