تعتبر الرؤي وتفسير الأحلام علم من علوم النبوة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "الرؤيا جزء من ستة واربعين جزء من النبوة" وتفسير الاحلام له ملكه يختص بها الله من يشاء من عباده كما قال الله "وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ". وهذه الملكة تحتاج إلى إطلاع على علوم الشريعة لأن الرؤيا مقيدة بالشرع لا تحلل حراما حرمه الله ولا تحرم حلال احله الله بل هيا مقيدة بالشرع. وهنا قال مفسر الأحلام مصطفي زايد عن رؤية الأموات والموت في المنام: إنه إذا رأي الانسان في نومه أنه مات سواء رأي نفسه يغسل أم لم يري ذلك، دل ذلك علي وجوب تجديد التوبة والعودة لله، فهذا تذكير له بأن يعود الي طاعة ربه سبحانه مرة اخري كما قال الله "قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ". وأضاف "زايد" أنه إذا رأي في نومه ميت في حال حسن وإخباره أنه في حال جيد، فهذا يدل علي حال هذا الميت عند ربه أنه في حال جيد. وتابع: وإن رأي ميت يقول له أنه حي ولم يمت دل ذلك علي ان هذا الميت نال منزلة الشهيد لقوله تعالي "بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"، وإن رأي الميت يطلب طعاما و شرابا او في حالة سيئة دل ذلك علي احتياج هذا المتوفي للدعاء والتصدق عنه، وإن رأي شخص حي يجالس أموات ربما دل ذلك علي اقتراب الأجل. وأوضح أن من الرؤي التي وردت في ذالك قال (رأيت أمي علي باب غرفه والاضاءه خافته وبجوار الباب باب ثاني لغرفة مظلمه يجلس فيها والدي المتوفي وهوا يكلم والدتي & ومعني هذا الرؤيا اقتراب اجل والدته ورفضت تأويلها ولكن لم يمضي إلا ايام قليله واتصل ليؤكد وفاة والدته) وربما دلت رؤية الاموات لمن نعرفهم ومن لا نعرفهم علي الهموم والاحزان وانشغال صاحب المنام بما يرهقه ويجعله في مشاقه. وأشار إلى أن الذين يظنون ان كلام الميت حق فهذا كلام يكون علي وجه الخصوص بأن يخبر الميت انه في حال جيد بعد خروجه من الدنيا ولا يعتتد بكلامه اذا ماكان خاص بالامور الغيبيه كما سنوضح الان .وليس العموم فالاموات لا يعلمون الغيب والاموات علي حال من اثنين لا ثالث لهم اما منعم في البرزخ واما معذب لقوله تعالي حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ وهنا هيكون السؤال ازاي بنري الذين سبقونا واشخاص لم نراهم في حياتنا فنراهم في نومنا روى الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه معلقا مجزوما به عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ "، فتتلاقي ارواح الاحياء مع باقي الارواح سواء احياء او اموات ومن رحمة الله ان يجعلنا نطمئن علي حال من سبقنا فان اخبر الميت انه بحال جيد دل ذلك علي حاله الجيد . وأضاف أن تكلم الميت في أمور غيبيه لا يأخذ بذالك لان الله عالم الغيب لم يظهر علي غيبه احد إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ والانسان اذا مات وخرج من هذه الدنيا عرف حقيقتها واصبحت ليست لها قيمة عنده