تكساس إنسترومنتس تتجاوز توقعات وول ستريت في الربع الأول    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    موازنة النواب: تخصيص اعتمادات لتعيين 80 ألف معلم و30 ألفا بالقطاع الطبي    ارتفاع جديد.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الأربعاء 24 إبريل 2024 بالبورصة والأسواق    البنتاجون: هجومان استهدفا القوات الأمريكية في سوريا والعراق    مفاجأة صادمة.. تفاصيل العرض النهائي من الأهلي لتجديد عقد علي معلول    سيناريو هوليودي، سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح على منزل بشمال العراق    اليوم، فتح متحف السكة الحديد مجانا للجمهور احتفالا بذكرى تحرير سيناء    بعد وصفه بالزعيم الصغير .. من هم أحفاد عادل إمام؟ (تفاصيل)    قناة «CBC» تطلق برنامج «سيرة ومسيرة» الخميس المقبل    مصرع شخصين .. تحطم طائرة شحن نادرة النوع في أمريكا    التموين: تراجع سعر طن الأرز 20% وطن الدقيق 6 آلاف جنيه (فيديو)    مدافع الزمالك السابق: الأهلي قادر على حسم لقاء مازيمبي من الشوط الأول    رئيس البنك الأهلي: «الكيمياء مع اللاعبين السر وراء مغادرة حلمي طولان»    نتائج مباريات ربع نهائي بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية PSA 2024    أيمن يونس: «زيزو» هو الزمالك.. وأنا من أقنعت شيكابالا بالتجديد    موعد مباراة ليفربول وإيفرتون في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    جهاز دمياط الجديدة يشُن حملات لضبط وصلات مياه الشرب المخالفة    إصابة العروس ووفاة صديقتها.. زفة عروسين تتحول لجنازة في كفر الشيخ    خطر تحت أقدامنا    مصطفى الفقي: الصراع العربي الإسرائيلي استهلك العسكرية والدبلوماسية المصرية    مصطفى الفقي: كثيرون ظلموا جمال عبد الناصر في معالجة القضية الفلسطينية    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الأربعاء 24/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    بقيادة عمرو سلامة.. المتحدة تطلق أكبر تجارب أداء لاكتشاف الوجوه الجديدة (تفاصيل)    بعد 3 أيام من المقاطعة.. مفاجأة بشأن أسعار السمك في بورسعيد    من أمام مكتب (UN) بالمعادي.. اعتقال 16 ناشطا طالبوا بحماية نساء فلسطين والسودان    تونس.. قرار بإطلاق اسم غزة على جامع بكل ولاية    فريد زهران: دعوة الرئيس للحوار الوطني ساهمت في حدوث انفراجة بالعمل السياسي    الدوري الإنجليزي.. مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    بالأسماء.. محافظ كفر الشيخ يصدر حركة تنقلات بين رؤساء القرى في بيلا    مسئول أمريكي: خطر المجاعة «شديد جدًا» في غزة خصوصًا بشمال القطاع    3 أشهر .. غلق طريق المحاجر لتنفيذ محور طلعت حرب بالقاهرة الجديدة    أداة جديدة للذكاء الاصطناعي تحول الصور والمقاطع الصوتية إلى وجه ناطق    القبض على المتهمين بإشعال منزل بأسيوط بعد شائعة بناءه كنيسة دون ترخيص    مصرع سائق سقط أسفل عجلات قطار على محطة فرشوط بقنا    مصرع شاب غرقًا أثناء محاولته السباحة في أسوان    العثور على جثة شاب طافية على سطح نهر النيل في قنا    إعلام عبري: مخاوف من إصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال لمسؤولين بينهم نتنياهو    إعلان مهم من أمريكا بشأن إعادة تمويل الأونروا    لازاريني: 160 مقار ل "الأونروا" بقطاع غزة دُمرت بشكل كامل    تعيين أحمد بدرة مساعدًا لرئيس حزب العدل لتنمية الصعيد    الأزهر يجري تعديلات في مواعيد امتحانات صفوف النقل بالمرحلة الثانوية    فريد زهران: الثقافة تحتاج إلى أجواء منفتحة وتتعدد فيها الأفكار والرؤى    ما حكم تحميل كتاب له حقوق ملكية من الانترنت بدون مقابل؟ الأزهر يجيب    ‏هل الطلاق الشفهي يقع.. أزهري يجيب    هل يجوز طلب الرقية الشرعية من الصالحين؟.. الإفتاء تحسم الجدل    حكم تنويع طبقة الصوت والترنيم في قراءة القرآن.. دار الإفتاء ترد    رغم فوائدها.. تناول الخضروات يكون مضرا في هذه الحالات    تنخفض 360 جنيهًا بالصاغة.. أسعار الذهب في مصر اليوم الأربعاء 24 إبريل 2024    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    عصام زكريا: الصوت الفلسطيني حاضر في المهرجانات المصرية    بعد انخفاضه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024 (آخر تحديث)    قد تشكل تهديدًا للبشرية.. اكتشاف بكتيريا جديدة على متن محطة الفضاء الدولية    طريقة عمل الجبنة القديمة في المنزل.. اعرفي سر الطعم    كم مرة يمكن إعادة استخدام زجاجة المياه البلاستيكية؟.. تساعد على نمو البكتيريا    الخطيب يفتح ملف صفقات الأهلي الصيفية    مع ارتفاع درجات الحرارة.. دعاء الحر للاستعاذة من جهنم (ردده الآن)    عاجل- هؤلاء ممنوعون من النزول..نصائح هامة لمواجهة موجة الحر الشديدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملف خاص| قرى مصرية تغزو العالمية
بعد أن كسبت ثقة المستوردين

«عزبة عبد الغنى..شبرا ملس.. أم صابر.. النزلة..حصة شبشير»..جميعها قرى مصرية من محافظات عدة، ربما لم يسمع عنها الكثيرون من «أهل البلد»، إلا أنها استطاعت حفر أسمائها بقلب الأسواق الأوروبية والعربية، بعدما نجحت أنامل وعقول أهاليها من صغار الفلاحين والمصنعين فى إنتاج محاصيل وصناعات فى غزو تلك الأسواق وجذب أنظار المستوردين لها.

ومن البحيرة للغربية والفيوم انطلقت «الأخبار» لعدد من القرى المصرية ترصد وتشهد على تسطير «ولاد البلد» قصص نجاحهم التى امتدت لدول تمسكت بالصناعة المصرية وجودتها، تجولنا بين حقول الفراولة والموز والمانجو، ثم بين مصانع الكتان والفخار، وصولاً لزهور الكاموميل والكلانديولا التى جذبت أنظار الدول الأوروبية، فننقل للقارئ حالة جديدة من التفكير غير المعتاد لغزو الأسواق الخارجية.


عزبة «عبد الغنى» وأخواتها..الأولى فى تصدير النباتات الطبية والعطرية
«عباد القمر» لألمانيا... و«الكاموميل» مطلب ليتوانيا

روائح طيبة تحيطك أينما ذهبت، ألوان زاهية رسمت على الأراضى الزراعية لوحة فنية تراها من على بُعد، هكذا كان الحال فى العشرات من القرى بالفيوم، تلك المحافظة التى عمل سكانها بالزراعة منذ عقود طويلة، فكانت مصدر رزقهم الوحيد لأجيال عدة.
وخلال السنوات الأخيرة بدأت الفيوم فى التحول من الزراعات التقليدية إلى العطرية والطبية، حتى أصبحت المحافظة الأولى فى تصدير هذا النوع من النباتات للخارج، ومن هنا توجهت «الأخبار» لعدد من القرى متجولة وسط الحقول المعطرة بمراكز الفيوم لرصد أبرز تلك النباتات ومدى نمو هذا النوع من التجارة بها.
عباد القمر
تصادف وجودنا بالفيوم مع موعد جنى زهور»عباد القمر» ذلك النبات المعروف أيضاً ب»الأقحوان» و»الكلانديولا»، والذى تبدأ عملية زراعته من شهر أغسطس بينما يُزهر فى شهر ديسمبر ليجمع الفلاحون أزهاره حتى نهاية شهر إبريل.
ومن عزبة عبد الغنى تقابلنا مع أحد أقدم العائلات العاملة بالزراعة، فيعمل عبد الستار عبد الغني، 65 عاماً، مع زوجته وأولاده الأربعة فى أرضه التى توارثها عن أجداده منذ مئات الأعوام.
يخصص عبد الستار أرضه الزراعية ل «عباد القمر» منذ عدة سنوات، بعدما نصحه التجار باستبدال الزراعات التقليدية بأخرى طبية وعطرية تجنى عليه دخلاً وفيراً، وبالفعل مع بداية شهر اغسطس يبدأ عبد الستار مع زوجته وأولاده مع نهاية كل عام فى قطف زهور «الأقحوان» لجمعه وتسليمه لتجار التصدير.
يقول عبد الستار «ورثت هذه الأرض عن والدى وجدى ولم أستعن بأى عامل بها، بل يعمل معى أولادى وزوجتى أيضاً، كما عملت أنا وأخوتى مع والدي، ومنذ سنوات قليلة نصحنى أحد التجار بزراعة نبات اسمه «عباد القمر» وبالفعل قمت بتجربة الأمر عام ووجدت العائد مربحا جدا فأصبحت من المتخصصين فى زراعته، وكل عام أسلم التاجر المحصول ويعطينى المقابل فى نفس الشهر».
ويلتقط ولده «شعبان» طرف الحديث قائلاً «الحال أصبح أفضل بكثير منذ زراعة العباد فهو سهل فى قطفه كما إن نموه سريع جدا، فخلال 7 أيام فقط يزهر من جديد، فكل أسبوع نبدأ العمل أنا وأمى ووالدى واخوتى من الصباح الباكر وحتى الغروب ثم نعبئه فى شكائر تمهيداً لتسليمه للتاجر الذى يجمع من بقية مزارعى القرية ويصدره للخارج».
حشيشة الليمون
لا يقتصر موسم الشتاء بالفيوم على عباد القمر فقط، بل يبدأ المزارعون فى زراعة كل من حشيشة الليمون والكاموميل والشمر بجانب النعناع البلدي، ويتميز «حشيشة الليمون» عن غيره من النباتات بأنه يصدر وبكثره لأمريكا فهى الأكثر طلباً لهذا النوع من النباتات الطبية طوال فصل الشتاء.
أما «عباد القمر» أو «الكلانيوديلا» ومعها الكاموميل فيتم تصديرها طوال الشتاء إلى ألمانيا التى تتربع على عرش الدول المستوردة للنباتات الطبية والعطرية من هذه المحافظة، تليها ليتوانيا والتى تستورد نفس النباتات.
وفى مركز «أبشواي» توجهنا إلى واحدة من الشركات العاملة فى تصدير النباتات الطبية والعطرية للخارج، والتى يمتلكها مزارع بدأ عمله فى الزراعة ثم كتاجر وسيط وأخيراً مُصدر منذ بضعة سنوات، لتتحول تجارة النباتات العطرية مجاله الرئيسى الذى بدأ التوسع فيه فى عدد من المحافظات الأخرى.
يوضح جابر محمد مديرالشركة أن هناك عددا من الدول الاوروبية والعربية الحريصة على استيراد كل من النباتات العطرية والطبية، ومنها ألمانيا وأمريكا وروسيا وليتوانيا وبولاندا، والإمارات والكويت والأردن، موضحاً أن أكثر النباتات المطلوبة هى الكلانديولا والكاموميل وحشيشة الليمون والنعناع.
إجراءات طويلة
يؤكد جابر أن العمل فى التصدير لا يعد أمراً سهلاً فالتعامل مع الشركات المستوردة للنباتات يحتاج لإجراءات طويلة، أولها التأكد من مصداقية هذه الشركات وهو الأمر الذى يدفعه إلى أخذ بيانات الشركة والتوجه إلى السفارة للتأكد من صحة البيانات.
ويضيف قائلاً «بعد التأكد من مصداقية الشركة نبدأ فى التعامل فتطلب هى أولا عينات مصورة للنباتات ثم صوراً لخط الانتاج، ثم تفاصيل عن الكميات التى من الممكن توريدها لهم وأخيراً يطالبون بعينات من كل نبات»، ويشير جابر إلى أن كل دولة لها نظام خاص فعلى سبيل المثال لا تهتم روسيا وليتوانيا ما إذا كان النبات مستخدما به مبيدات أم لا، إلا أن امريكا والمانيا لا تتعاملان إلا بالنباتات الخالية من المبيدات.
ويوضح أنه دائما ما يسعى للبحث عن شركات جديدة للتواصل معها كما إنه ينوع فى النباتات، حتى أصبح يعمل فى مجال النباتات المعاد تأهيلها، فيستورد من الهند والصين كل من الزنجبيل والقرفة وورق اللورا، فيعيد تأهيلها ويتم «جرشها» أو «طحنها» وفقاً لاحتياجات كل دولة، فالجنزبيل العضوى الخالى من المبيدات يصدر لامريكا أما العادى فيصدر لروسيا.
توسعات جديدة
بالرغم من كون الفيوم المحافظة الأولى فى تصدير النباتات العطرية والطبية إلا أنها الثانية على مستوى الجمهورية فى زراعة هذا النوع، ويوضح جابر السبب قائلاً «أرض الفيوم لم تعد تتحمل الزراعة، فنصف المساحة تم بناؤها والنصف الآخر لا تصل له المياة نقية كما يجب أن تكون، لذا جميعنا نتجه لفتح أسواق جديدة فى محافظات أخرى».
ويضيف أنه منذ سنوات توجه بشركته إلى الزراعة بمحافظة المنيا نظراً لجودة المياة بأراضيها الزراعية، موضحاً أنه يتعاقد مع الفلاحين هناك ويمدهم بالبذور والشتلات، ويترك عاملا مقيما ليعلمهم كيفيه العناية بالنبات، ثم يشترى المنتج بأسعار متفق عليها من قبل.
ومن جانب آخر يوضح أن الفترة المقبلة ستشهد توسعات كبيرة فى كل من الأقصر وأسوان خاصة مع تمهيد الطرق بها، إلا أن الأمر ينقصه وقوف البحث العلمى بجانب المزارعين ففوائد تلك النباتات ودخولها فى مكونات طبية أمر حسمته الدول الأوروبية فى حين أن مصر لم تستفد منه بشكل جيد حتى اليوم.


«شبرا ملس».. إنتاج وتصدير الكتان
الصين المستورد الأول.. والإمارات عربياً

هنا لا تجد يد عاطلة.. فالصغير والكبير وجد من نبات الكتان «فاتحة خير» له، فنجح هذا النبات فى تحويل قرية «شبرا ملس» إلى أكبر القرى على مستوى الجمهورية فى زراعة وتصنيع وتصدير الكتان إلى دول العالم، فيصل انتاجها إلى 80 % من انتاج مصر سنويا.
تعد قرية «شبرا ملس» إحدى قرى محافظة الغربية مركز زفتى، واشتهرت القرية بزراعة الكتان وتجهيزه وتصنيعه وتصديره إلى الدول العربية والاوروبية مثل الامارات وعمان، وبلجيكا، وايطاليا وفرنسا والمانيا وروسيا، وتعتبر دولة الصين هى المستورد الأول للكتان المصرى.
بمجرد أن تطأ قدمك قرية شبرا ملس تشعر وكأنك داخل كتيبة عمل أو خلية نحل لا تقف عن النشاط والانتاج، فالجميع يعمل صغارا وكبارا حتى نساء القرية لهن النصيب الأكبر فى العمل.
ومن تلك العاملات قابلت الأخبار «خضرة اسماعيل»، 40 عاما، زوجة وأم لخمس اولاد، وتعمل مع زوجها فى زراعة الكتان منذ 19 عاما، بينما تعمل اسرتها جميعها فى تصنيع وتجهيز الكتان الذى صار لهم مصدر» حياة ورزق».
تقول خضرة « هذه الزراعة هى شريان حياة لنا ويكفى ان قرية شبرا ملس من القرى التى قضت على البطالة ووفرت فرص عمل لشبابها ووسعت الرقعة المزروعة وصدرت للخارج بمصانعها البدائية «، وتضيف خضرة أنه بالرغم من ذلك فعلى المسئولين السماع لمطالب أهالى القرية من توفير الاسمدة والتقاوى.
وتوضح قائلة : « نعمل جميعنا بطرق عادية والات شبه متهالكة ومع ذلك ننتج هذه الكميات المهولة التى تصنع خارجيا وتصدر ايضا، وذلك على الرغم من افتقار المصانع للمعدات الحديثة، وتشغيلها بالجهود الذاتية دون تدخل اى جهة تمويل تنهض بتلك الصناعة القومية».
يبلغ عدد المصانع بشبرا ملس نحو 50 مصنعا، يعمل بها من 70 إلى 80 ألف شاب من ابناء القرية ومن خارجها، فهناك عمالة تأتى من محافظات اخرى وبهذا تعد أكبر تجمع صناعى وزراعى.
ومن فئة المصنعين قابلنا « ماجد دنيا «أحد اكبر مزارعى الكتان ومصنعيه، والذى أكد أن الاهتمام بتلك الصناعة عمود فقرى فى رفع أداء انتاج الدولة لأهمية توفير العملة الصعبة واعتبارها من أساسيات الأمن القومى، موضحاً أن كل ذرة فى عود الكتان مكسب ومنفع هام فهناك دول تصدر اليها زيوت الكتان، واخرى اليافه ومنه علف للحيوانات، ويدخل فى صناعة الادوية والاخشاب والملابس والاقمشة فهى زراعة حيوية.
ويؤكد ماجد أن الاستيراد كارثة واهدار للمال العام ولموارد الدولة فتصدير الكتان بصورته البدائية خسارة فادحة، فسعر الطن يصدر خاما ب3الاف دولار، وتعود الدولة باستيراده بعد تصنيعه خارجيا ب6الاف دولار للغزل الدرجة الثانية، و9 الاف دولار للدرجة الاولى، فلا توجد داخل الدولة مصانع للغزل السميك فبدلا من ان نصدر ثم نستورد مرة اخرى فالاحرى ان ننشئ مصانع داخل الجمهورية توفر فرق السعر الخرافى الذى يحمل الدولة ميزانية طائلة دون جدوى.

«حصة شبشير»..صناعة النحل
قرية كاملة تعمل «خلية واحدة» والسعودية الأكثر طلباً


«خلية نحل» هكذا يمكننا وببساطة أن نصف أهالى قرية «حصة شبشير» بمحافظة الغربية، فعملهم فى صناعات النحل جعلهم يكتسبون أفضل ميزة بهذا المخلوق الصغير وهو «النشاط»..فبمجرد انشاء منحل بالقرية لا يعمل فقط به النحال، لكن هناك جيش يعمل وراءه من ورشة النجارة والاعمال الخشبية لتصنع البراويز الخشب، وورش أخرى تصنع ملابس النحال بانواعها، ومصنع شمع الأساس والفرازات والصناعات المكملة، وتشغيل السيارات النقل واعمال الصيانة، بجانب مصانع الاكياس البلاستيكية والتغليف ومكاتب الدعاية والتسويق لذا البطالة شبح لا يهاجم القرية بأى شكل من الأشكال.
الأسواق العربية
يعد السوق العربى هو الأكثر طلبا للنحل المصري، وقد بلغ حجم التصدير العام الماضى للمملكة العربية السعودية 950 ألف طرد من النحل، قيمتها نصف مليار جنيه، ولدولة الامارات 450الف طرد وباقى الدول 250 الف طرد نحل.
تجولت الاخبار داخل مناحل القرية للتحدث مع أصحابها، وفى البداية يوضح الحاج رمضان النمر، أحد اصحاب المناحل بالقرية، ان العسل المصرى من اجود وارخص الانواع على مستوى العالم نظرا لتعدد المواسم والحاصلات فهناك عسل البرسيم والموالح والسدر وغيرها.
ويضيف أن التطور فى التخصصات زاد من فرصة تصدير المنتجات، فهناك نحال تخصص فى صناعة الشمع وتربية الملكات ونحال اخر فى استخراج سم النحل الذى يستخدم فى العلاج واخرون لصناعة مشتقات اخرى، وما ساهم فى الأمر أيضا هو وجود ثروة تتجاوز 2 مليون خلية نحل.. من جانب آخر التقينا محفوظ محمد والذى كان يعمل مع والده فى مناحل العسل بالقرية منذ ان كان طفلا إلى ان اصبح مسئولا عن احد المتاجر الكبيرة بالقرية.

وعن حبه لهذا المجال الغريب والذى يعتبره اعجازا دينىا وعلمىا واحدى عجائب خلق الله يقول محفوظ ان قريته لا يعرف احد فيها الجلوس امام مقهى فالجميع يعمل على قلب رجل واحد لتظل القرية المنبر الاول بمحافظة الغربية ومركز طنطا فى تصدير عسل النحل للعالم.

ابتكارات حديثة
تعرضنا بجولتنا لنماذج مشرفة داخل القرية ابتكرت اجهزة حديثة لاستخلاص سم النحل الذى يعالج الامراض دون ان يموت النحل المعالج فعندما تقرص النحلة المريض تموت بعد خروج السم منها.
ومن احد الاختراعات الهامة والتى حافظت على كميات هائلة من النحل جهاز يصدر موجات كهربائية تجبر النحل على اخراج السم دون ان يموت ثم يعالج بطرق طبية فى كبسولات للعلاج دون المساس بالنحل واهداره.

«أم صابر».. زراعات مصرية بالعملة الصعبة
الفراولة فى المرتبة الأولى.. والعنب مطلب الأوربيين

مساحات كبيرة من الرقعة الخضراء، مزروعات الفواكه تجدها اينما ذهبت، أشجار البرتقال واليوسفى تغطى جوانب الطرق.. مركز بدر بمحافظة البحيرة، تحديداً قرية «أم صابر»، هنا امتزج لون الرمال الأصفر بالألوان المبهجة الخاصة بالفواكه، فعلى الرغم من كون الأرض صحراوية إلا إنها تخرج اجود أنواع الفواكه التى يبحث عنها المستوردون من الدول الأوروبية والعربية.

«الأخبار» قامت بجولة داخل القرية لرصد عمليات الزراعة والحصد وغيرها من الأمور التى جعلت منها مركزاً لتصدير الفواكه إلى الخارج.. على مساحة ١٨٠ فدانا امتلأت مزرعة مصطفى راضى بأشجار الموز التى وضع شتلاتها فى الأرض نهاية شهر يناير السابق، ولم يقتصر على وضع ثمار الموز فقط حيث خصص أماكن لصوبات الشتلات الذى حرص على تهيئتها لأنواع الزراعات المختلفة من العنب والمانجو والبشملة وغيرها، بالإضافة إلى خزانات فلترة مياه الرى حيث يعتمد على طريقتين إما مشروع مياه «بحاري» القادم من النيل أو المياه الجوفية ويتم قياس نسبة ملوحة المياه بجهاز خاص وتنقيتها.
زراعة الشتلات
يتكلف راضى حوالى ٧٥ ألف جنيه لزراعة الفدان بداية من الإنشاءات للصوبات وزراعة الشتلات، شبك الرى والتسميد، ويقول راضى إن الشتلة تبدأ نسيجا من المعامل يتم وضعها فى الصوبة وتربيتها مثل الطفل الصغير لمدة 3 او 4 شهور ثم اللجوء لوحدة خلط السماد لاضافة البوتاسيوم والماغنسيوم والكالسيوم للتسميد واضافته بعد 10 ايام من الزراعة وإلى وقت قبل الحصاد، وتتغذى الشتلة الصغيرة من الأم إلى أن تموت وتفقد القدرة على انتاج سباط الموز.
وبأياد مصرية يزرع الفلاح الشتلة بطريقة معينة ومسافات معينة بين الشجر تسمح لها بالنمو حوالى 3 أمتار.
ويتابع راضى بأن الموز يصدر للدول العربية مثل سوريا والعراق وليبيا وتبدأ زراعته بتقليب الأرض بطول متر او متر ونصف والتخلص من المخلفات ووضع السماد وخلطه بكبريت وملح وبعد اسبوع او 10 ايام تبدأ الزراعة فى توقيت من 15 مارس إلى 20 مارس.

ويوضح راضى أن تكلفة زراعة الموز عالية لكن دورته سريعة حيث يتم حصد السباطات فى شهر 6 و7، لذلك فهو يستغرق وقتا أقصر من أى دولة أخرى وذلك بسبب عامل الجو والمناخ المصرى الذى يعجل بحصاد الزراعات المصرية وجودتها، كما ان المياه العذبة متوفرة فى مصر وكلها عوامل تساعد على انجاح الزراعة والتصدير، لكنه يشير إلى أن نسبة التصدير انخفضت فى السنوات الأخيرة بسبب الظروف التى تمر بها الدول العربية.
مواصفات معينة
ويعد العنب الفاكهة الوحيدة فى مزرعته التى تصدر للدول الأوروبية، والذى بدأ العمل عليه هذه الفترة حيث يبدأ موسم تصديره من شهر 5 إلى شهر 6، ويتم تغطية العنب ب»تندونة» ويتم خف الورق ثم خف العنقود ويصبح المحصول جاهزا للتصدير فى شهر 7.
ويضيف راضى أن للتصدير مواصفات معينة حسب المقاس والحجم وله طريقة قطف ورص معينة، وغير ذلك يدخل السوق المحلى المصري، لذلك يأتى المستورد الأجنبى ليرى طبيعة الزراعة والثمرة قبل قطفها وهناك أصناف عديدة للعنب منها برايم، سبريوم، ايرلي، شوجر وفليم، ثم يتم الاتفاق على استيرادها.
منتج المانجو
يعمل المهندس زكريا عرفان منذ 27 عاما فى مجال الشتلات وإنتاج المانجو حيث تزرع البذرة باستخلاص ما بداخلها ووضعها فى كيس الشتلة، واصنافها عديدة مثل الكيت والهايدى والشيلى، والكيت يبدأ جمعه فى شهر 9 و10 و11 و12 واحيانا شهر 1 ويصدر لدول عربية وبأسعار عالية ويستمر الموسم التسويقى مدة 4 شهور.

أصطحبنا عرفان فى جولة داخل أحدى مناطق زراعة المانجو، عدد ضخم من الشتلات تخطيها الصوب الزراعية الكبيرة لتهيئة المناخ المناسب لنموها وحمايتها من الأمراض والآفات، ويرى عرفان أن الزراعة فى مصر تفتقد لوجود جمعيات المزارعين حيث أن كل واحد قائم بذاته وبخبرته داخل مزرعته سواء الاستعانة بخبرات أجنبية أو مصرية، كما يرى أن المرشد الزراعى الحكومى ليس لديه الخبرة الكافية لتوعية المزارعين بطرق استخدام المياه والمبيدات.

ويوضح عرفان أن وضع خطة للزراعة يعد استثمارا حيث تتكلف صوبة المانجو على سبيل المثال المكونة من 25 ألف شتلة وبمساحة ٢٠٠٠ متر مربع حوالى نصف مليون جنيه، وتقسم على 5سنوات اهلاك تنتج كل سنة 50 الفا على التكلفة وبعض الشتلات تصلح للبيع على مراحل الزراعة فتغطى تكلفتها.
وحدات تبريد
حبات من اللون الأحمر تضفى لونا مبهجاً على الأرض، مساحات كبيرة من مزروعات الفراولة ذات الجودة العالية.. داخل قرية «بغداد» التابعة لمركز بدر، أصطحبنا جمعة الصموخلي، وعادل الحفناوي، فى جولة داخل مزرعتهما الخاصة بزراعة الفراولة.
فيقول الصموخلى أن زراعة الفراولة تحتاج عمالة كبيرة، خاصة أن عملية جمع المحصول تتم طوال اليوم بشكل يدوي، لكن بطريقة معينة دون أن تترك بصمة اليد على الثمرة، فهناك مهندسو جودة يشرفون على المنتج المصدر ويرفضون المخالف للمعايير المطلوبة، كما أنه لابد من توافر وحدات تبريد بدرجة حرارة معينة، مع طريقة معينة فى التعبئة حتى تأخذها سيارات النقل فى شكلها النهائي.
ويتابع أن محصول الفراولة يحتل المركز الأول فى التصدير، ويكون الوقت الذى ينشط فيه عملية التصدير فى بداية شهر يناير من كل عام وهى فترة «الكريسماس».. ويليها فى التصدير العنب والمانجو، ويضيف أن التصدير يتم من خلال كبار التجار او من الشركة المستوردة مباشرة.

«النزلة».. من طين الأرض لهولندا
المنتجات الفخارية المصرية بالفنادق العالمية


36 أسرة تنتمى لنفس العائلة، عملت منذ عشرات السنوات فى صناعة الفخار، فلم تعرف غيرها مهنة على مدار كل تلك السنوات.. هناك بقرية «النزلة»خاضت «الأخبار» رحلة تبعد عن مدينة الفيوم نحو 35 كيلومترا، انتهت بنزول منحدر جبلى طويل كان السبب وراء تسمية القرية بهذا الاسم.
وبداخل مساحة شاسعة فى قلب القرية تحيطها المرتفعات الجبلية من كل جانب، أنشأت عائلة «الفرخي» مكانها الخاص لصناعة الفخار، مستخدمين أكثر من 25 دولابا و22 فرناً، ليعمل أفراد الأسر ال 36 ليلا نهاراً فى مختلف منتجات الفخار من «الزير والبوكلة والفازة والمنقد والدفاية» وغيرها من المنتجات التى جذبت أنظار كل دول العالم، وبالرغم من انقطاع عدد كبير من هذه الدول فى الطلب من»النزلة» عقب أحداث الثورة إلا أنها لا تزال المقصد الرئيسى ل«هولندا» لاستيراد المنتجات الفخارية.
«انتمى للجيل السادس ممن عملوا فى الفخار من عائلتي.. حتى أصبحت صناعته جزءاً من كياننا» بهذه الكلمات بدأ حسنى يونس محمد حديثه، موضحاً أن العمل فى الفخار بقرية «النزلة» لايخرج عن عائلة «الفرخي» فلا يجلبون عمالة من الخارج أو يستعينون بأى من أهالى القرية من العائلات الأخرى، فالكبير والصغير فى العائلة يمارسون هذه الحرفة بشكل شبه يومي.
ويضيف حسنى أن أعمال الفخار لطالما جذبت أنظار المستوردين من كافة أنحاء العالم، وقبل سنوات كان التصدير يتم بشكل شهرى لكافة الدول أما الآن فاقتصر على هولندا التى تتربع على عرش طلب «الدفايات الفخارية»، والتى توضع بها الفحم لتدفئة المنزل أو الفندق.
ويشير إلى أن المصنع بالنزلة يورد الدفايات للشركات المصدرة، التى تقوم بدورها بتغلفة المنتج ووضع كتالوج خاص بطريقة الاستخدام ثم تصدره لهولندا، موضحاً أنه عادة ما تشترى الشركات الدفاية الواحدة بنحو 20 جنيها، والطلبية تتراوح ما بين ألف ونص وألفين قطعة، أما بقية المنتجات فيتم توزيعها محليا بشكل كبير.
يستخدم العاملون فى الفخار مصطلحات خاصة بهم للعمل، فلكل قطعة فخارية مراحل ومسميات، ويوضح حسنى أن العمل عادة ما يكون بطريقتين إما «البورة»، أو «الدولاب».. ويوضح قائلاً يبدأ العمل بالطمى فى كل من الطريقتين، والاختلاف انه فى البورة يتم وضع قش القمح على الطمي، ونضعه داخل البورة وهى اشبه بحفرة فى الارض، ثم يتم تشكيل المنتجات بمطرقة، فننتج بوكلة وطبق وفرن وغيرها من المنتجات التى تجف عن طريق وضعها تحت الشمس ليتماسك خليط الطمى .
أما الدولاب فهو الطريقة التى يصنع بها «الزير والقلة والفازة»، فيشير إلى أنه يتم وضع نسبة من الرماد على الطمي، ويتم تشكيله على مراحل عن طريق الدولاب وهو الآله التى تدور بقوة دفع القدم ويتم تشكيل المنتجات الاسطوانية عليها، ثم تدخل إلى الفرن لتكتمل صناعتها.
تبدأ عائلة الفرخى عملها من التاسعة صباحا وحتى غروب الشمس، ولا توجد عطلات رسمية بل يتم العمل وفقاً للطلبيات، ومن العاملين هنا تحدثنا مع الحاج ناصر ربيع، 50 عاما، والذى أكد أنه لم يعمل فى أى مهنة منذ نعومة أظافره إلا بالفخار، فيوضح قائلاً «لا أعرف مهنة غيرها وعندما أنجبت أولاداً جلبتهم هنا لتعلم المهنة وسط عائلتي، لكن بعد إنهائهم تعليمهم ذهبوا للقاهرة لمحاولة البحث عن فرصة عمل وبعد أن أجهدهم العمل هناك عادوا مرة أخرى ليمتهنوا صناعة الفخار.

يشير الحاج ناصر إلى أن نظام العمل ليس باليومية أو بالشهرية بل على حسب «الطلبية» فكلما يتم توريد طلبية يوزع الحاج حسنى المكسب على كافة العاملين، وهو أمر متبع منذ سنوات طويلة ولا يجد من يعترض عليه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.