"خروج مدوي بفضيحة تاريخية".. هكذا تناولت معظم وسائل الإعلام الخروج المهين لريال مدريد من دور ال16 بدوري أبطال أوروبا على يد أياكس أمستردام الهولندي بخمسة أهداف لثلاثة في مجموع اللقاءين. هذا الخروج لحامل اللقب في النسخ الثلاثة الأخيرة من البطولة فتح الباب أمام أسئلة عاشقيه عن مستقبل الميرنجي خلال الفترة الأخيرة وبحث عن سبب تلك الهزة العنيفة التي تعرض لها الفريق خلال الأسبوع الأخير بهزيمتين من برشلونة في سنتياجو بيرنابيو معقل الفريق الملكي كلفته الخروج من كأس الملك والابتعاد بشكل كبير عن المنافسة على لقب الدوري ثم الخروج أمام أياكس من بطولة أوروبا.
الأسباب كثيرة المتهم الأول من وجهة نظر الجماهير المدريدية كان الملياردير الإسباني فلورنتينو بيريز رئيس النادي الإسباني الذي قرر قبل انطلاق الموسم الحالي فتح باب الرحيل أمام كل من زين الدين زيدان المدير الفني الأسبق للفريق وكرستيانو رونالدو نجم الفريق الأول. ومن وجهة نظر الجماهير المتابعة لمدريد لم يكن رحيل الثنائي هو إثم بيريز الوحيد حيث كان إثمه الأكبر تلك التعاقدات السهلة التي لم يبرمها ناديه خلال موسمي الانتقالات الماضيين، فعلى سبيل المثال إيدين هازارد لاعب وسط تشيلسي الإنجليزي الذي أكد في أكثر من مناسبة رغبته اللعب لصالح ريال مدريد لم يتخذ أي من مسئولي الميرنجي خطوة لإنهاء هذا التعاقد أو حتى البرازيلي الشاب نيمار لاعب باريس سان جيرمان. السب الثاني كان جولين لوبيتيجي المدير الفني السابق للفريق الذي قاده ل 4 أشهر خاض 14 مباراة خسر في 6 وفاز في مثلهم وتعادل في 2 بنسبة فوز تقترب من 43% وهي النسبة الغير مرضية لأبناء العاصمة الإسبانية الطامعين في الألقاب بخلاف الخسارة المدوية بخماسية خلال لقاء الكلاسيكو أمام البلوجرانا.
أما بالنسبة للمدير الفني الحالي سانتياجو سولاري فإن أرقامه رفقة الملكي أفضل بكثير من سابقه فخاض المدرب الأرجنتيني 31 مباراة فاز في 21 منهم وتعادل في 2 وخسر في 8 بنسبة فوز اقتربت من 68%. إلا أن سولاري يؤخذ عليه عناده مع بعض لاعبي الفريق أمثال بيل وإيسكو ومارسيلو الذي تقلص دورهم بشكل كبير مع الفريق الإسباني وهو ما جعل العلاقة بين أبناء الفريق متوترة مثل ما حدث أمام الكاميرات بين بيل وزميله فاسكيز خلال مباراة ليفانتي.
حلول الأزمة قد يجد البعض تلك الحلول منطقية أو بديهية لكنها هي الأقرب لطريق الإصلاح داخل قلعة سانتياجو بيرنابيو، فلابد على بيريز من تعديل خطته الاستثمارية في إدارة النادي والبحث فورا عن خريطة صفقات قوية تدعم فريقه المنهزم خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة حتى ولو من باب إرضاء ثورة الجماهير الغاضبة. الحل الثاني يجب الاستقرار فورا على اسم المدير الفني الذي سيقود الفريق في الموسم الجديد والتعاقد معه في حالة عدم استمرار سولاري لرسم خطة الفريق خلال الموسم المقبل. يجب أيضا على سولاري الاعتراف بخطئه أمام الإعلام بشكل واضح حتى يتمكن من امتصاص غضب جماهير الريال وامتصاص ثورتهم.
خطوات فعلية
ومنذ أمس بدأت التقارير الصحفية في الانتشار لترصد تطورات الحالة في بيرنابيو وكان أهمها ذلك التقرير المنشور في صحيفة ماركا الإسبانية والذي تناول اجتماع عقده صباح اليوم بيريز رئيس النادي وسولاري للاستفهام عن أسباب الخسارة أمس بشكل خاص وتراجع مستوى الفريق بشكل عام. وأكد التقرير أن سولاري انصرف قبل انتهاء الاجتماع الذي استمر بين بيريز وخوسيه سانشيز المدير الرياضي للفريق وهو ما قد يعني اقتراب رحيل المدير الفني الحالي للفريق. لم تكتفي الصحافة بهذا فقط بل وضع أربعة أسماء مرشحة لتولي المسئولة الفنية للفريق وهم ماسيماليانو أليجري وجوزيه مورينيو وماوريسيو بوتشيتينو وزين الدين زيدان، إلا أن الأخير كان الأوفر حظا في اهتمام الصحافة العالمية حيث بدا الأقرب لخلافة سولاري حسبما ذكر برنامج تشيرنجيتو الإسباني.