كرم د.أحمد بهي الدين، نائب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، 4 من أبرز الشخصيات المنظمة لمعرض القاهرة للكتاب في دورته الأولى عام 1969م، تقديرًا لدورتهم في إنجاح تلك الدورة، وهم عفت حسني، صاحب أول بوستر للمعرض، وسمير سعد، المنظم لإدارة المعرض، وسيد عواد، صاحب فكرة مخيم الإبداع، وصلاح المعداوي، رئيس المركز الإعلامي للهيئة المصرية العامة للكتاب آنذاك. وأدار حفل التكريم الكاتب أسامة جاد. وتحدث صلاح المعداوي، عن تجربته في إدارة المركز الإعلامي لهيئة الكتاب، وكيف كان يعتبر عمله رسالة ثقافية، وحلقة وصل بين الجمهور والصحافة، وأنشطة المركز الثقافية، قائلا:"لم أكن أعتبر المركز الإعلامي مجرد وسيط يرسل البيانات الإعلامية للصحافة والإعلام فقط، بل كنت مهموم بتوصيل الرسالة الثقافية للجمهور، وحرصت على جعل الرسالة الإعلامية تعكس رسالة ثقافية حقيقية". يرى "المعداوي" أنه لم يكن موظف، يتعامل مع موظفين منوط بهم مهمة وظيفية فحسب، بل كان يعتبرهم أسرته، كما اعتبروه أخًا لهم،"كنت وموظفي المركز الإعلامي نعمل بحب، في ظل روح من الود والتعاون، وأستطعت أن ألغي تقليد الحضور والإنصراف، بموافقة الدكتور سمير سرحان، رئيس الهيئة آنذاك". أشار إلى فضل سوزان مبارك، في إنشاء مشروع مكتبة الأسرة قائلا:"علينا أن نرجع الفضل إلى أصحابه بغض النظر عن أي خلافات أخرى، لأن سوزان مبارك هي صاحبة فكرة إنشاء مشروع مكتبة الأسرة الذي غزى كل بيت في مصر، بينما قام الدكتور سمير سرحان بتنفيذه، والإشراف عليه"، وطالب وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، ورئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، بإطلاق اسم سمير سرحان، رئيس هيئة الكتاب الأسبق، على إحدى قاعات الأنشطة بمعرض القاهرة للكتاب، تقديرًا لمجهوده الطويل في الهيئة الذي استمر طيلة 19 عام. من جانبه تحدث سمير سعد، عن المهمة التي كان منوط بها في الدورة الأولى للمعرض عام 1969م، كمنظم لإدارة المعرض، وبدأ كلمته بالحديث عن الظروف الصعبة التي أقيمت فيه الدورة الأولى للمعرض،"بدأ المعرض في دورته الأولى في ظروف خاصة، وقاسية جدًا، حيث كان ذلك بعد نكسة عام 1967م، وكانت جميع موارد الدولة موجهة لإعادة بناء القوات المسلحة، وجميع المناسبات الثقافية والفنية ألغيت بقرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكانت الصعوبة الأكبر التي تواجه المعرض، هي محاولة إقناع الرئيس بإقامة المعرض". وأشار سمير سعد، إلى جهود الفريق المنظم للمعرض آنذاك، في محاولة إقناع الرئيس، وعلى رأسهم الدكتورة سهير القلماوي، وإسلام شلبي، وسميرة الحفناوي، وقال"كتبت هذه المجموعة مُذكرة، وتوجهت بها سهير القلماوي إلى الرئيس، في محاولة للحصول على موافقته، وقد وافق ناصر على إقامة المعرض تحت شعار إعادة بناء الإنسان المصري". وانتقل إلى الحديث عن الصعوبة الثانية التي واجهت المعرض، من حيث تنظيمه، وهي استيراد الكتب الأجنبية للمشاركة في المعرض، مشيرًا إلى أنه في تلك الفترة، كانت قد أُغلقت جميع المدارس الأجنية، مع قرار بمنع دخول الكتب الأجنبية إلى مصر، ولكن استطعنا بفضل مجهوداتنا الذاتية، الحصول على موافقة الرئيس عبد الناصر، على شراء ودخول الكتب الأجنبية إلى مصر، عن طريق لبنان، على أن تُفحص من جانب الجهات الرقابية في مصر. وتحدث عن مشكلة أخرى واجهت تنظيم المعرض، وهي توزيع المساحة على الناشرين، وصدر قرار بتحديد مساحة جناح، حسب عدد الكُتب التي أنتجتها الدار الخاصة به. وأشار إلى أنه في ظل سنوات قليلة أصبحت مصر تنافس المعارض العالمية، وأصبحت المعرض الثاني في العالم بعد فرانكفورت. بينما تحدث الفنان التشكيلي عفت حسني، صاحب تصميم أول بوستر لمعرض القاهرة، عن تجربته في هذا السياق، وقال"هذه تجربة مهمة أعتز بها في مسيرتي الفنية، وقد خضتها في ظروف قدرية، إذ تم الإعلان حينها عن مسابقة لتصميم البوستر، وتقدمت إليها وفزت بها". وأوضح أن مكونات البوستر كانت عبارة عن صورة تمثال الكاتب المصري، وخلفية تعطي إضاءة الشمعة، على أرضية غامقة اللون. من جانبه تحدث سيد عواد، صاحب فكرة إقمة مخيم الإبداع، عن فكرته، وقال أنها قفزت إلى ذهنه في ليلة عشاء مع سمير سرحان، رئيس هيئة الكتاب الأسبق، حيث كنا نفكر في كيفية تحويل المعرض من سوق للكتاب، إلى تظاهرة ثقافية فنية، يستقطب شامل الأسرة، والطفل، عبر تقديم برنامج ثقافي فني ترفيهي.