قصص وعبر| الشقيقان.. وصفقة الموت «فوق السطوح»

ترقرقت دموع اليأس في عين الشقيقين، وشعرا بأن الحياة تلفظهما، وتتحداهما، وازدادت حالتهما النفسية سوءًا، حيث أن غرفتهما بدت ضيقة موحشة، وكاد قلبهما أن ينفجر حنقًا من سوء معاملة زوجة أبيهما، واتخذا القرار وعقدا صفقة الموت فوق السطوح.

احتدمت الخلافات بين الشقيقين وزوجة أبيهما الذي أثقلت المسئولية عاتقه، واضطر للسفر إلى أحدى دول الخليج للعمل بها لسد احتياجات أسرته ويؤمن لهما المستقبل، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث ازدادت معاملة زوجة الأب لهم حدة وغلظة، وحرمانهم من مما يريدون ان يأكلوا أو يشربوا، وعدم اعطائهما أية نقود وفضلت الاحتفاظ بها وخبأتها داخل غرفتها، مما هداهما فكرهما إلى سرقة بعض من الأموال التي يرسلها الأب كحق مكتسب لهما، وما إن اكتشفت السرقة انقلب المنزل إلى قصائد من الشتائم والتوبيخ، بل قامت بطردهما خارج المنزل، وإبلاغ والدهما بما فعلاه، وفضحم أمرهما أمام الجيران.

اشتاط الشقيقان غضباً وقررا العودة مرة أخرى، ولكن بعدما تملكتهما حالة من اليأس، واتخذا القرار بالانتحار فوق سطوح المنزل، وتسللا خلسة واستوليا على فرد خرطوش خاص بأبيهما، وصعدا إلى أعلى المنزل، وبعدما ضاقت بهما سبل الحياة، واعتقدا أن في الموت طوق النجاة والهرب من جحيم زوجة الأب التي تحجر قلبها.

وفي مشهد مأسوي يبعث في النفس بالألم والغصة، احتضن الشقيقان بعضهما البعض وسط دموع الوداع، وقلب يرتجف، اتفقا على أن يطلق الأخ الأكبر النار على شقيقه الصغير، ثم يلحق به وينتحر أيضًا، وما إن انطلقت الرصاصة تخترق بطن شقيقه حتى انفجرت الدماء كالسيول وسقط وسط بركة من الدماء، وفي لحظة انطلقت صرخاته مدوية، وانتابته حالة من الهلع والذعر، حزنًا وألمًا على شقيقه الذي توقفت أنفاسه، وارتمى بين أحضانه، حتى تجمع الجيران الذين تعاظمت الدهشة فوق وجوههم من هول المشهد، بينما حاول الشقيق الأكبر الانتحار وإطلاق النار على رأسه لكن تمكن الجيران من السيطرة عليه، وهدأوا من روعه، بينما يسارع البعض الآخر في إنقاذ الصغير، والاتصال بالشرطة.

وأمام المستشار عصام خليفة رئيس نيابة حوادث شرق القاهرة، روى الأخ الكبير مأساته وشقيقه مع زوجة الأب، وشعورهما بالقهر، وسوء معاملتها لهما، فاتخذا القرار بأن ينتحرا، بعدما اتفقا قيام الشقيق الأكبر بإطلاق النار أولا، ثم يلحق بشقيقه، ونجح الجيران في إنقاذه من محاولة الانتحار.

صرح وكيل النائب العام بدفن جثة الشقيق الأصغر بعد العرض على الطب الشرعي، وحبس شقيقه المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وعمل معاينة تصويرية لمكان الواقعة.