أعلن البرلمان العراقي أمس الثلاثاء 2 أكتوبر عن تعيين برهم صالح في منصب رئيس الجمهورية، ليكون أول قرارات الرئيس العراقي الجديد هو تكليف عادل عبدالمهدي برئاسة الوزراء. من هو رئيس الوزراء الجديد؟ يبلغ عبد المهدي 76 عامًا وهو سياسي مخضرم دخل إلى العمل السياسي مبكرًا بعدما دفعه تأثره بأفكار القومية العربية للانضمام لحزب البعث، قبل أن يغادر بلاده إلى فرنسا والتي تأثر فيها بالسياسة الماركسية، وتحديدًا التيار "الماوي" نسبة للمؤسسة الرئيس الصيني السابق ماو تسي تونغ. وحصل عبد المهدي - الذي شغل والده منصبا وزاريا في عهد الملك فيصل الأول- على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة بغداد عام 1963، ثم حصل على الماجستير في العلوم السياسة من المعهد الدولي للإدارة العامة بباريس عام 1970، والماجستير في الاقتصاد السياسي في جامعة بواتيه بفرنسا أيضا عام 1972. وبعد وصول الخميني لرأس السلطة في إيران، انضم عبد المهدي - الذي كان قد غادر البلاد عقب خروجه من السجن إثر ترك حزب البعث عام 1963 - للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية بالعراق وأصبح ممثلا له في كثير من المحافل. ومنذ بداية الثمانينيات عمل عبدالمهدي مع محمد باقر الحكيم، مؤسس المجلس الأعلى للثورة، ليعود وقتها للعراق بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 عقب الاجتياح الأمريكي، وأصبح عضوًا مناوبا عن الحكيم في مجلس الحكم خلال مرحلة السلطة المدنية. وشغل منصب وزير المالية في حكومة إياد علاوي عام 2004 ممثلا عن المجلس الأعلى للثورة، وشارك مع الإدارة الأميركية في المفاوضات الخاصة بشطب الديون الخارجية العراقية، وأقنع عددًا من المانحين الدوليين بإسقاط جزء كبير من ديون بلاده. وبات عبد المهدي، الذي ساهم في صياغة الدستور العراقي الجديد، أحد نائبَي الرئيس العراقي عام 2005، بعد أن كان مرشحا لمنصب رئيس الوزراء قبل أن يتنازل لصالح إبراهيم الجعفري، آخر منصب تولاه كان وزارة النفط التي استقال منها في مارس 2016. ورشحت عبد المهدي لرئاسة الوزراء كتلتان متنافستان إحداهما يرأسها رجل الدين مقتدى الصدر ورئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي، والأخرى يرأسها هادي العامري، وهو زعيم فصيل تدعمه إيران، وأمام الرجل الآن 30 يوما لتشكيل حكومة وعرضها على البرلمان للمصادقة عليها. وقال المتحدث باسم كتلة البناء أحمد الأسدي، إن "ترشيح السيد عادل عبد المهدي جاء بعد اتفاق بين كتلة البناء وكتلة الإصلاح التي تضم النصر والحكمة وسائرون على ترشيح السيد عبد المهدي عن طريق التوافق، وليس عن طريق الكتلة الأكبر وذلك لتجاوز مسألة من هي الكتلة الأكبر". ورحبت كتلة الصدر بترشيح عبد المهدي، وقال زعيمها على "تويتر" الثلاثاء، إن العراق أكبر من الكتلة الأكبر في إشارة على الأرجح إلى الحل الوسط، كما أصدر العبادي بيانا هنأ فيه عبد المهدي وتمنى له النجاح.