«تبقى في بقك وتقسم لغيرك».. أكثر مثل شعبي يوضح ما حدث في بداية حياة الفنانة الراحلة سناء جميل، التي كانت الفنانة فاتن حمامة سببًا أساسيًا لصعودها سلم المجد، بعد أن رفضت دور «نفيسة» في فيلم «بداية ونهاية»، وعُرض بعد ذلك على سناء جميل، ليصبح أول خطوة لها في مشوارها للشهرة.
ولدت الفنانة سناء جميل في 27 إبريل 1930، بمحافظة المنيا، لأسرة قبطية مسيحية، ودرست في المعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرجت عام 1953، وعملت في الفرقة القومية، واشتهرت بأدائها الجيد باللغة العربية الفصحى واللغة الفرنسية.
وكان الفن سببًا في القطيعة التي وقعت بينها وبين عائلتها في الصعيد، ولكنها تحملت البعد عنهم في سبيل الفن الذي عشقته وطغى على وجدانها، إذ شاركت الفنانة سناء جميل في 4 أفلام ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية، حسب استفتاء النقاد عام 1996، وهم: «بداية ونهاية»، «المستحيل»، «الزوجة الثانية»، «زينب».
اختار لها الفنان المسرحي زكي طليمات اسم «سناء جميل» ليكون اسمها الفني بدلاً من اسمها الحقيقي «ثريا يوسف عطا الله»، حين مثلت مسرحية «الحجاج بن يوسف»، وظلت تعمل في المسرح إلى أن رفضت الفنانة فاتن حمامة دور نفيسة في فيلم «بداية ونهاية»، فرشحها المخرج صلاح أبو سيف للدور، وكانت بدايتها الفعلية، إذ حققت شهرة كبيرة في هذا الفيلم الذي أنتج عام 1960.
«بداية ونهاية» فيلم دراما مصري من إنتاج عام 1960، من إخراج صلاح أبو سيف، وبطولة فريد شوقي، وعمر الشريف، وأمينة رزق، وسناء جميل، والفيلم مأخوذ من رواية لنجيب محفوظ بنفس الاسم، وتعتبر أول روايات نجيب محفوظ التي يتم تحويلها لفيلم سينمائي.
ورشح الفيلم لنيل جائزة مهرجان موسكو السينمائي الدولي عام 1961، كما احتلت الممثلة سناء جميل المركز الثالث في جائزة أفضل ممثلة بين ممثلات العالم، وكانت هذه هي أول مرة تحتل فيها ممثلة عربية إحدى المراتب الأولى في المهرجانات الدولية، كما تم تصنيف الفيلم في المركز السابع ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، في استفتاء النقاد.
تزوجت الفنانة سناء جميل من الكاتب الصحفي الراحل «لويس جريس» في منتصف الستينات، وحصلت على العديد من جوائز وزارة الثقافة ووزارة الإعلام، وعلى وسام العلوم والفنون عام 1967، كما تم تكريمها في مهرجان الأفلام الروائية 1998.
يذكر أن سناء جميل لم تتعاون مع المخرج يوسف شاهين، إلا في فيلم واحد هو «فجر يوم جديد».