وسط حالة من الضوضاء التي سيطرت على محكمة الأسرة بالقاهرة، جلست "منال" تنتظر دورها للدخول إلى القاضي وتبوح بما يخفي صدرها من مصاعب الحياة وقلة حيلتها وهوانها على زوجها. وبينما ينادي الحاجب بصوت عالٍ، وقفت "ربة المنزل"، وهي تنظر بعينين مشردتين يمينًا ويسارًا، خوفًا من أن يراها أحد، وسرعان ما دخلت إلى القاضى وعللت سبب رغبتها بالخلع في عبارة «زوجي خائن». فتروي بكلمات يبوح منها الوجع والأنين، تعرفت على زوجي عن طريق الصدفة، فهو يسكن في الشارع المجاور لنا، فكلما نزلت إلى الشارع لكي أحضر أغراض المنزل، بعد أن تدهورت صحة والدتي، فيبدأ في تتبعي، وبكلامه المعسول، أوقعني في شباك حبه، وسرعان ما وفي بوعده وتقدم لخطبتي، في ذلك الوقت زاد حبي له وعلمت مدى احترامه ووفائه بوعده، لكن سرعان ما رفضه أبي بعد أن علم من الجيران أنه يحب مداعبة النساء، فلم يكن مني سوى أن تمسكت به ووقفت أمام أبي حتى وافق بعد صعوبة كبيرة. وجاء في ذات اليوم، بعد أن أعلمته بأني أستطعت أن أقنع أبي، وحضر معه بعض أقاربه، وفي أجواء يملؤها السعادة والأمل تمت خطبتي، وانتظرته حتى استكمل شقته وتمت الزيجة وسط حفل عائلي كبير حضره الجميع. فلم أكن أدري ما يخبئ لي الزمن، فبعد عامين على زواجنا، تغيرت معاملته، وبدأ ينفر مني، فكلما حاولت التقرب منه ومعرفة السبب وراء ذلك لكي أصلح من نفسي حتى تعود الحياة بيننا، يقوم بضربي وسبي وسرعان ما هجرني في عش الزوجية، الإ أن تشاء الأقدار بأن أكتشف دليل خيانته، عندما رأيت محادثة على الفيسبوك الخاص به بالصدفة بينه وبين أحدي السيدات، فلم أكن أدري أنها أقرب أصدقائي وجارتي. بدأت أترقبه، وأشاهد كافة تحركاته، حتى رأيته يداعبها من شباك الشقة، فهي تسكن في العقار المجاور لنا، وعندما حاولت أن أقنعه لكي يتوقف عن ذلك قام بضربي ومن هنا أيقنت أنه لا مفر سوى طلب الطلاق، ولكنه رفض حتى لا يدفع لي مؤخر الصداق، مما دفعني إلى التقدم بدعوي خلع حملت رقم 391 لسنة 2018.