تأتى ذكرى أحداث 11 سبتمبر عام 2010، لتعيد إلى ذاكرتنا ذلك المشهد الذي وقف أمامه العالم مشدوها، وهو يشهد اصطدام طائرتين بمبنى التجارة العالمي بأمريكا وتدمير جزء من مبني البنتاجون. ذلك المشهد الذي طرح العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام التي حاول البعض جاهداً الإجابة عنها مفسراً من وراء تلك الحادثة؟. من هذا السؤال قام بعض الكتاب بالبحث الدقيق محاولين وضع الحقائق أمام أعين القارئ، ما يقرب من 300 كتاب صدر في العام الأول بعد 11 سبتمبر يناقش القضية، محاولين الإجابة على السؤال: "من وراء أحداث 11 سبتمبر"؟. من أشهر تلك الكتب "الخديعة الكبرى" للكاتب الصحفي الفرنسي تييري ميسان، قدم من خلاله أطروحة حول الحادث. يعد هذا الكتاب الأكثر مبيعاً في العالم بعد إصداره، يشكك الكتاب عبر مجموعة من الدلائل الواضحة في الرواية الرسمية للبيت الأبيض ويطرح عددا كبيرا من التساؤلات حول أنصار هذه الانفجارات التي زعزعت النظام الجغرافي العالمي حسب العديد من المراقبين. وقد قسم ميسان الكتاب لعدة أقسام يأتي القسم الأول بعنوان "إخراج دموي" وفيه يناقش فرضية إن الانفجارات التي أدت إلى انهيار مبنى برجي نيويورك وتدمير جزء من مبنى البنتاجون لم يكن وراءها انتحاريين أجانب، بل من المرجح أن تكون من صنيع عناصر من الحكومة الأمريكية ذاتها، أي أنها دسيسة محلية يرجى بها تغيير وجهات النظر والتعجيل في مجرى الأحداث. والقسم الثاني الذي جاء بعنوان :" إعدام الديمقراطية في أمريكا" إن أحداث 11 سبتمبر لا يجب أن تتخذ كحصان طروادة لتبرير الحرب على أفغانستان، إذ أن هذه الأخيرة تم التحضير لها مسبقا بعون من البريطانيين. ويوضح أن جورج بوش استند إلى مجموعات إنجيلية لشن حرب صليبية على الإسلام، في إطار الإستراتيجية المسماة " صراع الحضارات" أما "الحرب ضد الإرهاب" فليست أكثر من حيلة يراد بها تقزيم الحريات الفردية في الولاياتالمتحدة والدول الحليفة مع وضع أسس الأنظمة العسكرية في البلدان هذه. وأخيراً قسم "حملة الإمبراطورية" والذي يذهب فيه المؤلف إلي أن أسامة بن لادن ليس سوى صناعة جهاز المخابرات الأمريكية وهو لم يتوقف قط عن العمل لحساب هذا الجهاز، كما أن عائلتي بوش وبن لادن تجمعهما علاقات عمل وتعاون في إطار "مجموعة كارليل" زد على ذلك أن قيادة حكومة البيت الأبيض غدت تحت أيدي زمرة من الصناعيين "الصناعة الحربية، النفطية، الصيدلية...الخ"الذين وضعوا مصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار. ومن جانبه لم يتوان جهاز المخابرات الأمريكية السي أي إيه في تطوير برنامج تدخل يعتمد علي التعذيب والاغتيالات السياسية. ومن بين الكتب المؤلفة حول حادث 11 سبتمبر كتاب "الخلية" تأليف جون ميللر وفيه يقدم المؤلف وجهه نظر مختلفة بقوله: "لا بد أن إدراكا رهيبا قد خطر في أذهان المحققين خلال الأيام التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر، الكثير من المشاركين في تلك الهجمات كانوا معروفين لفروع أمنية مختلفة في الولاياتالمتحدة وبعضهم أثار مخاوف حول خططهم". وأثناء الأشهر التي أعقبت الهجمات، برزت بعض الحقائق الأخرى التي تشير إلى إمكانية تجنب الكارثة لو قام شخص واحد بربط النقاط بعضها البعض. يقول "وسْتون": أن أحداث 11 سبتمبر تنتمي إلى سلسلة تمتد إلى عام 1990 حينما قُتل الحاخام المتطرف "كاهانا" في نيويورك.. إذ كشف مقتله عن عدم قدرة الأجهزة الأمنية الأميركية على التعامل مع الإرهاب، وتكشف ذلك أكثر مع التفجير الذي تعرض له المركز التجاري الدولي، ثم تبعه الهجوم على سفارتين أميركيتين في أفريقيا والهجوم على السفينة الحربية كول في المياه اليمنية. ويقول المؤلفان إنه مع كل نجاح كانت ثقة «القاعدة» بنفسها تتزايد. وينضم لقائمة الكتب حول 11 سبتمبر كتاب: " من منهاتن إلى بغداد" تأليف كلاً من محمد أركون وجوزيف مايلا، نشر عام 2008، يرى الكاتبين أنه تم وضع أحداث 11سبتمبر في إطار العلاقة بين الإسلام والغرب وهي علاقة كما يرى المؤلفان ذات عمق تاريخي طويل. نتذكر هنا كل الصراعات التي ابتدأت بعد ظهور الإسلام في الجزيرة العربية، الذي حدث بعد ذلك أن أوربا والغرب أحدثت قطيعة معرفية وعلى مستوى الأنظمة بينها وبين العصور الوسطى، عصور الصراعات الدينية. أما في الجهة الإسلامية فإن القطيعة لم تحدث بعد وبالتالي فلا يزال الناس يرون الأمور بمنظور الصراع الديني، بمعنى أن الناس لا يزالون يرون أن العالم محكوم بالصراع الديني وأن حربهم مع اليهود والنصارى لم تنته بعد وفي هذا السياق تم وضع حدث 11سبتمبر وهذا ما يفسّر جزئيا الاحتفاء الذي استقبل فيه عدد ليس بالقليل من المسلمين الحدث. هذا الأمر يجعل من محاولة فهم الحدث عملية مركبة، يرى مايلا أن الإسلام السياسي ثابت مع تغيّر الزمن وهذا ما يجعله يقرأ الأحداث المعاصرة بعين الماضي مما يجعله يخسر الكثير من الرهانات ويعجز عن التعامل مع الواقع. ما كان يخشاه مايلا في هذا السياق هو أن يتسع التباعد في خضم 11سبتمبر بين الرؤى المتعارضة في خطاب ضابط لاختلافاتنا، في ظل خطاب دفاعي ومتشبث بمواقع دوجمائية جامدة وخائفة تهيجها سيكولوجيا الرغبة التي تنشأ عن نقص في الثقة بالنفس يرافقها شعور بالعجز. هذا الطرف الإسلامي، من جهة أخرى استمرار ردّ غربي يصر على إعادة التوازن إلى موازين القوى المختلّة عبر التصدي لتغيير المعادلات الإقليمية في الشرق الأوسط من خلال غزو العراق وهذا ما يحدث فعلا . وأخيراً كتاب " وطن يواجه تحدياً "من إعداد صحيفة نيويورك تايمز، أحتوى ذلك الكتاب على أفضل الصور الفوتوغرافية المتوفرة عن الكارثة التي لحقت بالمركز التجاري الدولي يوم 11 سبتمبر الماضي. كتب المحرر التنفيذي لجريدة نيويورك تايمز، هاويل رينز في مقدمة الكتاب"حدث ذلك في مدينتنا. إنها قصتنا". بعد وقوع الهجمات مباشرة قامت جريدة نيويورك تايمز بحشد كوادرها إلى درجة تماثل الدرجة التي وصلت أثناء الحرب العالمية الثانية. فخلال أسبوع واحد بدأت الجريدة تصدر ملحقا يوميا خاصا بالصور والبيانات والنصوص التي كتبها كوادر الجريدة. واستمر صدور الملحق"وطن يواجه تحديا" لثلاثة أشهر ومُنح ست جوائز بوليتزر، وعلى الرغم من أن أكثر مواد الكتاب اختيرت من ذلك الملحق لكن عرضها في هذا الكتاب بعيد تماما عن شكلها الصحافي الذي ظهرت فيه أولا عبر جريدة نيويورك تايمز. فورق الصور الفوتوغرافية من النوع الصقيل إذ تم انتقاء أفضل 250 صورة، وليس هناك أي منها فائض عن الحاجة. وهذا الورق الصقيل ساعد على إبقاء التفاصيل الصغيرة فوق السطح، وهناك 30 صورة نشرت بالحجم الكبير تغطي صفحتين متلاصقتين من الكتاب. وتقديم الصور والمواد الأخرى موضوع حسب التسلسل الزمني ويشد القارئ. وقسمت مواضيعه إلى «نقطة الصفر»، عمال الإغاثة، ردود فعل العالم، طالبان واللاجئين. موضوعات ذات صلة "السينما الأمريكية" بعد تفجيرات11 سبتمبر تصف العرب بالهمج كيف تحيي الولاياتالمتحدةالامريكية ذكرى 11 سبتمبر؟