تستعد مصر لاستقبال سنة 6254 سنة مصرية في "التقويم المصري" الذي يعد أول تقويم وضع في التاريخ، وهو تقويم شمسي وضعه القدماء المصريين لتقسيم السنة إلى 13 شهر، ويعتمد على دورة الشمس. ويعتبر التقويم المصري من أوائل التقاويم التي عرفتها البشرية، كما أنه الأكثر دقة حتى الآن من حيث ظروف المناخ والزراعة خلال العام، لذلك يعتمد عليه المزارع المصري في مواسم الزراعة والمحاصيل التي يقوم بزراعتها خلال العام، منذ آلاف السنين وحتى وقتنا هذا. وقد قسم المصريون القدماء السنة 12 شهرا ، بالإضافة إلى شهر يتكون من 5 أيام، بحسب ما كان لهم من المعلومات عن النجوم، فقد كان المصريون يحسبون الشهر ثلاثين يوماً ويضيفون خمسة أيام إلى السنة لكي يدور الفصل ويرجع إلى نقطة البداية . ولقد قسم المصريين "منذ أربعة آلف ومائتي سنة قبل الميلاد" السنة إلى 12 برجا في ثلاثة فصول "الفيضان – الزراعة – الحصاد" طول كل فصل أربعة شهور ، وقسموا السنة إلى أسابيع وأيام ، وقسموا اليوم إلى 24 ساعة والساعة إلى 60 دقيقة والدقيقة إلى 60 ثانية وقسموا الثانية أيضا إلى 60 قسماً. وحسبوا طول السنة "حسب دورة هذا النجم"365 يوماً ، ولكنهم لاحظوا أن الأعياد الثابتة الهامة عندهم لا تأتى في موقعها الفلكي إلا مرة كل 1460 سنة ، فقسموا طول السنة 365 على 1460 فوجدوا أن الحاصل هو 4/1 يوم فأضافوا 4/1 يوم إلى طول السنة ليصبح 365 يوماً وربع ، أي أضافوا يوماً كاملا لكل رابع سنة " كبيسة"، وهكذا بدأت الأعياد تقع في موقعها الفلكي، من حيث طول النهار والليل. وقد تعرّض التقويم المصري للتغيير في العام 238 قبل الميلاد، من قبل بطليموس الثالث الذي أحدث فيه عدة تغييرات لم ترق للكهنة المصريين، فأجهض المشروع، ولكن تم إعادة تطبيقه مرة أخرى في العام 25 قبل الميلاد على يد الإمبراطور أغسطس الذي غيّر تمامًا من التقويم المصري ليتزامن مع التقويم اليولياني الجديد "وهو أساس التقويم الجريجوري الذي يسير عليه الغرب إلى اليوم". وهكذا ظهر إلى الوجود "التقويم القبطي" الذي تعمل به الكنيسة الأرثوذكسية المصرية حتى اليوم، والذي يختلف عن التقويم المصري الأصيل.