قدماء المصريين هم أول من ابتدع حساب السنة، وقد قسموها إلى 12 قسماً بحسب ما كان لهم من المعلومات عن النجوم، وكانوا يحسبون الشهر ثلاثين يوما، ويضيفون خمسة أيام إلى السنة لكي يدور الفصل ويرجع إلى نقطة البداية، وقسم المصريون السنة إلى 12 برجا في ثلاثة فصول (الفيضان-الزراعة-الحصاد) طول كل فصل أربعة شهور، وقسموا السنة إلى أسابيع وأيام،. والسنة في التقويم المصري هي سنة نجمية شعرية أي مرتبطة بدورة نجم الشعرى اليمانية Sirius)، ورأس السنة هو يوم وصول ماء الفيضان إلى منف (ممفيس) قرب الجيزة. وحسبوا طول السنة (حسب دورة هذا النجم) 365 يوماً، ولكنهم لاحظوا أن الأعياد الثابتة الهامة عندهم لا تأتي في موقعها الفلكي كل سنة، فقسموا طول السنة 365 على 1460 فوجدوا أن الحاصل هو 4/1 يوم فأضافوا 4/1 يوم إلى طول السنة ليصبح 365 يوماً وربع. أي أضافوا يوماً كاملا لكل رابع سنة (كبيسة). وهكذا بدأت الأعياد تقع في موقعها الفلكي من حيث طول النهار والليل. أما التقويم الميلادي المعاصر فقد جاء من التقويم الروماني الذي بدأ بالسنة التي تأسست فيها مدينة روما (حوالي 750 سنة قبل ميلاد السيد المسيح). وكانت السنة الرومانية 300 يوما مقسمة إلى عشرة شهور، تبدأ بشهر مارس (أحد الآلهة الإغريقية) ثم أبريل (أي انفتاح الأرض) ثم مايو (على أسم الإلهةMaia) ثم يونيو (أي عائلة أو اتحاد) ثم كوينتليوس (أي الخامس) ثم سكستس (السادس) ثم سبتمبر (أي السابع) ثم أكتوبر (الثامن) ثم نوفمبر (التاسع) ثم ديسمبر (العاشر) ثم أضاف الملك نوما بومبليوس (ثاني ملك بعد روماس الذي أسس روما) شهري يناير (على اسم الإله Janus وفبراير Februa أي (احتفال) لوقوع احتفال عيد التطهير في منتصفه، وسمي عيد فالنتين أو عيد الحب لاحقاً.. وبذلك أصبح طول السنة الرومانية 12 شهراً (365 يوماً). ثم في القرن الأول قبل الميلاد لوحظ أن الأعياد لا تقع في موقعها الفلكي، فكلف الإمبراطور يوليوس أحد أشهر علماء الفلك المصريين وهو سوسيجين Sosigene لتعديل التقويم ليصبح مثل التقويم المصري في دورته، حتى تعود الأعياد الإغريقية الثابتة في مواقعها الفلكية وذلك بإضافة ربع يوم إلى طول السنة الرومانية 365 يوما وربع. لكن في عام 1582م أيام البابا جريجوري، بابا روما، لاحظ العلماء أن يوم 25 ديسمبر (عيد الميلاد) ليس في موضعه أي أنه لا يقع في أطول ليلة وأقصر نهار، = ميلاد السيد المسيح يقع في أطول ليلة وأقصر نهار (فلكياً) والتي يبدأ بعدها الليل بالقصر والنهار في الزيادة. هذا ما قاله القديس يوحنا المعمدان عن السيد المسيح: ينبغي أن ذلك (المسيح أو النور) يزيد وإني أنا أنقص ولذلك يقع عيد ميلاد يوحنا المعمدان (المولود قبل السيد المسيح بستة شهور) في 25 يونيو وهو أطول نهار وأقصر ليل، يبدأ بعدها النهار في النقصان والليل في الزيادة= ووجد العلماء الفرق عشرة أيام. أي يجب تقديم 25 ديسمبر بمقدار عشرة أيام حتى يقع في أطول ليل وأقصر نهار، وعرفوا أن سبب ذلك هو الخطأ في حساب طول السنة، إذ كانت السنة تحسب على أنها 365 يومًا و 6 ساعات. ولكن العلماء لاحظوا أن الأرض تكمل دورتها حول الشمس مرة كل 365 يومًا و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية، ومجموع هذا الفرق منذ مجمع نيقية عام 325م حتى عام 1582 كان حوالي عشرة أيام، فأمر البابا جريجوري بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادي القديم حتى يقع 25 ديسمبر في موقعه (أقصر ليل وأطول نهار)، وسمى هذا التعديل بالتقويم الغريغوري.. وهو المعتمد الآن في أرجاء المعمورة باسم التقويم الميلادي.