استهلك سجن القاهرة في شهر رمضان عام 1378 هجريا 750 كيلو من ال ياميش وال مكسرات و قمر الدين ، وسجلت نسبة الصائمين في السجن زيادة قدرها 25% . وأكدت إحصائية سجن القاهرة أن الجرائم تقل في شهر رمضان بنسبة 25% ، وانعدمت حوادث المشاغبات داخل السجن تماما ، وزاد عدد المصلين بنسبة 38% ، وارتفعت نسبة عدم الخطأ في العمل إلى 44% ، وقلت نسبة دخول السجن في رمضان بحوالي 28% . بعد طابور الصباح يوزع السجناء المحكوم عليهم على الجامعة الشعبية والمطابخ كل حسب رغبته وحسب نوع العمل أو الصناعة التي كان يزاولها قبل دخول السجن ، ومن لم يسبق له القيام بأي عمل يلحق بالورش الفنية أو الأعمال اليديوية التي لا تحتاج إلى خبرة . وتقل ساعات العمل في رمضان ساعتين ، فتصبح أربع ساعات بعدها يذهب السجناء إلى حيث يشاؤون ، وبعد صلاة الظهر يجلس السجناء في صالة الوعظ الكبيرة للاستماع إلى خطبة واعظ السجن . ومع اقتراب موعد الإفطار يسود السكون أركان السجن ، ومع رفع الآذان يؤدي فريق الصلاة ، وتبدأ الأيدي في التهام الطعام الذي يتكون من الكباب والمكسرات والفواكه ، بعدها يذهب البعض إلى الاستراحة والبعض يبدأ في التدخين وشرب الشاي وتعود الجلبة مع عودة حركة الأجسام والأفواه . وفي التاسعة مساءا تهدأ الأصوات وتطفأ الأنوار ويأوى السجناء إلى الفراش ليعود الصمت من جديد ، ولا تسمع إلا صوت أقدام الحراس . آخر ساعة 25-3-1959