تماما كما احتمت إسرائيل من قبل بخط بارليف كخط دفاع لا يقهر - والذي لم يحمها من الهزيمة - في السابق، تستعين اليوم بالقبة الحديدية وهو نظام دفاع جوي بالصواريخ ذات القواعد المتحركة.. كحل دفاعي لإبعاد خطر الصواريخ قصيرة المدي حتي لا تضربها من أي اتجاه، والتي تعتقد أيضا أنها ستحميها من كل ما يهدد آمانها الحالي والمستقبلي، وكأن دروس التاريخ لا تعلمها شيئا يمكن أن تستفيد منه آجلا أو عاجلا، وهو إن كان عليها بدلا من أن تبني طواحين الهواء، أن تبني أفكارا ورؤي تمكنها قبل الغدر بالآخرين من اتقاء شر نفسها وأسلحة دمارها الشامل وأطماعها التي لا تعرف أي حدود! هكذا راحت الصهيونية العالمية.. تبث كل صنوف الإرهاب في أنحاء الوطن العربي ومحيطها الإقليمي الذي زرعت نفسها بداخله عنوة وغصبا واغتصابا، وتفجر فيه كل صنوف المؤامرات من قتل مروع وإزهاق للنفوس، وقتل للشيوخ والأطفال، واغتصاب للنساء، وتنسب كل هذا العنف للأديان، عن طريق تحريف الرسالات السماوية، وتشويه منظومات التراحم والتسامح، وخلق موجات الكراهية، وزرع الفتن، وغرس الغضب، وتصعيد الخلافات، وتزييف وتزوير الحقائق، وبث الإعلام الكاذب، ونشر الشائعات، وزرع الفوضي، تفعل هذا كله الصهيونية العالمية، وتباركها وتؤازرها وتشد عضدها أمريكا بكل ما أوتيت من نوايا غدر، هي وأوروبا حليفتها المعصوبة العينين، ناسيين، أن سفينتهم « تيتانيك» عندما غرقت أخذت معها إلي النهاية المحتومة كل من كان في قاعها أو علي سطحها دون تمييز، وأنه هكذا ستكون سفينتهم « الإرهابية» التي يركبونها الآن، والتي جعلوا قادتها من دواعشهم وفواحشهم وقواعدهم، معتقدين أنهم بمنأي عن الهلاك وزراعة الموت والدمار! وهكذا تعتقد الصهيونية العالمية ومواليها، أنها وحدها صاحبة العبقرية المتفردة، وأن كل من حولها هم من الأغبياء - كما يصور لها عقلها المريض - وأن بمقدورها أن تجلس بعيدا علي الشاطئ الآخر وتغسل يديها الملوثة بالدماء بعيدا عن عيون الضحايا المؤهلين للثأر! أما عن مصر ونيابة عن كل أرضها وترابها وشعبها وقياداتها وجيشها وكل أولادها وشهدائها فنقول لك يا إسرائيل : « اعبثي ما شئت، وحاولي أن تشعلي كل الحرائق الحقيقية والمعنوية والنفسية في محيطنا في مصر ومياهنا وسمائنا وبرنا وبحرنا ونيلنا، بكل ما أوتيتِ من آليات قذرة، ومن أعوان لك في الداخل والخارج ومن طوابيرك الخامسة من الخونة ونباشي القبور، فإن أفعالك لن تنال منا.. ولن ترهب جانبنا ولا جنودنا ولا شبابنا ولا شيوخنا ولا نساءنا ولا حتي أطفالنا.. وكل ما عليك معاودة فتح كتب التاريخ وقراءة سطور انتصاراتنا نحن المصريين عليك، وأننا بالعمل والإيمان ماضون في طريقنا للمستقبل. مسك الكلام.. معلومة حربية خطيرة لا تدركها الصهيونية العالمية، وهي أن المصريين لا تنخلع قلوبهم، ذلك أنهم شيدوا قبتهم الحديدية بسلاح الطمأنينة واليقين بأن الله يحمي مصرهم أرض الكنانة.