فى الوقت الذى كان الفيلم المصرى (اشتباك) إخراج محمد دياب، وبطولة نيللى كريم وهانى عادل يفتتح قسم (نظرة ما) فى مهرجان (كان) السينمائى، بعد سنوات من غياب المشاركة المصرية عن المهرجان.. فى الوقت الذى أختير فيه الفيلم ضمن أهم 10 أفلام عرضت بالمهرجان.. كانت المذيعة أمانى الخياط، الشهيرة بالشاويش أمانى، تشن حملة سوداء حول الفيلم ومخرجه.. ففى برنامجها (أنا مصر) على شاشة التليفزيون المصرى، قدمت تقريرا حول فيلم (اشتباك)... ولأن الفيلم يدور داخل عربة ترحيلات مكتظة بالمتظاهرين المؤيدين والمعارضين والبعيدين تماما عن السياسة، متناولا ما يحدث فى مصر بعد ثورة يناير 2011.. قامت المذيعة بتقديم بلاغ أمنى حول الفيلم.. لم تناقش الفيلم سينمائيا، فهى لم تشاهده أساسا، ولا نحن أيضا، فلم يعرض بعد فى دور العرض السينمائى.. ما يدهشنا هو قيام التليفزيون المصرى، بتقديم تقرير حول الفيلم المصرى المشارك فى مهرجان (كان) ينتهى بالشاويش أمانى إلى وصف الفيلم (بالمؤامرة الكونية) ووصف المخرج محمد دياب (بنشطاء السبوبة) واتهامه بالخيانة، والتعريض بمشاركته فى مهرجان (كان) لخدمة أغراض سياسية للنيل من مصر، متساءلة (ليه دياب يتم اختياره.. هو ده عادى، والا ده جزء من حرب الاستنزاف على مصر)..!! المخجل أيضا هو سؤال التقرير(هل يحق للمخرج محمد دياب أن يدس أفكاره فى أعماله السينمائية، حتى ولو كان موهوبا؟) والسؤال يثير السخرية والأسى على مستوى الإعلام فى مصر، فأين يمكن أن يذهب المخرج بأفكاره، إن لم يدسها داخل أفلامه ؟ وكيف يمكن أن تكون الأفلام بلا أفكار؟ وكيف يمكننا محاكمة مبدع، واتهامه بالخيانة، لمجرد اعتراضنا على أفكاره، أو اختلافنا معه ؟ وكيف يمكن التعليق على فيلم واتهامه ومحاكمته دون مشاهدته ؟