تحتفل محافظة مطروح هذه الأيام وتحديدا الرابع والعشرين من أغسطس من كل عام بذكرى عيدها القومي. ولكل محافظة ذكراها الغالية والتي جعلت منه عيدا قوميا تحتفل به كل عام ومن بين هذه المحافظات مطروح التي تعيش هذه الأيام ذكرى غالية سطرت فيها القبائل البدوية قصصا خالدة من البطولات والجهاد ضد قوى الاستعمار منذ أكثر من 95 عاما وهى بريطانيا التي كانت وقتها إمبراطورية لا تغيب عن أرضها الشمس فدارت بينها وبين أبناء القبائل معركة غير متكافئة تعرف باسم وادي ماجد ومع ذلك كتب فيها النصر لأبناء القبائل على يد مجاهدين كتبوا أسمائهم بأحرف من نور وهم المجاهد حسين جبريل العاصي والعمدة يونس الدربالى والعمدة فرج أبو زهويق وصالح أبو زوير السمالوسى. وتعود أحداث تلك المعركة إلى مابعد الحرب العالمية الأولى عندما بدأت إنجلترا فى تقوية نفوذها فى مصر وبدأوا التدخل فى شئون الصحراء الغربية حيث بدءوا في تضييق الخناق على البدو وتحجيم تحركاتهم وتنقلاتهم بقصد السيطرة على بوابة الوطن الغربية . وبدأ التذمر من جانب القبائل من هذا الوضع الشاذ فحدث مع بداية شهر نوفمبر عام 1915 أن عقد اليوزباشى محمد صالح حرب قائد الهجانة في ذلك الوقت اجتماعا مع عواقل القبائل البدوية وتناولوا أمر مواجهة تلك القوة الباغية على أراضيهم . واستقر الأمر على تحفيز القبائل وتحريك الحس الوطني لديهم والبدء في أعمال المقاومة وبالفعل اختيرت منطقة وادي ماجد غرب مدينة مرسى مطروح بحوالي 20 كيلو مترا لتكون قاعدة ارتكاز وبدأ الغنجليز يحسون بالخطر فطلب حاكمهم آنذاك التفاهم مع أبناء القبائل وكانت القوات الإنجليزية ما يقرب من 2500 جندي وتضم 4 قطع بحرية وعربات مدافع تجرها الخيول وبعض الأسلحة الحديثة أما المجاهدون العرب فكانوا يتسلحون ببعض بنادق الخرطوش وبعض الأسلحة التقليدية . وفاجأ الإنجليز المجاهدين في يوم 11 ديسمبر عام 1915 يقودهم الجنرال سناو وما أن وصلت القوات الإنجليزية منطقة وادي ماجد أطلق المجاهدون النيران وتبادل الطرفان إطلاق النيران وكانت حصيلة قتلى الإنجليز 36 جنديا وتم قتل قائدهم سناو على يد المجاهد صالح أبو زوير السمالوسى ثم اتجه المجاهدون غربا لمنطقة تسمى بير تونس وحدثت معركة أخرى انتهت وقائعها بطرد القوات الإنجليزية. وبقى كلمة أخيرة إن معركة وادي ماجد هي الذكرى الخالدة في تاريخ المحافظة ويجب أن تسجل هذه الملحمة التاريخية من خلال بانوراما تحكى قصة الكفاح والمجد داخل مكتبة مطروح العامة التي ستفتتح قريبا . فهل يتذكر المسئولون بالمحافظة هؤلاء الأبطال كلمسة وفاء تقديرا لبطولاتهم ودفاعهم عن أرضهم الغالية.
