* وزير الصحة الأسبق: قانون التأمين الصحي «أحلام وردية» ويخدم المستشفيات الخاصة * الأطباء مطالبون بمعاملة المرضى بمبدأ «الزبون دائمًا على حق» * مصر تحتاج بناء منظومة صحية تقوم على الاهتمام بالفقراء يعتبر نفسه «وزيرًا للفقراء»، ويؤمن بأنه قدم لوزارة الصحة «الغالي والنفيس» فقط من أجل البسطاء، ولذلك لا يجد الدكتور إسماعيل سلام وزير الصحة الأسبق «1996 – 2002» حرجًا في الافتخار دائمًا بمشروعه مستشفيات التكامل الذي قدم لمصر من خلاله 450 مستشفى للقرى الأكثر احتياجًا. «سلام» في حواره مع «بوابة أخبار اليوم»، الخميس 28 إبريل، رأى أن هناك تعمدًا لتغييب مبدأ السياسة الواضحة والدقيقة والقابلة للتنفيذ في وزارة الصحة، ما ترتب عليه إلغاء مشروعه السابق «مستشفيات التكامل» في عهد الدكتور حاتم الجبلي، قبل أن تعود الوزارة للتفكير في استعادتها. وطالب «سلام» مسئولي وزارة الصحة بإعادة نظام التعامل مع المرضى على أساس «الزبون دائما على حق»، مؤكدًا أنها الطريق الأنسب لتأمين المستشفيات بشكل جيد.. مزيد من التفاصيل في سياق الحوار التالي: * ما انطباعك عن مشروع قانون التأمين الصحي المنتظر عرضه على البرلمان؟ أرى أن المشروع عبارة عن أحلام وردية وبعيد عن أرض الواقع، كما أنه سيخدم المستشفيات الخاصة أكثر مما يخدم المريض المصري وستذهب الموازنة إلى جيوب هذه المستشفيات، وكان يجب أن نقف على أرض صلبة قبل أن نفكر في تنفيذ المشروع على مراحل تبدأ بمحافظة أو اثنين لا يتجاوز سكانهما مليوني نسمة ونترك ال100 مليون، فكان من الأفضل أن نبدأ بشكل مكثف في تطوير ورفع كفاءة المستشفيات الحكومية والعاملين بها، ثم يبدأ تنفيذ المشروع في هذه المستشفيات. * لكن ألا يضع وجود هيئة مستقلة للرقابة على المستشفيات حدًا أدنى للشفافية؟ أنا لا أتحدث عن الشفافية أتحدث عن العلاج نفسه، وهذا العلاج في المستشفيات الخاصة أكثر تكلفة من الحكومية فهي على سبيل المثال تدفع أجورا مرتفعة للعاملين بها، كما أنها تدفع ضرائب للدولة والكثير والكثير من التكاليف التي تضاف إلى فاتورة العلاج. * أنت صاحب مشروع مستشفيات التكامل.. السؤال الآن ما سبب إنشائها رغم وجود وحدات صحية؟ مستشفيات التكامل كانت فكرة لتوفير خدمة عاجلة للقرى والنجوع وحماية المرضى من السفر لمئات الكيلومترات، كما كانت فكرة لتقليل الضغط على المستشفيات العامة وكان عددها 450 مستشفى، وجمعت بين الوحدة الصحية والمستشفى القروي، حيث كانت تقدم خدمات الطب الوقائي مثل التطعيمات وخدمات الباطنة العامة والجراحة العامة والولادة والسكر. * إذن فما سبب إغلاق هذه المستشفيات؟ أغلقت مستشفيات التكامل في عهد وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي بحجة عدم وجود عناية مركزة بها، ما يدل على ما تعانيه مصر من غياب سياسة واضحة ودقيقة وقابلة للتنفيذ، فكان من الممكن أن يتم تطوير هذه المستشفيات ودعمها بما تحتاجه لضمان استمرارها في تقديم الخدمات للمواطنين بدلا من إغلاقها وإهدار ما تكلفته الدولة في إنشائها، ثم العودة مرة أخرى للتفكير في تشغيلها من جديد بتكاليف أخرى. * وكيف ترى إعادة تشغيل هذه المستشفيات؟ أنا أحب وزير الصحة الحالي الدكتور أحمد عماد الدين، وأرى أنه يبذل جهدًا كبيرًا في الوزارة وبأساليب علمية، وبالتأكيد تشغيل هذه المستشفيات يمثل إضافة كبيرة ولكني بعيد عن الوزارة منذ أكثر من 14 عاما ولا أستطيع تحديد إمكانية ذلك من عدمه. * كم عدد المستشفيات التي بنيت خلال المدة التي قضيتها في الوزارة؟ كنت أضع في أولوياتي تشغيل المستشفيات المتوقفة وتمكنت من تشغيل مستشفى الأقصر خلال عام واحد بعدما كانت متوقفة لأكثر من 36 عاما، كما تم تشغيل مستشفى شرم الشيخ خلال 6 أشهر فقط، وكانت سياسة الوزارة هي حل الأزمات وبأقل التكاليف، ونجحنا في إدخال فكرة جديدة وهي مستشفيات أو مراكز جراحات اليوم الواحد والتي بلغت حوالي 24 مستشفى في الأماكن المحرومة والأكثر احتياجا وكانت تكلفت إنشائهم جميعا لا تتجاوز تكلفة مستشفى واحد، وحرصت على تقليل التكلفة دون أن تتأثر الوظيفة، ونجحت في تخفيض سعر السرير من أصل 450 جنيهًا إلى 200 جنيه مع الالتزام بتوقيتات تنفيذ المشروعات المتفق عليها. * وما تقييمك لما تتعرض له المستشفيات وأطقمها الطبية من اعتداءات حاليًا؟ كنا نعمل بمبدأ الزبون دائما على حق، لذالك كانت الخدمة تقدم للمريض بالشكل الصحيح أولا والذي يرضي المريض وأهله ثانيا، كما أن مكاتب الشكاوى في الوزارة كانت مفتوحة دائما لحل أي خلاف وأي مشكلة كانت ترد إليها، وهو ما كان نادر الحدوث، علاوة على أنني كنت أتفاعل مع جميع الشكاوى التي تصلني شخصيا، حتى أن أحد الصحفيين نشر رقم تليفوني الشخصي في جريدته، وكنت أشعر بالسعادة والفخر عندما أشعر أنني تمكنت من تخفيف معاناة أي إنسان. * نصيحة توجهها للقائمين حاليًا على وزارة الصحة؟ من أول يوم لي في الوزارة قررت أن أختار الطريق الصعب وهو الاهتمام بالفقراء، ودائما كنت أهتم بالمناطق المحرومة وكنت أسافر إلى الصعيد تقريبا كل أسبوع بسيارة "استيشن" حتى نجحت في تقليل وفيات الأمهات والأطفال التي كانت تصل إلى نحو 25 ألف طفل سنويا، لذلك فأنا أنصح باختيار نظام إصلاح صحي يتناسب مع مصر ويقف على أرض الواقع مع الاستماع إلى آراء المرضى.