تصاعدت حدة التوتر بين المملكة السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية، خلال الأيام الأخيرة على خلفية التقرير السري الذي أعدته لجنة التحقيقات في أحداث 11 سبتمبر 2001، والذي يتهم المملكة بالضلوع في الهجمات الإرهابية. 28 ورقة لتقرير سري حول أحداث 11 سبتمبر، تم حفظها في القبو الخاص بمبنى الكونجرس بالعاصمة الأمريكية«واشنطن» كي لا يتم تسريب محتواها.. كانت كفيلة لأن تثير حرباً دبلوماسية بين الولاياتالمتحدة والسعودية خلال الأيام الماضية، بعدما قيل إنها تحتوي على اتهامات لعدد من المسئولين الرسميين السعوديين بتقديم الدعم لمنفذي هجمات سبتمبر التي أدت لمقتل 3000 شخص. «النشر في يونيو» وقالت صحيفة ال«إندبندنت» البريطانية إن نظام الرئيس الأمريكي باراك أوباما يستعد لنشر على الأقل جزء من التقرير الذي يحتوى على اتهامات للسعودية بالضلوع في أحداث 11 سبتمبر للعلن خلال شهر يونيو المقبل. ونقلت الصحيفة عن أحد الأشخاص المشاركين في التحقيقات الخاصة بالهجمات، أن التقرير السري المكون من 28 ورقة يشير إلى تلقي منفذي الهجمات لدعم محدد من مصادر أجنبية خلال فترة تواجدهم بالمملكة. وقال السيد جرهام، السناتور الديمقراطي السابق – حسبما وصفته الصحيفة البريطانية- إن مصادر حكومية أخبرته بأن مسئولي المخابرات سيقررون خلال الأسابيع المقبلة نشر جزء من التقرير السري الخاص بالاتهامات في الوقت الذي تمر فيه العلاقة بين السعودية وأمريكا بحالة توتر. وأعرب «جرهام» خلال حديثه لشبكة « NBC» الإخبارية عن أمله في أن يحترم القرار رغبة الأمريكيين في معرفة الحقيقة، وأن يجيب عن السؤال الأهم هل قام هؤلاء المختطفون بتنفيذ تلك الهجمات الكبيرة والدقيقة بمفردهم. «أوباما يستطلع رأي المخابرات» وصرح نائب مستشار الأمن القومي بين رودز، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما استطلع رأي نالب رئيس المخابرات جيمس كلابر بإعادة النظر في التقرير المكون من 28 ورقة من أجل نشره. ولفتت الصحيفة إلى أنه يتوقع بمجرد انتهاء رئيس المخابرات من إعادة النظر في التقرير، أن يتم نشر جزء منه، وتوفير عدد من المعلومات عنه. «السعودية ترحب بالنشر» وقال عضو لجنة التحقيق بالكونجرس ولجنة التحقيق في أحداث 11 سبتمبر، تيم رومر، إنه أطلع على التقرير الخاص بالتحقيقات ل3 مرات، واصفا ما ورد فيه بأنه تحقيقات أولية للشرطة، تحتوي على ادعاءات، وشهود حول الهجمات الإرهابية التي ضربت أمريكا في 2001. وبحسب ال«إندبندنت» فإن السعودية دائما ما تنكر أي علاقة لها بأحداث 11 سبتمبر 2001، مؤكدة أن السعودية سترحب بنشر التقرير لأن ذلك سيتيح لها الرد على تلك الاتهامات بشكل واضح، وذو مصداقية. «مخاوف سعودية» وكان مشروع تم تقديمه إلى الكونجرس الأمريكي، يهدف إلى رفع الحصانة الممنوحة لعدد من الدول الأجنبية في حالة تورطهم بالهجمات الإرهابية التي ضربت الولاياتالمتحدة في 2001. ولفتت الصحيفة إلى أن السعودية تخشى من أن يقوم أقارب ضحايا 11 سبتمبر، برفع دعاوى قضائية ضد عدد من المسئولين السعوديين، والبنوك، للمطالبة بتعويضات حال اتهام التقرير للمملكة بالضلوع في الهجمات. وقال عضو لجنة التحقيق بالكونجرس ولجنة التحقيق في أحداث 11 سبتمبر تيم رومر، إن هناك العديد من التساؤلات حول تورط عدد من المسئولين السعوديين الرسميين بمساعدة منفذي هجمات 11 سبتمبر، ومنهم فهد الثميري الذي كان يعمل بالسفارة السعودية في لوس أنجلوس والذي ساعد اثنين من منفذي الهجمات بالعثور على مسكن في كاليفورنيا. وأضاف «رومر» أن هناك أيضا العديد من التساؤلات حول دور عمر البيومي، في أحداث 11 سبتمبر، والذي كان يعتقد أنه جاسوس سعودي وقام بمساعدة خاطفي الطائرات. «حرب باردة» وتشهد العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والولاياتالمتحدة، حالياً حالة من «الحرب الباردة» والتهديدات المتبادلة، على الرغم من الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى السعودية وحضوره القمة الأمريكية الخليجية. وعلى الرغم من أهمية الزيارة، إلا أن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز تجاهل استقبال الرئيس الأمريكي باراك أوباما عند وصوله إلى الرياض، وقام بإيفاد أمير الرياض فيصل بن بندر بن عبدالعزيز لاستقباله، بينما كان الملك السعودي في استقبال القادة الخليجيين المتوافدين لحضور القمة. وذكرت صحيفة ال«إندبندنت» نقلا عن وكالات الأنباء، أن أوباما والملك سلمان لم يناقشا الملف الذي يحتوي على الاتهامات السعودية بتقديم التمويل لمنفذي أحداث 11 سبتمبر. وكانت السعودية قد أعلنت قبل أيام أنه في حالة ورود أي اتهامات لها بالضلوع في أحداث 11 سبتمبر، فإنها ستقوم بيع جميع أصولها في المملكة والتي تقدر ب750 مليار دولار، وذلك قبل أن يتم تجميدها بفعل حكم المحكمة حال إقرار قانون العقوبات.