"الوطنية للانتخابات": 2826 مرشحا لمجلس النواب 2025    شباب قنا يدشنون «بازاري» لإحياء الصناعات التراثية واليدوية    عمرو موسى: خطر التهجير مازال قائما ويجب أن نكون حذرين للغاية    متحدث إيجل نوار: لا نخشى الأهلي.. ونحب مواجهة الفرق الكبيرة    "مصلحة الدمغة" تعتمد أول معمل X-RAY في مصر وإفريقيا والشرق الأوسط لفحص وتحليل الذهب    Firefox يضيف محرك الإجابة الذكى Perplexity كخيار بحث جديد    تفاصيل مسلسل حلم أشرف الحلقة 18.. أحداث مثيرة وموعد العرض والقنوات الناقلة    إيناس الدغيدي تقطع شهر العسل رفقة زوجها.. والسبب غريب    محمد العمروسي يخرج عن صمته ويرد على طليقته بشأن تخليه عن أولاده    خبير تربوي يكشف أسباب التعدي على المعلمين وكيفية معالجته    ترامب يهدد بنقل مباريات كأس العالم من مدن أمريكية «غير آمنة»    «لبيب» يمنح «فيريرا» فرصة أخيرة مع الزمالك    تعرف على موعد صرف مرتبات شهر نوفمبر 2025    حسين هريدي: القمة المصرية السودانية بحثت جهود وقف حرب السودان والتحضير لاجتماع واشنطن    تركيب القضبان والفلنكات بالخط الأول من شبكة القطار الكهربائى السريع..فيديو    رئيس هيئة الدواء: مصر تمتلك منظومة رقابية متكاملة تغطي صناعة وتوزيع الدواء    فتح باب الترشح للعمل بلجان مراقبة امتحانات الدبلومات الفنية بالمنيا والمحافظات    ميسرة بكور: أوروبا تسعى لاستقلال أمنى عن واشنطن فى ظل التباعد عبر الأطلسى    بعد شائعات اعتقاله.. ياسر أبو شباب لقناة 14 العبرية: لسنا خائفين من حماس    بينها «فوكس نيوز».. رفض واسع من مؤسسات إخبارية لقرارات وزارة الحرب الأمريكية    محلل سياسي من غزة لحديث القاهرة: شبح الحرب الأهلية يخيف الشارع وحماس تفرض سيطرتها    المتحف القومي للحضارة المصرية يحتفي باليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي بفعالية «حضارة وشعوب»    «نكديين ومش بيحبوا السهر».. 4 أبراج تفضل الهدوء على الخروج في عطلة نهاية الأسبوع    قصور الثقافة بالغربية تحتفل باليوم العالمي للمرأة الريفية    هل يجوز شراء شقة بنظام التمويل العقاري بقصد الاستثمار؟.. أمين الفتوى يجيب    هل الألعاب الإلكترونية التي تدر أرباحًا مالية حلال أم حرام؟.. أمين الفتوى يوضح    رئيس هيئة الدواء ل"dmc": وقف بيع المضادات الحيوية المحفوظة للاستخدام الطارئ إلا بالمستشفيات    الصحة العالمية: نموذج برنامج التطعيم الإجباري فى مصر يحُتذى به على مستوى العالم    «تجهز في 5 دقايق».. حضري طبق «السبانخ بالكريمة» وتمتتعي بالمذاق الشتوي (الطريقة والخطوات)    برشلونة يعلن تمديد عقد دي يونج حتى 2029    انطلاق الدورة السادسة عشر من مهرجان المسرح العربى من 10 ل 16 يناير    بعد دعوته للانعقاد.. تعرف على الضوابط التنظيمية للجلسة الافتتاحية لمجلس الشيوخ    كرة يد - إلى ربع النهائي.. سيدات الأهلي تكتسحن اتحاد النواصر في بطولة إفريقيا    حازم هلال: فخور بالانضمام لقائمة الخطيب.. ونسعى لاستكمال مسيرة الإنجازات    محافظ جنوب سيناء يبحث آليات البدء في تنفيذ مشروع محطة إنتاج الطاقة والهيدروجين الأخضر بمدينة الطور    بقبلة على يده.. رينارد يوجه رسالة قوية عن موهبة المنتخب السعودي    من قلب غزة: تحيا مصر.. ويحيا السيسى    جامعة قناة السويس تنفذ برنامجًا تدريبيًا توعويًا بمدرسة الجلاء الابتدائية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 15-10-2025 في محافظة الأقصر    صحة المنوفية تواصل استعداداتها للاعتماد من هيئة الاعتماد والرقابة    شفاء المرضى أهم من الشهرة العالمية    وزير العمل يلتقي رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر لتعزيز التعاون بالملفات المشتركة    شريف حلمي: الأكاديمية العربية شريك أساسي في إعداد كوادر مشروع الضبعة النووية    رفع كفاءة المنشآت لخدمة الشباب..محافظ الجيزة يتفقد مركز شباب المناجم بالواحات البحرية    وزير المالية: تحسن أداء الاقتصاد المصرى خلال الربع الأول من 2025-2026    إيفاد: الحلول القائمة على الطبيعة تحسن رطوبة التربة وتزيد كفاءة أنظمة الري    متحدث الحكومة: تمويل 128 ألف مشروع بالمحافظات الحدودية ب4.9 مليار جنيه    سلوك عدواني مرفوض.. «خطورة التنمر وآثاره» في ندوة توعوية ل«الأوقاف» بجامعة مطروح    حكم تشغيل القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت قبل الفجر والجمعة    الجامع الأزهر يقرر مد فترة التقديم لمسابقة بنك فيصل لذوى الهمم حتى 20 أكتوبر الجارى    القومي لحقوق الإنسان يشارك في مؤتمر الحوكمة ب كيب تاون    ب 20 مليون جنيه.. «الداخلية» توجه ضربات أمنية ل«مافيا الاتجار بالدولار» في المحافظات    عاجل- مجلس الوزراء يشيد باتفاق شرم الشيخ للسلام ويؤكد دعم مصر لمسار التسوية في الشرق الأوسط    الكرملين: بوتين سيجري محادثات مع الرئيس السوري اليوم    أسرة سوزي الأردنية تساندها قبل بدء ثاني جلسات محاكمتها في بث فيديوهات خادشة    رغم منع دخول أعلام فلسطين.. إيطاليا تهزم إسرائيل وتنهي فرصها في التأهل    رمضان السيد: ظهور أسامة نبيه في هذا التوقيت كان غير موفقًا    عمقها 30 مترًا.. وفاة 3 شباب انهارت عليهم حفرة خلال التنقيب عن الآثار بالفيوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلي أستاذنا مصطفي أمين.. 19 عاما من الحضور في عقو ل تلاميذك
يوميات الأخبار
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 25 - 04 - 2016

أما الأم.. أقصد روحية وغيرها عليها أن (تخبط رأسها في الحيط) في مقابل هذا الغلاء الذي يرتفع كل يوم ولعله سوف يرتفع بعد ذلك كل ساعة ثم كل دقيقة.
مضت تسعة عشر عاماً علي رحيل استاذنا العظيم ولكنها تسعة عشر عاماً من الحضور لا أعتقد أن هناك تلميذاً من تلاميذ أستاذنا مصطفي أمين لم يحمل (نبضه) الصحفي علي سن القلم لا أعتقد أن هناك تلميذاً من تلاميذه لم (يشرب) من معينه وكلماته في حب مصر والرغبة الدائمة في مساندة الناس.. ناس مصر حتي يصلوا بالمركب إلي بر الأمان.. لا أعتقد أنه ليس هناك تلميذ من تلاميذ مصطفي أمين لم ينجح في تحويل حبه لمصر إلي كلمات ومشاريع ترسل كل يوم عبر الكلمات.. لا أعتقد أنه ليس هناك حلم أرسله أحد القراء لاستاذنا العظيم ولم يتحقق.. إن استاذنا العظيم مازال يعيش بيننا بما اكتسبناه منه من مهنية شديدة المقدرة علي النزول إلي عمق الشارع المصري والأخذ بيد ناس مصر الطيبين الذين تعثروا وليأخذ بكل يد ليعيد لها الأمل والعمل لا اعتقد ان هناك سياسيا أو أحد اعضاء أي حزب لم يتشرب بأسلوب استاذنا مصطفي أمين في حب مصر.
عن نفسي كلما أمسكت بالقلم لاكتب فكرت قبل كتابة كل كلمة هل يرضي عني الاستاذ؟ ولعل القراء يلاحظون أن استاذنا مصطفي أمين قد وزع نفسه علينا سواء بالاهتمام بمشاكل الناس أو بالكتابة بالملاحظات السياسية علي كل من يمارس السياسة من أجل وطن واع عظيم.
لقد استطاع أن يزرع في كل منا نبتة نسقيها من عقولنا وقلوبنا لتساهم في رفعة وعلو مصر.
لقد نجح نجاحاً مبهراً هو وشقيقه التوأم العظيم علي أمين أن يزرعا فينا أهمية أن تكون الكلمة نوراً يضيء للناس وعصا غليظة لكل من يريد بالوطن شرا أي شر!!
كان أستاذنا يكتب الموقف السياسي بأسلوب يفهمه الفلاح الذي يجلس علي المصطبة ويفهمه من (يفك الخط) ويجلس علي المقهي ليقرأ للذين لا يقرأون.
لقد كان أستاذنا مصطفي أمين جيد التوصيل لكل ما يصعب علي القاريء البسيط ان يصل إليه لهذا حينما خرجت أخبار اليوم إلي النور وكان الأهرام وقتها للصفوة والمتعاطين للسياسة استطاعت أخبار اليوم أن تجمع حول أحرفها كل البسطاء الذين يريدون معرفة كل شيء وأي شيء.
كان مصطفي أمين استاذاً لكل البسطاء يتحدث إليهم حديث الاب للصغار والأخ للكبار كانت مهمته وجل همه التوصل للبسطاء.
كان لا يريد انفصالاً شبكيا بين البسطاء والذين يعملون بالسياسة والتخطيط للخروج بالوطن من المآزق المختلفة سواء اقتصاديا أو فكريا.
لقد استطاع أستاذنا بحرفية عالية وحب للوطن أن يخلق قراء ينتظرونه ليدلي لهم بدلوه في كل ما يحدث حوله وكل ما يخفي عليهم فهمه.
وكان والدي رحمه الله يقول لنا ونحن في سن حب القراءة للكبار.
اقرأوا لمصطفي وعلي أمين فسوف تفهمون منهما ما تريدون وكنا نتخاطف أخبار اليوم ثم ظهرت جديدة الأخبار اليومية واصبحت في بيتنا مع الأهرام ولكن للحق كانت الأخبار قد اصبحت هي الابتسامة التي نبدأ بها الصباح وكان لذكاء استاذنا علي أمين أن كتب عمود فكرة سابقا به كل اشكال الأعمدة الصحفية. وكانت فكرته هي (الاصطباحة) التي نبدأ بها قراءتنا كل صباح. واتعجب كيف كان أستاذنا علي أمين يفجر هذه الطاقة من التفاؤل والتي كانت تحتوي الصغار والكبار.. كانت فكرة التي يكتبها علي أمين هي التي تعلمنا فيها القراءة وكان يسعدنا أن نقرأ الجريدة التي يقرأها الكبار وظلت فكرة مدرسة للتفاؤل وحب الوطن والعمل وحب الحياة وكأن علي أمين كان يملأ كلمة من بئر مليئة بالأمل وحب الحياة. حتي القصص الواقعية التي كان يكتبها علي أمين من بريده كان يختارها بعناية شديدة لتزرع فينا الأمل والعمل.
الذكريات كثيرة وما فعله لنا استاذانا كثير جداً فيكفي انهما بما كتبا أنشآ هذا الصرح الصحفي والذي يضم الآلاف من الكتاب والعمال والتلاميذ.. هذا الصرح المدرسة والذي أوصل ولدنا ياسر رزق إلي أن يقع عليه هذا العبء الكبير وهو استمرارية هذا الصرح الصحفي العظيم الذي بدأ بالناس ويعيش علي الناس.
رحم الله استاذينا رحمة واسعة وملأ قبرهما بالرحمات جزاء ما قدما لكل من يعمل في هذا الصرح من البشر الذين تعلموا صدق الكلمة وتعلموا أن القارئ هو السيد وأنهم يأتمرون بأمره.
ايها القارئ العزيز.. كلما تصفحت عدداً من أعداد صحف ومجلات أخبار اقرأ الفاتحة لهما ثم اقرأ ثانياً لتكتب لنا عن رأيك وعما تريد فأنت شريك لنا في كل ما نكتب وفي كل ورقة من أوراق صحفنا ومجلاتنا لقد علمنا استاذنا أن القارئ المصري ذكي ويستطيع أن يكتب مثلنا وأحسن.
حكايات روحية
وروحية هي سيدة شقيانة واصبح لها أحفاد ومازالت تعمل ولكنها (بشوشة) سعيدة مثل كل نساء مصر اللاتي تعودن علي (الشقاء) من أجل الأولاد وصولاً للأحفاد.
جاءتني روحية تسأل عن هذه القائمة من الأسعار قالت روحية!
٢٥ كيلو أرز كانت ب ٧٥ جنيها اصبحت ب ١٢٠ جنيها و ٢٠ كيلو مكرونة كانت بثلاثين جنيهاً اصبحت بثمانية وثلاثين و الدجاج كان الكيلو ب ١٧ جنيهاً اصبح ب ٢١ جنيهاً كيلو الأرز(اكل الغلابة كما تقول روحية) كان بثلاثة جنيهات اصبح بخمسة جنيهات.
ثم تكلمت روحية في السياسة.
أخذوا تيران وصنافير حياخدوا اسوان أمتي؟
روحية شديدة المتابعة لكل ما يحدث رغم أنها شقيانة وعايشة يوم بيوم وبالرغم من أن (شقي) اليوم يصل ليس للأولاد ولكن للاحفاد وأخيراً لجارتها التي فقدت زوجها سائق الكارو في حادث.
روحية ليست الوحيدة التي تعيش في هذه الازمات إنها فقط نموذج من آلاف النساء علي أرض مصر وكلهن يعشن هذه الأزمات.. إن النساء في مصر يعشن أزمات أكل العيش والرجال عليهم الانفاق.. والانفاق بقدر ما يأتينه من العمل وعلي النساء تدبير الأمور فالرجل حينما يعمل يعطينا النقود وليس عليه سوي ذلك ولكن عليه أن يأكل وأن ينام وأن يري الأولاد سعداء وراضين عن حياتهم أما الأم.. أقصد روحية وغيرها عليها أن (تخبط رأسها في الحيط) في مقابل هذا الغلاء الذي يرتفع كل يوم ولعله سوف يرتفع بعد ذلك كل ساعة ثم كل دقيقة.
هل يمكن تأجيل العيد؟
قالت لي سيدة تعمل معي في البيت جملة جعلتني لا أنام الليل فقد قالت (ياريت يأجلوا العيد شوية) أنا عاملة جمعية وطلع حظي في (القرعة) بضم القاف اقبضها الأخيرة يعني بعد العيد بثلاثة أيام.. فكيف اشتري للعيال هدوم العيد؟ ثم قالت.
(يا ريت السيسي يرحم حالنا ويأجل العيد؟) قلت لها: ولاحد في كل البلاد الإسلامية ولا يستطيع أحد أن يؤجل العيد.
وأحسست أنني في مأزق وليست هي وبالطبع ليست هي وحدها في مأزق العيد ولكن ٩٠٪ من الشعب المصري في مأزق العيد وزمان.. زمان حينما كنت أصر علي عمل الكحك وطقوسه وألم الأولاد والشغالين حول (السفرة) لنعمل الكحك كنا نبدأ قبل العيد بخمسة أيام قبل أن تزدحم (الأفران) وكان الناس يعتبرون الكحك الجاهز عيباً.. أما الآن فقد اصبح الكحك نفسه عيباً للغلاء الشديد الذي حاصرنا من كل جانب وقلت للسيدة الحائرة التي تعمل عندي.
(اسمعي يا سيدة لما أجيب الكحك سوف أعطيك نصيبك انت والعيال).
فقالت (لا أصل كحككم ناعم وغالي أنا عوزة اشتري كحك علي أدنا وكمان ولادي لازم ييجوا معايا وأحنا بنشتري الكحك) وهكذا تصبح كل الاشياء في مصر في مأزق الفقر.. كل شيء.. حتي العيد حاصره الفقر.. ولهذا لم يعد التليفزيون ولا الإذاعة تذيع الاغنية الجميلة التي تشدو بها أم كلثوم (ياليلة العيد انستينا) كل سنة وأنتم بخير وسعادة رغم عدم اقتراب العيد.
أطفالنا والسيد صفوت الشريف
حينما كان السيد صفوت الشريف رئيسا للهيئة العامة للاستعلامات كنت أقوم بعمل رحلة للأطفال الغرض منها تعميق الانتماء بالوطن فكنت أقدم مسابقة بعنوان (ارسموا مصر واكتبوا عنها) ويفوز فيها الأطفال برحلات إلي مصر.. أولاد بحري يسافرون إلي الاقصر واسوان وأولاد (قبلي) يسافرون إلي القاهرة والاسكندرية والعريش.
وقد كنت اتواصل دائماً مع السيد صفوت الشريف حتي بعد ان اصبح وزيراً للإعلام من أجل احتياطي مصر من البشر وكيف يمكن تأهيلهم للزمن القادم وقد سافرنا مع الصغار الفائزين من الصعيد إلي شمال مصر إلي العريش ووصلنا الي قرية ياميت التي كان اليهود قد استعمروها ودمروها وكانت هذه الرحلات ذات اثر بالغ في ثقافة الطفل وانتمائه للوطن وقد حدثني منذ أيام الدكتور إيهاب عزمي الطبيب المصري الذي يدرس الدكتوراه في ألمانيا فقد قال لي.
بلغي السيد صفوت الشريف ان إيهاب عزمي اصبح طبيبا لأنه سألني وهو يسلمني الجائزة (عاوز تطلع إيه؟) قلت له طبيب فقال لي لازم تكون شاطر في الكيمياء والطبيعة وأنا يا ماما نعم أرسل تحياتي للاستاذ صفوت الشريف لانني فعلاً وضعت كل اهتمامي في الكيمياء والطبيعة ونجحت فيهما وظللت انجح بتفوق حتي أخذت الثانوية العامة ثم دخلت كلية الطب وأنا الآن في ألمانيا اكمل الدراسات العليا وأرجو أن أراه حينما أعود وسوف أهدي إليه شهادتي في الدكتوراه لانه صاحب الفضل في تشجيعي علي الوصول إلي الدكتوراه.
أوصلت تحياتك لوزيرنا صفوت الشريف وأوجه له أنا شخصياً أن اهتمامه بالاطفال وتحقيقه لرحلات الاطفال في مسابقة ارسموا مصر واكتبوا عنها كان له أكبر الاثر في خلق جيل واع مرتبط بتراب الوطن وتاريخه.. التحية للسيد صفوت الشريف ولكل من يقدم من عقله شيئا للطفل المصري أن الذي يقدم شيئاً للطفل المصري هو مشارك بلا جدال في دعم مصر عن طريق ابنائها ليكونوا حصنا للزمن القادم حمي الله مصر وجعل من ابنائها درعاً وأمانا لها مدي الحياة.
قناة الدلتا والوعي العالي
تشرفت بمجموعة من أولادنا الأذكياء الدءوبين المحبين للعمل ولموقعهم الجغرافي الذي ارتبط به مولدا وعاطفياً حتي الآن إنها القناة التي تثبت أن الدلتا ولادة فعلاً لقد طلبوا أن يحاوروني وجاءوا ومعهم مقدمة البرنامج المحاورة النابهة داليا العلايلي عن اعداد ذكي جيد لولدنا هشام حنجل واخراج السيد موسي وقد أحسست أن رئيس القناة ابننا محمد هلال قد اختار فريقه بعناية فهم مجموعة من الاذكياء المحبين للعمل كما قلت وقد اعدوا حواراً شديد الذكاء بحيث (جرجروني) في الكلام عن كل شيء كان الحوار الذكي شديد التفاصيل شاملاً لكل شيء لدرجة أنني كانت ردودي علي الاسئلة كأنني أسرد قصة حياتي بمنتهي العمق ومنتهي البساطة وهذا راجع للإعداد الجيد كما قلت لهشام حنجل وفي الواقع ان قنوات الأقاليم يجب الاعلان عنها بحيث تكون سهلة الوصول للمشاهد لأنها جيدة التوصيل لكل أقاليم مصر وهذا مهم جداً فنحن ننتقل من خلال الشاشة إلي جبال الهملايا وإلي سهول إيطاليا وإلي متاحف النمسا ولكن لا نستقل إلي ربوع مصر الجميلة وقد تعجب صديق يعيش في ألمانيا لانني قلت له أن لدينا متاحف في الأقاليم فقال لماذا لا يوصل لنا التليفزيون كل مكان في بلادنا إننا دائماً مشتاقون لمعرفة كل (خرم إبرة) في مصر ونحن خارج الحدود والغربة تجعل الشوق شديداً حتي لمطبات الشوارع!
مسلسل عن مصر النيل
لدي فكرة مسلسل منذ أكثر من ثلاثين عاماً ومازالت الأوراق عندي والمسلسل يمر بمصر كلها عبر مركب في النيل سرقت فكرتها من سفينة نوح والمركب تبدأ سيرها من فرع رشيد حتي تصل إلي أسوان (ممنوع السرقة يا كتاب يا قراء) وهذا المسلسل بالنسبة لي حلم وكل عام أو كل ما أعود للأوراق اضيف له شيئا وأعتقد أن مثل هذا العمل يجعل ناس مصر يطوفون بها وهم في منازلهم وهذا مهم جداً بدلاً من أن نطوف العالم من خلال المسلسلات وهذا معهم ايضاً ولكني أقول قولي هذا لأنني حاورت كثير من الشباب ووجدتهم يعرفون الكثير عن بلاد العالم من خلال المسلسلات ولا يعرفون اشياء كثيرة عن بلادهم لنقص المعلومة فهم في المدارس يدرسون الجغرافيا والتاريخ الأصم ولكنهم لا يدرسون مصر البشر كما أخترت لعنوان مقالي الأسبوعي فإن مصر البشر هم الذين صنعوا التاريخ وهم الذين يعمرون شاطيء النيل.
هل تعلمون أن هناك قري تطل علي البحر الاحمر لا تعلمون عنها شيئا؟ وأن هناك مدنا ساحلية علي طريق الاسكندرية ومطروح شديدة الجمال والأهمية لا تعرفون عنها شيئاً! لقد قال لي صديق انجليزي جاء هو وزوجته بتوصية من أحد اصدقائه المصريين بالإقامة في قرية صغيرة علي شاطيء البحر الاحمر قريبة من الغردقة وأن هذه القرية شديدة الجمال وتمتاز بمساكن متقاربة صغيرة يسكنها الضيوف مع أهل القرية.
إن مصر غنية.. مصر شديدة الغني وهي كنز محتاج للاكتشاف كل يوم.. اكتشفوا مصر تحبوها اكثر.
الواجبات المدرسية
اتكلم في هذا الموضوع كثيراً وعلي الذي يقرأ يقول للذي لم يقرأ.. إن الواجبات المدرسية سيف مصلت علي عقول الأطفال وكأنها حبل يلتف حول عقولهم ليربطهم بالمدرسة طوال النهار والليل.. هذه الواجبات لا أهمية لها وربما كانت من الاشياء التي تجعل الاطفال يكرهون المدرسة.
لماذا لا يكون هناك حصة لحل الواجب في المدرسة تحت إشراف المدرسين؟
ارحموا الصغار حتي لا يكرهوا التعليم ويصبح التعليم ليس نزهة جميلة مثل ما هو في انجلترا بل هنا يصبح سيفا مصلتا علي رقاب الاطفال ان التعليم مثل الطعام فأنت لا تستطيع ان تطعم الطفل كثيراً وثقيلا وإلا اصيب (بالقيء) كذلك العلم يجب ان يكون بإسلوب محبب ولا يكون بإسلوب (الحشر) اعيدوا النظر في برامج التعليم.. إننا نواجه اطفالا بلا تعليم وتعليما بلا اطفال حيث الصغار في الفصل في حالة سرحان وابتعاد عما يقول الاساتذة لانه لم يكن هناك أي مغريات تجعل الطفل يحلم بحجرة الدراسة.
إن التعليم في مصر محتاج إلي وقفة من السيسي مع رجال وسيدات التعليم.. إن التعليم هو اولا وأخيراً أرضية مصر.. فلا تتركوا مصر يا سادة في الهواء بلا أرض تقف عليها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.