تقع هاتان الجزيرتان في المدخل الجنوبي لخليج العقبة بين كل من مصر والسعودية ومساحة تيران حوالي 80 كم2 أي حوالي 6كم ×13كم وهي جزيرة جرداء لا زرع فيها ولا ماء أما صنافير فهي جزيرة صغيرة ملاصقة للساحل السعودي. هاتان الجزيرتان ليس لهما أية أهمية استراتيجية أو عسكرية أو وطنية ولو كانتا مصريتيين ما استطعنا الاستفادة منها لأنه لو أرادت مصر إغلاق خليج العقبة لفعلت ذلك بجميع الأسلحة من الساحل المصري لخليج العقبة شرط أن تكون مستعدة للدخول في حرب شاملة مع إسرائيل وليس كما حدث عام 1967. طلب الملك عبد العزيز من مصر تأمين جزيرة تيران عام 1950 بعد قيام إسرائيل وبدء مرحلة من الصراع المسلح بين العرب وإسرائيل ثم قام جمال عبد الناصر بإغلاق الخليج وكانت مصر تحتل هذه الجزر. وعندما كنت في شرم الشيخ مايو 1967 وصلت إشارة لقيادة شرم الشيخ أن السعودية سترسل سرية هاون لدعم قواتنا في الجزيرة وطلب منا التعاون معها ومازالت لمصر عناصر عسكرية حتي الآن في الجزيرة. عند إنشاء جسر الملك سلمان بين مصر والسعودية من المتصور أن يكون الجسر من جزءين أحدهما من رأس نصراني المصرية إلي تيران والآخر من تيران للقصبة السعودية أي أن الأعمدة الرئيسية للكوبري ستكون في تيران ولا فرق بذلك بين أنها سعودية أو مصرية لأن الجسر يخدم الدولتين. صباح 5 يونيه 1967 أدركت مصر وقيادتها السياسية والعسكرية الخطأ الجسيم والقاتل الذي ارتكبوه عندما خنقوا إسرائيل بإغلاق مضيق تيران وخنقوا كل هدف استراتيجي لها في الانتشار جنوباً وشرقاً وفي فصل المشرق العربي عن المغرب العربي. واستوعبت مصر الدرس جيداً وكذلك الدول العربية المحيطة بإسرائيل ومنها السعودية وهو أنه من يريد أن يتحدي إسرائيل والصهيونية العالمية ومن وراءهما أن يكون قويا جداً ومستعداً لذلك. وفي حرب أكتوبر 73 كانت قناة السويس معطلة فراحت مصر بعيداً إلي باب المندب وأغلقته أمام السفن الإسرائيلية الحربية والمدنية وأثبتت مصر قدرتها علي خنق إسرائيل ولو من بعيد مع الاستعداد التام لذلك ومصر لذلك تدعم قواتها البحرية في العامين الأخيرين بطريقة غير مسبوقة وبأحدث القطع البحرية. والآن مع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع السعودية ووقوع الجزيرتين صنافير وتيران ضمن حدود السعودية أصبحت السعودية طرفاً قوياً في المواجهة مع إسرائيل علي المدي البعيد وأصبح إنشاء جسر علي هذا المضيق بين مصر والسعودية تعويضاً عن قطع إسرائيل الطريق البري من طابا للعقبة والذي استولت عليه بعد الهدنة الثانية في غفلة وضعف من العرب جميعاً. خليج العقبة والذي تسميه إسرائيل خليج إيلات يبلغ طوله حوالي 200 كم وعمقه مئات الأمتار بما يسمح للسفن الحربية بكل أنواعها بالسياحة والسباحة فيه وهو امتداد للأخدود الأفريقي العظيم الذي يبدأ من هضبة الحبشة ويمتد عبر البحر الأحمر إلي خليج العقبة والبحر الميت، والبحر الأحمر مليء بالثروات بما يتيح لمصر استغلالها والاستفادة منها. والممر الملاحي الرئيسي في مضيق تيران يقع بين رأس نصراني علي الساحل المصري وجزيرة تيران التي ستصبح مرتكزاً رئيسياً للكوبري المعلق الذي سيقام بين مصر والسعودية والذي سيعمل علي ازدهارها وتنمية سيناء وجعلها في بؤرة اهتمام المصريين والعرب. وإذا كان السلام خيارا استراتيجيا لمصر فإنه بالنسبة لإسرائيل خيار أكثر من استراتيجي وحيوي والسفن الإسرائيلية المدنية والحربية تعبر قناة السويس كما تمر من مضيق تيران وكلاهما ممرات بحرية عالمية متاحة لكل الدول إلا التي تدخل في حرب مع مصر. أما خليج السويس فهو أطول من خليج العقبة (300كم ) وعمقه أقل وهو مصري تماماً وهو أول مصدر للبترول في مصر هو والجانب الشرقي منه في سيناء وقد جعلت قناة السويس الجديدة والتنمية لمنطقة القناة الاقتصادية عليها تجعل من مصر دولة بحرية من الدرجة الأولي. والمحصلة النهائية لموضوع ترسيم الحدود البحرية مع السعودية (8/4 ) والاتفاق علي إنشاء جسر الملك سلمان هي أن مصر ستستغل ثروات البحر الأحمر في مياهها الاقتصادية من رأس محمد حتي أمام أبو رماد علي الحدود مع السودان وأن خليج العقبة لم يعد حاجزاً بين مصر والسعودية وإنما معبر جديد بري بين الشقيقتين مصر والسعودية.