لا يعرف كثيرون من الأجيال الجديدة «الفراخ الفيومي»، ولم يسمعوا عن ذلك الكتكوت المتميز الذي يحمل اسم هذه المحافظة، التي تشتهر بتواجد أندر أنواع الدجاج التي يتهافت عليها المصريون في كل المحافظات. وتوالت الضربات على هذه «الفرخة» خاصة مع ظروف التربية التي أصبحت «صعبة» بعد ظهور مرض أنفلونزا الطيور وانتشاره بالمحافظة ومنع سيدات البيوت من تربيتها في العشش فوق أسطح المنازل أو بجوارها. يعود تاريخ «الفرخة الفيومي» إلى عهد الفراعنة، ويتداول أهالي الفيوم حكاية عن أصلها التاريخي، تقول أن الملك سنوسرت أحد ملوك الأسرة ال 12 الذي شيد مسلته المعروفة باسمه وتشتهر بها المحافظة كان يهتم بتناول «الدجاج البلدي الحر»، وكانت تشتهر الفيوم بنوعية الدجاج الذي يتحمل الظروف المناخية، وما لا يعرفه كثيرون أن أشهر وأغلى دجاجة في أمريكا تسمى "الدجاج المصري الفيومي"، وكان يباع الكتكوت المصري الفيومي ب 5 دولارات أي ما يعادل54 جنيهًا مصريًا في الوقت الذي يباع الكيلو من الدجاج الفيومي في مصر بحوالي24 جنيهًا. أما عن أسباب اختفاء هذه «الفرخة»، فتقول هدى شرابي «ربة منزل» إنها كانت تقوم بتربية الدواجن البلدي للإنفاق على أسرتها من حصيلة البيع، وفجأة حدثت أزمة أنفلونزا الطيور ومنع تربية الطيور داخل المنازل، وتسبب ذلك في خسائر فادحة لكل ربات المنازل اللاتي ينفقن على أسرهن من تربية الدواجن. كما تشير فوقية ربيع «ربة منزل» إلى أن أسعار علف الدواجن أصبحت مرتفعة ولا تستطيع الأسر الفقيرة تحملها خاصة أن نمو هذا النوع من الدجاج الفيومي بطئ جدا وأوزانه لا تصل إلى كيلو و300 جرام مما دفع بعض الأسر العاملة في تربية الدواجن إلى التوقف عن التربية منذ فترة، وطالبت بتوفير مستلزمات الإنتاج للأسرة الفقيرة بأسعار معقولة للحفاظ على السلالات التي تشتهر بها الفيوم . ويرى حمدان عبد الخالق «صاحب مزرعة» أن العاملين في صناعة الدواجن يعانون من ارتفاع مستلزمات الإنتاج منها الكهرباء والغاز إضافة إلى تكلفة العمال والأدوية البيطرية وهو ما دفع عشرات من أصحاب المزارع إلى التوقف بسبب تزايد نسبة الخسائر. ويشير إلى أن هناك عشرات السلالات البلدي الفيومي المشهورة عالميًا خاصة أن الدجاج الفيوم البلدي لا يضاهيه أي منتج آخر، إلا أن أصحاب المزارع يعانون من ضعف اللقاحات والتحصينات كما تتجاهل وزارة الزراعة مطالب أصحاب مزارع الدواجن البلدي بالفيوم. ويضيف د. عبد الوهاب عبد الله، أستاذ الدواجن بكلية الزراعة بجامعة الفيوم، أن مشروع الدواجن التكاملي بالفيوم يعتبر الهرم الرابع للحفاظ على السلالات البلدي المنتجة بالمحافظة خاصة أنه يضم وسائل الإنتاج الحديثة إضافة إلى خبراء هذه الصناعة، وأوضح أن أهم ما يميز الدجاج الفيومي المذاق الجيد وخلوه من الهرمونات التي تساهم في زيادة الوزن كما في الدجاج الأبيض كما أن الدجاج الفيومي البلدي أفضل صحيا للإنسان ويبدأ وزن الدجاجة الواحدة من 800 جرام ويصل إلى 1300 جرام على أقصى تقدير وأنه ينتج من 240 بيضة حتى 300 بيضة في السنة ويكشف لنا أن بعض الدول الغربية قد سرقت الجين الفيومي وتقوم حاليا بإنتاج السلالات الفيومي، وطالب عبد الوهاب بالتوسع في هذه السلالات أعلى أسطح المنازل خاصة أن تلك العادة موروث متداول منذ عصر الفراعنة حيث عثر على نقوشات ورسومات داخل المعابد الفرعونية عليها صور للديك الفيومي.