في الفترة من 2011 وحتى بداية العام الماضي، سيطرت البرامج السياسية وبرامج "التوك شو" على الساحة الإعلامية، وتصارع الإعلاميين على زيادة مساحات برامجهم. ومنذ منتصف العام الماضي خف بريق تلك البرامج، فيما عادت برامج المنوعات للظهورفي السطور التالية نستعرض هل بالفعل أصبحت برامج المنوعات بديلا لبرامج "التوك شو"؟، وهل تقدم هذه البرامج قيمة للمشاهد؟.. خلال الأشهر الماضية، قل بريق عدد من نجوم "التوك شو" واختفي بعض البرامج مثل البرنامج "آخر النهار" وذلك بعد شهور قليلة من انسحاب الإعلامي محمود سعد من القناة نفسها في قناة فيما تعرض برنامج "ممكن" لمشكلات عديدة وهجوم شديد، في المقابل تفهمت الإعلامية منى الشاذلي مستقبل برامج "التوك شو" مبكراً وقدمت منذ ما يقارب العامين برنامج منوعات على "CBC" الذي يحمل اسم "معكم منى الشاذلي".. "برامج المنوعات غير هادفة ولا تحترم عقل الشاهد المصري"، هكذا بدأت الدكتورة سهير عثمان، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، تعليقها على الصعود السريع لبرامج المنوعات على الساحة الإعلامية، قبل أن تضيف: "المشاهد المصري أصبح له رؤية ورأي قوي، لكن في المقابل فأن برامج (التوك شو) تخسر جمهورها بشكل متزايد يومياً، خاصة مع إحساس المشاهدين بالضيق والضغط من تلك البرامج، لأنها تزيد من الهموم التي يتعرضون لها بالإضافة للمشكلات التي يعيشون فيها في عملهم ومنازلهم، لذلك كان من الطبيعي أن يهرب إلى برامج تحاول أن ترسم على وجهه الإبتسامة". وتستطرد دكتورة سهير في حديثها بالقول: "أثناء فترة الستينات انصرف المواطن المصري عن مشاهدة النشرات بسبب الحرب، وفضل التركيز على الأمور الفنية، فكانت أشبه بسياسة هروب من الواقع، وكانت فرصة للإعلام أيضا في ذلك الوقت للتخفيف على المواطن وعلى الدولة التي كانت تواجه ضغوط عسكرية واقتصادية". وعن أبرز برامج المنوعات التي تراها جيدة على الفضائيات المصرية، تقول دكتورة سهير عثمان: "هناك برنامجين لفتوا إنتباهي في الفترة الأخيرة، الأول هو برنامج (ذا فويس كيدز – The Voice Kids) على قنوات (mbc) الذي منح فرصة للأطفال للتعبير عن مواهبهم الفنية، وأعجبني أكثر أن جائزة الفائز بالبرنامج كانت منحة تعليمية للأطفال، وأتمنى أن يتم تشجيع تلك النوعية من البرامج.. هناك أيضا برنامج (أشرف يقدمه أيمن) على قنوات (mbc) أيضا، فبالرغم من أن البرنامج يعتمد على الكوميديا إلا أنه يقدم بشكل مختلف وجديد ولا يخدش الحياء، في المقابل فأنني لا أعرف الهدف من البرامج التي قدمتها قناتي (الحياة) و(النهار)، فهي برامج لا يوجد بها مضمون ولا تحترم عقلية المشاهد". أما الدكتور عادل عبد الغفار، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، فيعلق على تزايد مساحة برامج المنوعات بالقول: "عرض برامج المنوعات في الفترة الأخيرة تعني منافسته بشكل قوى على شاشات الفضائيات، وهو ما يعني أنه يحظى بنسب مشاهدة مرتفعة محلياً وعربياً، لهذا لابد من الإعداد الجيد لمثل تلك البرامج حتى تكون مفيدة للجمهور بجانب التسلية"، ويضيف عبد الغفار: "إذا أراد التليفزيون أن ينتج ويقدم برامج مثل هذه النوعية لابد أن تعد وتخرج بشكل جيد لكي يجبر المشاهد أن يتابعها ويجد فيها القيمة التي ينشدها، خاصة أنه لا توجد أحداث كثيرة تجبر المواطن المصري على مشاهدة برامج (التوك الشو)، وهو عنصر نجاح آخر لبرامج المنوعات".